|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 63549
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 314
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
الساسة العراقيين ومقولة سيد الشهداء الحسين عليه السلام (ما خرجت إلا لطلب الأصلاح ف
بتاريخ : 20-12-2010 الساعة : 09:36 PM
الجزء الأول.....
ـــــــــ
(معنى الأصلاح).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأصلاح مصدر للفعل "أصلح" ومعناه "زوال الفساد" وهو ايضاً الأتيان بما هو مفيد وفيه خير للمجتمع والصالح يعني أيضاً "الأستقامة " في تأدية الواجب، وقد يشير إلى "التقريب بين المتنازعين في قضية ما" وأعادة الأمور لطبيعتها بينهم ورفع الجفاء عن بعضهم ومن هنا "جاء أصلاح ذات البين" وخلاصة التعريف هو (إصلاح الفاسد ) بكل أنواعه..وأشكاله...
مقدمة لابد منها.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لايخفي على كل مؤمن موالي أن من أكبر دواعي خروج الأمام (الحسين ع) من مدينة جده (ص) إلى العراق لكي يقوم بثورته العظيمة أن هدفها الأساسي هو ردع الظالمين الفاسدين المنتحلين لإسلام وكشفهم تعريتهم
وبالتالي إزالتهم و"إصلاح " ما أفسدوه وما أحدثوه "في الأمة الأسلامية" بعد وفاة النبي (ص) ودفع الحق عن أهله وسلب (أهل البيت ع) حقوقهم وبقية المؤمنين المستضعفين ! ولا شك عند المؤمنين أنه (صلوات الله عليه ) وقف تلك الوقفة في يوم عاشوراء...وخطابا ته العبقة بالعطر العلوي النبوي ...في رفض الذل والأنصياع له حتى لو ادى ذلك لسفك دمه الطاهر(ع) وسبي عياله وقتل اصحابه ..وذلك تجلى في وصيته (ع) وقوله الذي أصبح منار المصلحين وشعار الثائرين (إني لم أخرج أشِراً ولا بطِراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب عليه السلام. فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).. وهنا نفهم أنه صلوات الله عليه قد حدد عدة امور وشرطها بشرط....
1- خرج ليغير ما حل بالأمة من "فساد" بسبب الطغمة الحاكمة وسياساتها البعيدة عن روح الأسلام ونهجه الحق.
2- أنه لم خرج لإسترجاع حقة ((فقط)) ولانه اولى بقيادة الأمة بل الأنه الأقدر على تقويم ما أفسد "الظالمون" المنتحلون لإسلام والأقدر على تحمل نتائج هذا الخروج والأقدر على الصبر في مواجهة المصائب التي ستحل به (ع)
3- هذا الأصلاح مرتبط بإرادته (للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بعد ما رأى مالم يمكن السكوت عليه .
4- وربط كل هذه الأمور (بسيرة جده وأبيه صلوات الله عليهم) ووضعهم كميزان للقبول الحق لانهم لم يطلبوا إلا الحق وهو خرج لفعل نفس الشيء،ولانه يمثل الحق وهو كذلك (ع).
ولأنه نبراس الأمة وصاحب المقام الأعلى فيها في زمن تعلم الناس فيه على الخضوع للطغيان وأنحرف فيه أهل الأسلام عن الوعض والتنبيه على أن "السلطات الحاكمة سلطات غير شرعية" وأهدافها غير أنسانية وليست أسلامية خارجة عن ما جاء به النبي (ص) فإن قبول الأمام الحسين (ع) ببيعة "يزيد" لعنة الله عليه"
يعني أنه رضي أن يبيع ما جاء به جده (ص) وحق المسلمين وفي عبارة أخرى أيضاً هو أعتراف منه (ع) بتساوي الرذيلة والفضيلة ،ووضع العدل والظلم بنفس المرتبة، ولصق الباطل بالحق ، وتعادل النور والظلام، والعلم والجهل ، وتشابه وزن الخفة بالثقل.....فهل من الممكن أنه صلوات الله عليه يرضى بكل ذلك وهل يحق له السكوت على كل هذا...!؟
لهذا جاء قوله لمن أراد منه الرجوع وترك أمر الخروج للعراق...بان (( إن الله شاء أن يراني قتيلاً... وشاء أن يراهن سبايا )) بأن مشيئة الله نافذة ولابد منها...ومعنى المقولة أن الله تعالى قد شاء ان يراني قتيلاً لانه قضى بأن تجري الأمور بأسبابها ،ولما كانت الأسباب غلبة العدو أكثر لكثرة العدد وقوة السلاح وقوة دعايته،وكانت أسباب مقتله (ع) وسبي عياله موجودة لقلة العدد وخذلان الناصر ..وكان هذا الخذلان ماهو إلا مصداق من مصاديق "الفساد" في المجتمع الأسلامي وسكوتهم على الباطل وأنحرافهم عن الحق، وهو (ع ) كان يعرف بكل هذا...وأيضاً لو كان غيره في موقفه لعدل عنه بعد رؤية الجيوش المجيشة والوحوش المندفعة لسفك دمه لكن اختيار الحسين (ع) لهذه المهمة كان لمعرفة سبقت من الله بالعبد الصالح والأمام الناصح وصاحب الصبر الذي يهدم الجبال ويقض رقاد أهل الباطل..وهو صبره لرؤية ما يحل بأهل بيته وأصحابه وعياله وما سيحل به من (مأساة) ستبقى في ضمير كل أنسان له ضمير حي وعنده شيء من الأنصاف وميول للحق. وكان يعرف أن هذه الدماء ستكون صرخةً في وجه الظلم والطغيان والتجبر ...وهي درس للمستضعفين بعدم الرضوخ "للباطل وأهله" ومن يسير بركبه وعدم أعطائهم "رغبتهم" لانه بذلك تكون شريك لهم في كل ما يصنعون،ولو أدى بك الأمر لسفك دمك ، وهنا يقول الأمام بكل عز وشموخ كبرياء منقطع النظير لم يعرف مثله كبرياء ولاعزة (( وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)) وهذه المقولة التي أصبحت كقاعدة للثورة بوجه الطغيان وسلاح يواجه به الأستكبار ...هذا بشكل مبسط ما تركه الحسين (ع) من آثار هذه الثورة العظيمة والشريفة ومن يريد أن يقتدي بالحسين (ع) عليه أن يلتزم بما صرح به هوعليه السلام ومواقف العز والأباء ...والمقدمات لتلك الثورة أكثر من أن تحصى وتعد وهي معروفة "للشيعة الموالين " ولعموم المسلمين....
يتبع ........................
|
|
|
|
|