|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.74 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
التوبه وآثارها
بتاريخ : 16-05-2007 الساعة : 06:33 PM
من أهم العوامل التي لها أثر على صقل شخصية الفرد وبالتالي على أفراد المجتمع هي التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه والفرار من الذنوب والأوزار فإن الله تعالى لا تضره معصية العاصين و لا تنفعه طاعة المطيعين ، و لكن الله سبحانه حذر من المعصية لما فيها من الأضرار على الفرد والمجتمع و رغّب في الأعمال الصالحة لما فيها من خير للنفس و للغير ، فقد قرر القرآن بقوله : ( مَن عمل صالحاً فلنفسه و مَن أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد ) فصلت / 46 .
و قال تعالى في نص آخر : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها ) الإسراء / 7 .
و قال تعالى : ( ومَن شكر فإنما يشكر لنفسه ومَن كفر فإن ربي غني كريم ) النمل / 40 .
فالذنوب من أهم الأسباب في تمرد الانسان و شقائه وقد شدد عليها الاسلام لأنها ضارة بالفرد في صحته و عقله و عمله و ضارة كذلك بالمجتمع فهي تجعله يعيش في أزمات نفسية تعرضه للقلاقل والاضطرابات والمحن وكثيراً ما تعرض القرآن الكريم في نصوصه الشريفة إلى ما يصيب الأفراد والأمم من جرّاء اكتسابهم للخطايا والأوزار ، قال تعالى : ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً و يذيق بعضكم بأس بعض ) الأنعام / 65 .
و هذه سنّة كونية في خلق الله و لا تبديل لخلقه و هي من البديهيات لكل مَن درس تأريخ الشعوب والمجتمعات و تأمل في أسباب انهيارها لكثرة الفساد وانتشار الرذيلة فيها .
والذنوب والمعاصي عادة تؤدي إلى ظلمة القلب و إذا أظلم القلب قسا وابتعد صاحبه عن الله و أصبح مصدر شر في المجتمع و كان مصيره الخسران في الدنيا والآخرة و لا يعيد الخاطئ إلى الصف الإيماني والطريق المستقيم سوى التوبة والاستغفار و يقول النبي ( ص ) : "إن المؤمن إذا أذنب كانت نقطة سوداء في قلبه فإن تاب و نزع واستغفر صقل قلبه فإن زاد زادت الران الذي ذكره الله في كتابه الكريم بقوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين / 14 " .
كما إن الخطايا والذنوب تكون سبباً في حرمان مرتكبها من الرزق ، يقول النبي ( ص ) : " لا يزيدن في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء و إن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها " .
و قد ذكر القرآن الكريم بأن تقوى الله و طاعته والالتزام بأوامره سبب لإدرار الرزق على الفرد والمجتمعات ، قال تعالى : ( و مَن يتقِ الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق / 2ـ3 .
و قال تعالى : ( و لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) الأعراف / 96 .
وبالتالي فإن الذنوب تؤدي إلى غضب الله و عقابه للانسان و هذا العقاب إما أن يكون بالظواهر الكونية من الفيضانات والرياح المدمرة أو الزلازل أو القحط و أما أن يكون بالحروب التي تأكل الأخضر واليابس و تؤول إلى الدمار الكلي .
و قد أطلق القرآن الكريم على المعاصي التي توجب العقاب أسماء عدة ، منها : الخطيئة ، الذنب ، السيئة ، الإفك ، الفسوق ، العصيان ، العتو ، الفساد .
وقد أشار القرآن الكريم إلى أسماء هذه المعاصي بعدة آيات ، منها :
قوله تعالى : ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً ) نوح/ 25 .
و قوله تعالى : ( بلى مَن كسب سيئة و أحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة / 81 .
و قوله تعالى : ( فأهلكناهم بذنوبهم و أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين ) الأنعام / 119 .
م.......
|
|
|
|
|