ما بين السيدة الزهراء و واقعة كربلاء للتاريخ وللعقلاء ( المظلومة الكبرى )
بتاريخ : 30-12-2010 الساعة : 07:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
عندما يكون الحديث عن السيدة الزهراء عليها السلام هنا تخرس الألسن وتنكسر الأقلام وتنهار الكلمات وتقف الكتابات مذهولة لمظلوميتها العظمى والكبرى ، وعلى من يريد أن يمر بتاريخ هذه السيدة التي كناها والدها سيد البشر عليه السلام بـ أم أبيها يجب أن يمر بعين دامعة باكية منكس رأسه الى الأرض مكفهر الوجه لا يرفع صوته في حضرتها عليها السلام ولا يفتح فمه بكلمة لا قيمة لها يريد من خلالها أن يقول أن عقله هو من يحكم وليس التاريخ ، فأقول له عندما تأتي الى سيرتها يجب أن تقف بإجلال وإحترام كأنك تقف أمام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وتتأدب كثيراً قبل أن تنفي أي حقيقة تاريخية لم ينفيها أحد من قبل ، ولهذا جأت في هذا الموضوع البسيط حتى أبين الحقيقة لكل من يريد أن ينكرها وأترك لكل عاقل أن يفكر جيداً قبل أن ينكر أو ينفي شيئ من الحقائق الثابته . . .
مقدمة البحث :
عندما نريد أن نتحدث عن أي حدث تاريخي أو عن أي واقعة أو مظلومية بالأصح حدثت ووقعت في تاريخنا نحن المسلمين والعرب فعلينا أن نضع الكثير من الأمور والحقائق أمامنا حتى نعرضها للعقل ومن ثم العقل يثبتها أو ينفيها ، أما أننا ننفيها ( أوتماتيكياً ) لأنها تتنافى مع العقل كما يتصور البعض وكما يعتقد البعض والذي أصبح يعتمد عليه المخالفين لنا بأن اعتقاده صحيح فأصبحوا يعتبرونه محسوباً علينا وكلامه يعتد به فهذا من غير المقبول عندي شخصياً ولا عند كل منصف للحقائق التاريخية ولا لكل من يقرأ بعقله الواعي ويشاهد أمامه كل الأدلة والثوابت والمستندات ومن ثم يقول لا يقبلها عقلي !!!
فما قيمة عقلك أمام الحقائق ؟؟؟!!! الكثيرين لا يقبلون الحقائق ويقولون أنها مخالفة للعقل وهناك الكثير منها في القرآن الكريم وفي العلم الحديث وفي الأمور العادية التي تحدث معنا يومياً ، نمر بمواقف توقف عقولنا ولكنها حدثت و وقعت وسجلها التاريخ فهل نقول أن عقلنا لا يقبل بها لهذا لا نعترف فيها ؟؟؟؟!!!! فمن أنت ومن هذا ومن ذاك حتى لا يقبلها عقلك فترفضها وتلغيها من التاريخ ؟؟؟؟!!!!
التاريخ ليس لعبة يلعب بها عقلك أو عقلي التاريخ حقائق نجمعها ونضعها أمامنا فعندما تكون واضحة سيتقبلها العقل السليم الواعي وعندما تكون غامضة هنا لا نستطيع أن نرفضها جملة وتفصيلاً بل يكون عليها علامة ( ؟ ) فيبقى فيها جزء من الحقيقة وجزء غامض ( نصفها حقيقة و نصفها غامض ) ، ولهذا ذهبت في رحلة صغيرة في التاريخ حتى ألملم ( قطرة ) صغيرة من مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام والتي كلما أشاهد وأسمع شخصاً ينكرها كأنه ينكر وجود الزهراء عليها السلام بأكملها ، فمظلومية السيدة الزهراء هي جزء من وجودها بل هو نصف السيدة الزهراء فكيف تقبل بنصف السيدة الزهراء ولا تقبل بها بأكلمها هل عقلك يستوعب نصف الشيئ ويترك نصفه الآخر ؟؟؟؟!!!!!!!
ومع الاسف أن من الذين لا يقبلون بمظلومية السيدة الزهراء أشخاص مثقفين ولديهم دكتوراة كأمثال ( الدكتور السني الذي يظهر على التلفاز في رمضان وسمعت له مقطع على اليوتيوب ينفي الحقيقة بعقله الصغير ) ويريد أن يثبتها من المحسوبين علينا وهؤلاء لا أتناقش معهم ولا أرد عليهم لأنها هي الوحيدة التي ستأخذ حقها منهم فلست معني بهم ولا بالرد عليهم ، لهذا سيكون ردي واضح وكلامي منطقي ( إن شاء الله ) حتى أضع لهم ولكل من تسول له نفسه أن ( يشكك أو يشك ) مجرد تفكير بعدم مظلومية السيدة الزهراء ، ولأننا يجب أن نكون منصفين و واضحين علينا أن نأخذ الأمور كما هي من دون مبالغة أو زيادة عليها ، ولا أدري لماذا هذا المثقف الذي يشاهد ويقرأ التاريخ ويرى أن فدك قد أغتصبت من السيدة الزهراء وأخذت منها بالقوة وبالظلم لا يستطيع عقله أن يستوعب مظلوميتها الاخرى !!!
