((السياسة وسيلة لتحقيق العدل الانساني ))
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إن الدين شأن من شؤون القلب والروح وشأن من شؤون الحياة والواقع والموضوعات التي نحياها..... وليس من الممكن أن يخلع الإنسان عن نفسه الإيمان بالمثل العليا التي أعلنها الدين فإنه بذلك يفقد إنسانيته ، ولا يكون أي فرق بينه وبين الحيوان السائم ويستحيل أن ينصاع إلى مثل هذا الواقع المنخفض والانصياع للظلم والظالمين ومسايرتهم لهاذالا يقتصر الفكرالاسلامي بمنبعية الاساسيان القران والسنة على الحديث عناعقاب الله للظالمين فحسب بل حاول ان ينقل لينا عبر لغات مختلفة في كثير من اياتة وسنتة صورة الجبابرة والطغاة والمستبدين بكل وجوههم وعلى مختلف انتمائاتهم هولاء الذين حكمو الانسانية بالشدة والقسوة والعنف فانزل الله عليهم العذاب في محطتهم الاولى وهي الدنيا ودمرهم تدميرا بمختلف الظواهر الطبيعية التي هي تجليات لقدرتتعالى كالصواعق والزلازل والصيحة وغيرها من نواميس الطبيعة كنتيجة لفاسادهم وطغيانهم واخلالهم بقوانين وسنن الكون ومما يوحي لغيرهم بالعاقبة السيئة التي تنتظرهم لامحالة فيما اذا سارو على هذا السبيل او سلكوا هذا المسلك المخالف الارادة الله وتشريعاتة .وماكان بعث الانبياء والرسل الا الاجل تغيير هذا الواقع الصعب علىالانسانية وستقامتها المطلوبة وارسال العذاب عليهم بقوة الله عندما لم ينتفعون بالكلمة الطيبية والحجة البينة واتباع العقل والدعوة الصالحة ولعل في بيان قومعاد وهود الذي يستعرض القران قوتهم وبطشتم وتماديهم في الارض وتسلطهم على الناس والشعوب بل وانفسهم وسوء استخدامهم لمواهب الرحمن .من الشواهد التاريخية البينة على ذلك الوصف..
ومن هنا نجد ان الاسلام يرفض منطقين في التعريف بالذات والمضمون منطق القوة الابتدائي ومنطق التسلط بدون حق على رقاب الشعوب ويعلن في ايات اخرى رفض هذا الاساس الان الاهداف السامية الاسلام ومنهجة التصحيحي ومخططة في اعادة الانسان الى الله في كل ما خلق الله من طاقات في الكون وحياة البشرلاتلتقي بمظاهر القوة الانعكاسية ولابمظاهر الفسادالانساني ولابكل مظاهر الكبرياء والعلوالان الاسلام انما انطلق للقضاء على الانحرفات في الفكر التطبيقي والانحرفات في مضمون الانسان وبنائة الروحي .من مفهوم التوحيد الركن الاساسي في البنية المعرفية الاسلامية ف الإعتقاد بالتوحيد ووجود الله يعني الإعتقاد بالحياة النوعية الإجتماعية للإنسان، فأصل الإعتقاد بالله وبالأنبياء يقتضي أن ينتخب الإنسان شكل حياته الخاصة بإرشاد من الأنبياء.وتوجية من السماء...
والقرآن الكريم يشير الى هذه المسألة في عدة آيات منها {لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط..
