بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه
السلام على اتباع محمد المصطفى وشيعة الكرار النجباء
كثيرا ما يهاجمنا مخالفونا من الجهلة على اشياء لو كلفوا انفسهم بعض العناء لوجدوا هذه الاشياء من صميم السنة النبوية او على الاقل ان عندهم مثل ما عندنا ولكن ما نقول عن اناس تسري دماء الجاهلية في عروقهم.
لن اطيل عليكم احبتي من اتباع الكرار واترككم مع هذا المقال المكتوب على موقع جامعة ام القرى السعودية
حاجة الطفل الى الحب والرحمه ----- عدنان حسن صالح باحارث
يكاد يجمع التربويون على أن الحب والعطف والحنان من أهم دعائم وأساسات التربية، فإن الحب يتمثل في الحنو على الولد، وتقبيله واحتضانه، وإظهار محبته، والعطف عليه، والطفل وإن كان صغيراً ضعيف الإدراك قليل الفهم إلا أنه يعي البسمة الحانية، ويدرك الغضب، فلا يمكن أن يتعلم الطفل الرحمة والحنان والعطف إذا كان والده يقسوعليه ولا يرحمه فإن الآباء لا يمكن أن يربوا أولادهم بأسلوب الرهبة فقط؛ بل لابد من الحب الفياض الغامر المتدفق من قلوب الآباء إلى أبنائهم، وهم، بالتالي ينقلون هذا الحب إلى غيرهم:
وقد استفاضت السنة المطهرة بروايات عديدة تظهر أهمية هذا الجانب في التربية والتوجيه، فقد روى الحاكم في المستدرك بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا)) وكان عليه الصلاة والسلام يظهر حبه للأولاد، ولا يخفيه، فيقول عن أسامة بن زيد والحسن: "اللهم إني أحبهما فأحبهما" وفي الحديث الصيحح الذي أخرجه الترمذي عن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يقبل الحسن، فأخبر أن له عشرة من الولد لم يقبل أحداً منهم، فما كان من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا أن يعلنها دستوراً للمربين عموماً فيقول:" إن من لا يرحم لا يرحم" فاعتبر تقبيل الصبيان من مظاهر الرحمة بهم، وقد كان يكثر من تقبيل الحسين حتى يقبله في فمه محبة ورحمة به، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: ((ريحانتي حسن وحسين)) وقدم عليه مرة جماعة من الأعراب ينكرون تقبيل الصبيان، فقال لهم: "وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة" ويقول عنه أنس بن مالك: "ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويروى أنه عليه الصلاة والسلام كان يخرج لسانه للحسين يداعبه ويلاطفه رحمة به.
فهذا الفعل من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإظهاره للحب والحنان للأولاد والعطف عليهم أمام أصحابه وزواره يشير إشارة واضحة جلية أنه جانب مهم في التربية، ولا بد للأب المسلم أن ينتهجه مقتدياً برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيفيض على أولاده من حبه وحنانه، ولا يبخل عليهم بذلك، خاصة وأن هذه القضية فطرية في قلوب الآباء، فليس في إظهارها تكلف؛ بل إن التكلف في كبتها وكتمانها، فإن نزعت هذه الرحمة الفطرية من قلب الأب فهو شقي منتكس الفطرة، ولا ينفع أن يكون أباً، ولا ينبغي أن يتولى تربية الأولاد فيحرفهم عن الجادة بقسوته وغلظته عليهم، فالطفل إن أحس ببغض والده له، بعدم إظهاره الحب والمودة، فإنه ينحرف قاصداً إزعاج والده وإتعاسه والانتقام منه، إذ إنه يعرف أن انحرافه يقلق والده ويزعجه.
ومن أعجب ما يروى عن النبي (عليه الصلاة والسلام) في رحمته بالأولاد الحديث الذي ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، عن أبي ليلى قال: "كنت عند النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى صدره، أو بطنه الحسن أو الحسين عليهما السلام فبال فرأيت بوله أساريع (أي طرائق) فقمت إليه، فقال دعوا ابنى لا تفزعوه حتى يقضي بوله ثم أتبعه الماء" وفي رواية "لا تستعجلوه" فهذا نموذج تربوي فريد، وقدوة واقعية لمن أراد أن يتمثل المنهج التربوي الصحيح في مجال تربية الأولاد والصبر عليهم ومراعاة حالهم.