[محمد الشرع]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كثر في الاونة الاخيرة الحديث عن الوحدة الشيعية بكثرة ...
بل كل من يتحدث يذكر الوحدة السياسية الشيعية , وياخذ يقارن , يحلل , ويعطي الاحكام حسب ما يحلل ..

وربما كانت عاصفة الحديث عن الوحدة الشيعية , بدأت حينما قرر الاخوة في التيار الصدري التصويت للسيد المالكي , ضمن التحالف الوطني ...

وتعالى هذا الصوت الداعي للوحدة الشيعية بقوة حينما قرر المجلس الاسلامي الاعلى ان يقاطع جلسة اختيار المالكي ,
و اجرى جوارات مباشرة مع القائمة العراقية التي يرأسها الدكتور علاوي وتمثل السنة بلباس علماني !

وبنفس الحدة في هذه الصراخ , تعالى ايضا صوت النقد والتجريح والتشهير بالمجلس الاسلامي وانه يضع يده بيد البعثيين ويبيع دماء الشهداء , وانه فوق كل ذلك يشق الوحدة الشيعية !!!

ومشكلتهم في ذلك , انهم منحازون !!
فالمثل الصيني يقول ( خير لك ان تناطح الصخر , من ان تجادل المتحيز ) ..

وياخذ الكلام سجالا , وكاننا في حوار الطرشان ..
كل يتحدث , دون ان يريد ان يستمع لغيره , او يستمع لصوت الضمير ...
وهم لا يملكون قدرة الاستماع , كونهم متأثرون بفكرة ما , تجعل في اذانهم وقرا ..


مشكالنا والتاريخ :

مشكلة الكثيرين منا , انهم لا يلمون كفاية بالتاريخ , ولا يقرأون التاريخ جيدا ...
مع ان التاريخ غالبا ما يعيد نفسه ..
والشواهد كثيرة جدا , ومنها قرار دخول الشيعة في العملية السياسية , او حمل السلاح و قتال المحتلين و غير ذلك ...

فلو عذرنا البعض من جهله بالتاريخ البعيد , فهل يوجد له عذر بجهله في التاريخ القريب ؟

نعم ربما نستطيع ان نجد العذر , بادخال مصطلح حوار الطرشان ..

اذن لنتحدث بالتاريخ القريب , ولنبحث عمن شق الصف الشيعي , وبعد ذلك , لنرى ان كنت دقيقا باطلاق هذا المصطلح او كنت من الخاطئين !

1. دخل الشيعة موحدين , في الانتخابات البرلمانية الاولى , في القائمة 169 , عدا التيار الصدري الذي قاطع الانتخابات , بعدما قاطعت الانتخابات هيئة علماء المسلمين ( هيئة علماء البعثيين القتلة) , والتي كان يتمتع فيها التيار الصدري بعلاقات قوية جدا مع الهيئة , حتى قال سماحة السيد مقتدى الصدر عن تلك الحقبة مقولة , نتركها في الوقت الحاضر ...

2. دخل الشيعة موحدين , في الانتخابات البرلمانية الثانية , في القائمة 555 , و قد انضم اليهم التيار الصدري هذه المرة , واستبشرنا خيرا ...

3. تم اتخاذ قرار حزب الفضيلة بعدم الاشتراك في الحكومة بعد خلافات .

4. بعدها بفترة تم انسحاب التيار الصدري من الحكومة , والائتلاف , وتم اتخاذ دور المعارض للحكومة ( ذات الشيعية) ..

وهنا لا بد لنا من ذكر امر مهم ...
بعد انسحاب التيار الصدري بوزرائه التسعة , تم انسحاب القائمة العراقية , وكانت حكومة المالكي قاب قوسين او ادنى من السقوط !!
حتى قال علاوي على قناة ابو ظبي الفضائية بالنص ( المالكي باق الى نهاية الشهر , و ربما بعد الشهر لن يكون موجودا !!!) ...