و المفهوم الاخر والركن الاساسي الثاني هو العدل
ان العدالة لا تقتصر على العدالة الاقتصادية كما اعلنت بعض الافكارالوضعية ,,,،فحسب ... لعلذلك يرجع الى ان فهم العدالة في غاية الصعوبة في كافة شؤون الحياةبالنسبة اللانسان ومحدوديتة وهذا ما جعله أمير المؤمنين (ع) بما كان عليه من اقتدار ملكوتي ومنزلة إلهية هدفاً لمهمته، من هنا جاء قوله في القول المشهور ((والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهداً وأجرُ في الأغلال مصفّداً أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد أو تاركاً لشيء من الحطام))، أي ناهيك عن التنحي عن الخلافة وماتركة ذلك من اثركبير في الانسانية و لو صفّدت بالاغلال والقيود وسحبت على الأشواك عاري البدن، فلست على استعداد لظلم واحد من عباد الله. هذا منطق العدل بابها صورة واشدها حضورا وبسبب هذا المنطق تجرع أمير المؤمنين ع كل تلك المشاكل أثناء فترة خلافته وواجهها تلك النزاعات التي خلقها حب الذات والطمع في التسلط على رقاب الامة وممتلكاتها فعدالته هي التي خلقت له أولئك الأعداء وتلك العداوات ولايعرف الشيء الابضدة فصمد أمير المؤمنين ع ولم يكن على استعداد للتنازل عن العدالة لغرض مواجهة المشاكل وحلّها.وكفى بذلك عبرة.لكل من اعتبربالتاريخ وشواهدة التي لاحصرلها....
ان خمس سنوات من حكم أمير المؤمنين ع فترة قصيرة جداً في تاريخ الإسلام وتاريخ الانسانية جمعاء ولكن ما يضفي أهمية على هذه المدة الوجيزة القليلة كما والعظيمة نوعا هو أن أمير المؤمنين ع جسدبشكل حضوري العدالة عملياً. وواقعا رغم صعوبتها امام الضدالاخر فهو كمن يكتب درساً على ورقة وعلى المتعلم أن يقلده في ترديده، ولقد كتب أمير المؤمنين هذا الدرس الكبير للانسانية ان إذا ما برزت أمام الحاكم الإسلامي او الحاكم الانساني والحاكم الاخر كل هذه المشاكل بسبب نزعته للعدالة فعلى مدى خمس سنين لم يمهلوا أمير المؤمنين ع للتفكير بإدارة الدولة وشؤونها دون هاجس بفرضهم ثلاث حروب عليه بما جرّت من مشاكل ومخّلفات ـ فيجب عدم الاستسلام، وهو لم يستسلم، وماذا يعني ذلك؟ يعني انه لم يتراجع عن طريق العدالة، وفي ذلك درس لكل الانسانية ان لاتراجع امام مفهوم
العدالة...................................
(السياسية في الاسلام طريق لتحقيق العدالة ...)
القرآن الكريم أمر المسلمين بإقامة صرح العدل بين الأمم والشعوب قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى إن الله تعالى ندب المسلمين للقيام بالدعوة إليه وتحقيق العدل بين عباده وأهاب بهم أن لا تصدهم عن تحقيق ذلك اعتداءات الباغين والظالمين ويذكر عبد الله بن كثير السبب في نزول هذه الآية . قال إنها نزلت في اليهود حين مضى النبي إلى حصن بني قريضة يستعينهم في دية فهموا أن يقتلوه فنزلت هذه الآية فأمرهم بعد النهي عن الجور أن يفعلوا العدل مع كل أحد وليا كان أو عدوا فإن فعل العدل أقرب للتقوى. إن الله تعالى بعث نبيه الأمين محمدا لنشر العدل وبسط الأمن والدعة بين الناس وإنقاذهم من الظلم والحث والعمل على اخوة الانسان والتسامح ان التسامح يعني اجمالااعترافا وتعاونابين الانسان والانسان على الرغم من اختلاف الاديان والمبادء والفهم الايديلوجي للحياة
فان الاسلام من خلال نصوصه الشرعيه يقر ذالك ويدعو اليه وينضره ويقننه...ان اساس الملك العدل ....ولايمكن تطبيق العدل الابشروط فالعدالة لاتقتصر على المجتمع الاسلامي كما بينا اعلاه مع اليهود بل هي تتوسع كمفهوم انساني عالمي يحرص الاسلام عليه اشد الحرص فلنبي ص يامر بالعدل مع كل احد وهذا العدل يتتبعة التسامح والحسنى ...
