قال ابن أبي حاتم الرازي: يسار بن سبع أبو الغادية الجهني: له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
الجرح والتعديل ج 9 ص 306
وقال ابن حبان: يسار بن سبع أبو الغادية الجهني له صحبة.
الثقات ج 3 ص 448
وقال الذهبي: أبو الغادية الصحابي: من مزينة، وقيل: من جهينة. من وجوه العرب، وفرسان أهل الشام. يقال: شهد الحديبية، وله أحاديث مسنده، وروى له الإمام أحمد في "المسند"... قال البخاري، وغيره: له صحبة. روى حماد بن سلمة، عن كلثوم بن جبر، عن أبي غادية، قال: سمعت عمارا يشتم عثمان، فتوعدته بالقتل، فرأيته يوم صفين يحمل على الناس، فطعنته فقتلته، وأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قاتل عمار وسالبه في النار" إسناده فيه انقطاع.
سير أعلام النبلاء ج 2 ص 544
وقال ابن تيمية: والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية، وقد قيل إنه من أهل بيعة الرضوان، ذكر ذلك ابن حزم، فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة.
منهاج ابن تيمية ج 6 ص 205
وقال أيضاً : وقيل كان مع معاوية بعض السابقين الأولين، وإن قاتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وكان ممن بايع تحت الشجرة وهم السابقون الأولون، ذكر ذلك ابن حزم وغيره.
منهاج ابن تيمية ج 6 ص 333
وقال ايضاً: وقد قيل أن بعض السابقين الأولين قاتلوه (يعني قاتلوا عليا عليه السلام) وذكر ابن حزم أن عمار بن ياسر قتله أبو الغادية، وأن أبا الغادية هذا من السابقين ممن بايع تحت الشجرة وأولئك جميعهم قد ثبت في الصحيحين أنه لا يدخل النار منهم أحد.
منهاج ابن تيمية ج 6 ص 55
النقطة الثانية: أحاديثه في مسند أحمد:
مسند أحمد بن حنبل
[ جزء 4 - صفحة 76 ]
(بقية حديث أبي الغادية رضي الله تعالى عنه)
16744 - حدثنا عبد الله قال حدثني أبو موسى العنزي محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي عدى عن بن عون عن كلثوم بن جبر قال كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية : استسقى ماء فأتى بإناء مفضض فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا شك بن أبي عدى يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل يسب فلانا فقلت والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال قلت وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر.
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد حسن.
16745 - حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال ثنا ربيعة بن كلثوم قال حدثني أبي عن أبي غادية الجهني قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة فقال : يا أيها الناس ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى ان تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم هل بلغت.
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد حسن
16746 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان قال حدثني ربيعة قال حدثني أبي قال سمعت أبا غادية الجهني قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة فقال يا أيها الناس ان دماءكم فذكر مثله.
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد حسن
16747 - حدثنا عبد الله حدثني أبي قال حدثني الصلت بن مسعود الجحدري قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال : خرج أبو الغادية وحبيب بن الحرث وأم أبي العالية مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقالت المرأة أوصني يا رسول الله قال إياك وما يسوء الإذن
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لجهالة حال العاص بن عمرو الطفاوي
النقطة الثالثة: رأي الألباني:
2008
"قاتل عمار وسالبه في النار"
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 5 / 18 :
رواه أبو محمد المخلدي في "ثلاثة مجالس من الأمالي" ( 75 / 1 - 2 ) عن ليث عن مجاهد عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف, ليث -وهو ابن أبي سليم- كان اختلط. لكن لم ينفرد به, فقال عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد به. أخرجه الحاكم ( 3 / 387 ) و قال: "تفرد به عبد الرحمن بن المبارك وهو ثقة مأمون, فإذا كان محفوظا, فإنه صحيح على شرط الشيخين".
قلت: له طريق أخرى, فقال الإمام أحمد ( 4 / 198 ) وابن سعد في "الطبقات" (3 / 260 - 261 ) والسياق له: أخبرنا عثمان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبير عن أبي غادية قال: "سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة, قال: فتوعدته بالقتل, قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن, فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس, فقيل: هذا عمار, فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين, قال: فحملت عليه فطعنته في ركبته, قال, فوقع فقتلته, فقيل: قتلت عمار بن ياسر?! وأخبر عمرو بن العاص, فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره) , فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله? فقال: إنما قال: قاتله وسالبه".
قلت: وهذا إسناد صحيح, رجاله ثقات رجال مسلم, وأبو الغادية هو الجهني وهو صحابي كما أثبت ذلك جمع, وقد قال الحافظ في آخر ترجمته من "الإصابة" بعد أن ساق الحديث, وجزم ابن معين بأنه قاتل عمار: "والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين, وللمجتهد المخطىء أجر, وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس, فثبوته للصحابة بالطريق الأولى".
وأقول: هذا حق, لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة, إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قاتل عمار في النار" !
فالصواب أن يقال: إن القاعدة صحيحة إلا ما دل الدليل القاطع على خلافها, فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا وهذا خير من ضرب الحديث الصحيح بها، والله أعلم.
ومن غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" ( 4 / 76 ) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال: "كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر, قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية, استسقى ماء, فأتي بإناء مفضض, فأبى أن يشرب, وذكر النبي صلى الله عليه وسلم, فذكر هذا الحديث: لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض. فإذا رجلا يسب فلانا, فقلت: والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة, فلما كان يوم صفين, إذا أنا به وعليه درع, قال: ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع, فطعنته, فقتلته, فإذا هو عمار بن ياسر!
قال: قلت: وأي يد كفتاه, يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر?!".
قلت: وإسناده صحيح أيضا، والحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر المرادي عن أبي الغادية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. أخرجه ابن عدي ( 85 / 1 ) وابن أبي حاتم في "العلل" ( 2 / 421 ).
قلت: وهذا من تخاليط الحسن بن دينار, فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية السابقة.
انتهى
قلت: هذه بادرة جيدة وإن لم تكن بالقوة المطلوبة بحيث أن الألباني لم يتجرأ على ضرب القاعدة بهذا الحديث، بل إنه يقول إن استثناء أبي الغادية خير من ضرب الحديث الصحيح بالقاعدة، ولا يقول ضرب القاعدة بالحديث الصحيح !!!!
ولكنها مع ذلك بادرة جيدة على كل حال ونأمل منهم أن ينقبوا في تاريخ الصحابة ليضيفوا بعضهم إلى قائمة أبي الغادية.