وهنا نستذكر وقفة المجلس الاسلامي مع المالكي , ودعمهم للحكومة , بالاتفاق مع الاكراد , وبذلك لم تسقط حكومة المالكي بعد انسحاب وزراء التيار الصدري , والعراقية ..

5. زعزعة امن الجنوب الشيعي الامن بقتال القوات المسلحة من الجيش والشرطة مع جيش المهدي ( الجناح العسكري للتيار الصدري ) ..
علما ان الحكومة كانت تمثل الحكومة الشيعية , والكل ينظر لها على هذا الاساس , واي محاولة لاسقاطها تكون نتائجها مفيدة للطرف الاخر >

6. مجالس المحافظات , وما حصل بعدها من قول المالكي ( لقد سقط المشروع الطائفي !!) ..
فهلا يوضح لنا الاخوة انصار السيد المالكي , ماذا يقصد ب ( سقط المشروع الطائفي) !!
ولاي طائفة طانت تدعو الاحزاب الخاسرة ؟

7. بذل سماحة السيد الراحل عبد العزيز الحكيم رحمه الله جهودا مضنية في توحيد الصف الشيعي , وراب صدع الخلافات في مجالس المحافظات , وتقريب وجهات النظر بين الدعوة والتيار , او بين التيار والمجلس , او بين المجلس والدعوة , وبين الفضيلة وبقية التيارات الشيعية ..
وفعلا نجح في ذلك , وتمت الموافقة المبدأية على الدخول بقائمة شيعية مرعبة ..

8. كان المقرر ان يعلن عن الائتلاف الوطني المكون من المجلس و التيار والدعوة والفضيلة والمستقلين الشيعة , ليلة 15 شعبان ...
لكن المالكي طالب بتاجيل الاعلان كي لا يرسلوا (اشارات طائفية للاطراف الاخرى) ..

9. كان المالكي يتجه نحو الانفصال عن الائتلاف الوطني , و كما ذكر السيد سامي العسكري ان للمالكي استحقاق انتخابي افرزته مجالس المحافظات , ولهذا يجب ان يكون لنا 50%+1 كشرط للانضمام للائتلاف الوطني , في وقت كان النظام هو القائمة المغلقة ,,,
وهذا ما رفضته الاحزاب والتيارات الاخرى جملة وتفصيلا ..

10 . قام السيد المالكي بتشكيل دولة القانون , واعلن عنه , وبذلك انفصل عن الجسد (الشيعي) وشق الصف , وقال في برنامج (ولك القرار) على قناة السومرية , انه يأمل ان يفوز باغلبية مريحة تمكنه من تشكيل الحكومة دون الحاجة للاخرين ..

11. تم خلال تلك الحقبة من الدعاية الانتخابية , تراشق الاتهام بين الائتلافين , وانشق الشارع الشيعي الى قسمين , وكل يتحدث عن القسم الاخر بسوء ..

13. يوما ما في تلك الحقبة , كنت اناقش الاخت ( بنت الوادي المقدس ) , في شبكة (انصار الحسين ع) , وقلت لها ولكن ماذا عن الوحدة الشيعية التي شق صفها المالكي ؟
قالت , ان هذه اصبحت اسطوانه مشروخة والناس تريد خدمات و رفاه !!!!!
وهذا راي كان فعلا يعكس تلك الافكار في ذاك الوقت ...

14 . بعد انتهاء الانتخابات , كانت مرارة فوز علاوي بالمرتبة الاولى كبيرة ,
و لم يحصل السيد المالكي على ما كان يطمح ويأمل ...
فتم الاتفاق بينه و الائتلاف الوطني على التحالف لتكوين الكتلة الاكبر ...

مع ان الحق يقال , كان يجب على الائتلاف الوطني التخلي عن المالكي كما تخلى عنهم قبل ذلك .. !!!

والتاريخ جاري ويسجل كل شيء بالدقة ...


السؤال الان ..
من الذي يجب ان يلام في شق الصف الشيعي ؟؟؟

اتمنى الانصاف , وان نتناول مادة التاريخ بعلمية وموضوعية ...
لا ان نتلقاه على طريقة الطرشان ...

محمد الشرع
6\11\2010