((التسامح من اليات العدل ))
اتخذ لفكر المعرفي الاسلامي مناهج واساليب من اجل ترسيخ مفهوم التسامح في قلوب اتباعه فبدء الاشارة الى انا الاديان تستقي من منبع واحد فقال(شرع لكم من الدين ما اوصا بيه نوحا والذي اوحينا اليكم وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيمو الدين ولا تتفرقو فيه))))ثم اكد انا الانبياء اخوه وامرهم بلايمان بما جائوا به لا تفريق بينهم واكد انا لا اكراه في الدين ودعى الى تأصيل فكره الحوار لا نهج الكراهيه والاقصاء
ف لقناعات مسئله اختياريه يصنعها العقل والعاطفه الهادفه
ومن اجل التسامح وتثبيته سلوكا في وعي الانسان المسلم اكد ان امكنة العباده على اختلاف من يعبدون فيها من الاديان محترمه ومرعية وموقره قال تعالى (ولو دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم اللهكثيرا)
ومن اجل التسامح كسلوك ومنهج حياة ومعرفه دعا الاسلام الى محاورة المخالفين ومجادلتهم بلتي هي احسن(ولا تجادلو اهل الكتاب الى بلتي هي احسن)وحذرهم من السب والشتم ودعاهم اجتناب ذالك (ولا تسبو الذين يدعون من دون الله فيسبو الله عدوا بغير حق)
كل ذالك حمل عقلاء العالم على مر التاريخ على الشهاده بذالك للاسلام
يقول (رينان)في كتابه (تاريخ غزوات العرب في فرنسا واسويسرا)قال(ان المسلمين كانو يعاملون النصارى بلحسنى) وقال (ارنولدتوينبي)المؤرخ الشهير(بل كان المسلمين على خلاف غيرهم اذا يظهر لنا انهم لم يالو جهدافي ان يعاملوكل رعاياهممن المسيحيين بلعدل والقسطاس)وقد شاعت كلمت انجلزالشهيره (لم يعرف التاريخ فاتحين ارحم من العرب)
من هنا لعله يتضح ان احد اهم القواعد الاسلامية في ادارة الامة هي العدل والاحسان والتسامح وهي هدف السياسة الاسلامية منذو نشاة الدين الاسلامي وليس كما يتوهم الغرب مكابرا ان السياسة الاسلامي او مايسمية الاسلامي السياسي وهو عبارة عن مصطلح سياسي وإعلامي استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسيةتؤمن بالإسلام باعتباره منهج حياة، واستخدم بكثافة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001واستخدم هذا المصطلح بكثرة في الحملة الدعائية لما سميت الحرب علىالإرهاب.. الإسلام السياسي بالمفهوم الغربي يمكن تعريفه كمجموعة من الأفكار و الأهدافالسياسية النابعة من الشريعة الأسلامية والتي يستخدمها مجموعة يطلق عليهم الأعلامالغربي "المسلمين المتطرفين" الذين يؤمنون ان الإسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وأنماعبارة عن نظام سياسي واجتماعي و قانوني و أقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة..وهم بذلك يحاولون فصل اجزاء البنية المعرفية والفكرية الاسلامية عن بعضها تمهيدن لدفن الاسلام وحضارتة التي قادة البشرية لفترات طويلة من التاريخ الانساني ومن الأساليب الأخرى، التي يلجأ إليها أعداء الإسلام والمتسلطون على العالم كسلاح ضد حاكمية الإسلام،ورؤيتة السياسية هو تجريد الإسلام والفكر الإسلامي من الإخلاص والنزاهة والأصالة الإسلامية ومحاولة جرة لللحياة الفردية بتصدير نتائج الانحلال الديني الغربي المسيحي الى الامة الاسلامية فمتى ما ظهرت حركة إسلامية حقيقية قائمة على الإيمان والفكر الإسلامي المستنبط من القران والسنة وضع الى جانبها تيار إسلامي آخر، ولكن بأفكار إلتقاطية؛