إلى كل من يظن أنّنا نحقد على الصحابة من أهل السنّة والجماعة
بتاريخ : 23-10-2010 الساعة : 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمّد وآل محمّد الطيبين الطاهرين
إلى كل من يتهّم الشيعة بالحقد على أبا بكر وعمر وعثمان
سأقدّم لكم نموذجاً ينسف معتقدكم هذا
فالمؤمن لا يحمل الحقد في قلبه بل يحب في الله ويكره لله
إنَّ من أهم الدلائل على أنَّ آل أميّة تعاملوا مع الناس على أساس من يحب علي (عليه السلام) وعلى من يبغضه هو بغضهم لمحمّد بن أبي بكر (الخليفة الأوّل) الذي كان من أقرب المقرّبين للإمام علي وهو من خواص الإمام علي (عليه السلام) وله محبّة خاصة في قلوبنا
سأضع بينا أيديكم نبذة عنه بحسب المعتقد الشيعة
اقتباس :
اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه):
أبو القاسم، وقيل: أبو عبد الرحمن، محمّد بن أبي بكر بن أبي قُحافة.
أُمّه (رضي الله عنه):
السيّدة أسماء بنت عُميس الخثعمية.
ولادته (رضي الله عنه):
ولد عام 10 هـ بذي الحُلَيفة، في وقت كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجَّة الوداع.
نشأته (رضي الله عنه):
كانت أُمّه السيّدة أسماء قد تزوّجت جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد استشهاده في معركة مؤتة تزوَّجها أبو بكر، وبعد موته تزوّجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فانتقلت إلى بيته مع أولادها، وفيهم محمّد الذي كان يومئذ ابن ثلاث سنين.
فنشأ في حِجر الإمام علي (عليه السلام) إلى جانب الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت روحه بهما، وكان الإمام (عليه السلام) يعتبره مثل أبناءه حيث يقول فيه: (محمّد ابني من صُلب أبي بكر).
جانب من حياته (رضي الله عنه):
كان محمّد أيّام حكومة عثمان بن عفّان في مصر، وفيها بدأ انتقاده على حكومة عثمان، واشترك في الثورة عليه، وبعد تصدِّي الإمام علي (عليه السلام) للخلافة، حمل كتابه إلى أهل الكوفة قبل نشوب حرب الجمل، وكان على الرجَّالة فيها.
وبعد انتهاء المعركة بانتصار الإمام (عليه السلام) على أهل الجمل، تولَّى متابعة الشؤون المتعلِّقة بعائشة ـ باعتبارها أخته ـ، وأعادها إلى المدينة المنوّرة.
مقامه (رضي الله عنه):
كان محمّد مُجِدّاً في الجهاد والعبادة، ولِجِدِّه في عبادته سُمِّي عابد قريش، وهو جدُّ الإمام الصادق (عليه السلام) من الأُمَّهات.
ولاَّه الإمام علي (عليه السلام) على مصر عام 36 هـ، وكتب له عهداً بذلك، بعدما عزل قيس بن سعد عنها، وكان الإمام (عليه السلام) يُثني عليه، ويذكره بخير في مناسبات مختلفة.
أقوال الأئمّة (عليهم السلام) فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله، رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر).
( ثم ينادي: أين حواري علي بن أبي طالب، وصي محمّد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد، وأويس القرني) (1).
2ـ قال الإمام علي (عليه السلام): (محمّد ابني من صلب أبي بكر) (2).
3ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من أهل بيت إلاّ ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء منهم: محمّد بن أبي بكر) (3).
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال: (جليل القدر، عظيم المنزلة، من خواص علي (عليه السلام)).
2ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم الرجال: (هو من حواري أمير المؤمنين (عليه السلام)... ومن خواصّه، من الأصفياء، ومن السابقين المقرّبين).
كتاب الإمام علي (عليه السلام) إلى أهل مصر:
قال (عليه السلام): (أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم، واثبتوا على طاعته، تردوا حوض نبيّكم (صلى الله عليه وآله)، أعاننا الله وإيّاكم على ما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (4).
شهادته (رضي الله عنه):
استشهد محمّد (رضي الله عنه) في 14 صفر 38 هـ في مصر، على يد معاوية بن حُدَيج الكندي، الذي أرسله معاوية مع جيش جرّار لاحتلال مصر، ومن ثم إحراقه في جوف جلد حمار ميت.
حزن الإمام علي (عليه السلام) عليه:
لقد حزن الإمام علي (عليه السلام) على محمّد بن أبي بكر حتّى رؤي ذلك فيه، وتبيّن في وجهه، وقام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (فلقد كان إليَّ حبيباً، وكان لي رَبيباً، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً).
وقال المدائني: وقيل لعلي (عليه السلام): لقد جزعت على محمّد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: (وما يمنعني ! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبني أخاً، وكنت له والداً، أعدّه ولداً) (5).
ـــــــــ
1ـ الاختصاص: 61.
2ـ شرح نهج البلاغة 6/53.
3ـ روضة الواعظين: 286.
4ـ الأمالي للشيخ المفيد، مجلس 31 ح3.
5ـ شرح نهج البلاغة 6/94.
بقلم : محمد أمين نجف
فهل تستطيعون أن تخبرونا برأي علمائكم في محمّد بن أبي بكر