التاريخ نفسه يقول أن السيدة الزهراء هي سيدة نساء العالمين وهي الصديقة الكبرى ومن أغضبها أغضب الله و غيرها الكثير من الاحاديث التي تحذر من أن يؤذيها أحد في هذا العالم فهو يؤذي والدها عليه أفضل الصلاة والسلام ، هو نفسه التاريخ يقول لنا أن هناك من حرمها من أبسط الأمور وهو ورثها بل ليس ورثها هي نحلتها و ملكها الذي أهداه لها سيد البشر عليه السلام في حياته ، فكيف هذا العقل البشري الجبار يستوعب مثل هتين الحقيقتين المتناقضتين ؟؟؟؟!!!هل يوجد عاقل اليوم يقول أن فدك لم تسلب منها ؟؟؟!!! أين هذا العاقل أخرجوه لنا حتى نرى أدلته التي يقنعنا بها ، رسول الله (ص) يحذر أصحابه وجميع المسلمين من أن يؤذيها أحد هل تعرفون معنى ( يؤذيها ) ؟؟؟!!!
ليس بالشرط أن يكون الإيذاء جسدياً فلا تتخيلون أن رسول الله(ص) يقصد جسد السيدة الطاهر رسول الله يحذر من أن يتكلم معها أحد من صحابته أو ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين بكلام جارح أو أن يرفع صوته عليها بكلمة واحدة فإن جرحتها و آذتها هذه الكلمة فقد وصلت الى رسول الله وان وصلت الى رسول الله فقد وصلت الى العرش فهل يستوعب عقلك وعقلوكم هذه الحقيقة أم لا تستوعبها عقولكم ؟؟؟!!! رسول الله(ص) يحذر والمسلمين يتجاوزون تحذيره بكل وقاحة فأذوها ( معنوياً ) هل يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة التاريخية أحد ؟؟؟!!! جميع كتب التاريخ السنية والشيعية والإسلامية تؤكد أن فدك أخذها الخليفة الاول وطالبته بها السيدة الزهراء ولم يردها اليها ، رسول الله(ص) عندما يحذر فهو يعلم من تكون ابنته وفلذة كبده ويعرف أنها لا تطلب شيئ ليس لها ( حاشاها ) بأبي هي وأمي ولكن الأعراب أشد كفراً ونفاقاً فلم ينصفوا أنفسهم ولا حتى نبيهم ، هذه الظلامة مررت عليها بشكل سريع وهي ليست موضوعي لأن موضوعي ليس سرد للتاريخ ونقل من هنا وهناك بل سأثبت بكل الأدلة أن المظلومية وقعت على السيدة الزهراء وبما أن هذه مقدمة فقط لبحث سأضعه لكم ، هذه المقدمة كانت عن مظلومية ( معنوية ) وقعت وحصلت وهي واضحة لا غموض فيها ولا يستطيع أحد أن ينكرها لا فلان ولا علان ولا من هو أكبر منه . . .
بعد تلك المقدمة البسيطة حول مظلومية السيدة الزهراء ( المعنوية ) نقول أن العقل الآن سيتقبل أن تظلم السيدة الزهراء ( جسدياً ) فمن ضرب عرض الحائط كل أحاديث الرسول الاكرم ولم يطع منها شيئ وآذاها معنوياً سيستخدم ( الدرة ) على سبيل المثال التي هو مشهور فيها وسيستخدم كل السبل الأخرى حتى لا يفشل ( معنوياً ) إذا ما واجهته أم أبيها بالحقائق والقرآن والأحاديث التي ستهزمه بل ستهز مكانته أمام من ( أنتخبه ) ومن وضعه خليفة عليهم فكيف سيبدأ مسيرته بهزيمة واضحة تهز صورته أمام المسلمين فهو الخليفة أليس كذلك !!!!
كيف يبدأ الخليفة مسيرته بمثل هذه الهزيمة وكيف سيقبل من وضعه خليفة وأقصد ابن الخطاب وغيره بأن تهز أركان خلافتهم امرأة ( حسب نظرتهم الجاهلية ) وتفشل كل خططهم التي وضعوها !!! الى هنا الكلام التاريخي والعقلي واضح بل المنطق يقول مثل هذا الكلام ولست أنا ، وحتى لا نطيل في الشرح لمن لا يستطيع أن يستوعب الحقائق والأدلة سأضع منطق عقلي بحت يوصلني الى الحقيقة بأسرع الطرق وبأختصار شديد ، بكل تأكيد عندما تريد أن تعرف من أي شخص في هذا العالم أنه مظلوم ستذهب اليه شخصياً وستسمع كلامه أليس كذلك ؟؟؟!!!
لن تذهب الى ظالمه وتقول له هل ظلمت فلان فلا ليعقل ولا يمكن أن يكون الظالم بنفس الوقت صادق على ظلمه ، لهذا سنتجه ونذهب نحو المظلوم ونسمع كلامه وكلماته ونستعرضها أمامنا وبمدى عمق الكلمات وحزنها و قوتها سيكون مدى الظلم الذي وقع على صاحبها ، فهنا لن يكون هناك مفراً لأحد من أصحاب المنطق والعقل الذين يلعلعون به لأنهم ألزموا أنفسهم به وعليهم أن يتحملوا وأقصد عقولهم أن تتحمل، وسأضع حلقات كاملة عن لسان الملظلومين وسأبينها للعالم ومن يريد أن يضربها عرض الحائط ويتمسك بعقله فالينفعه عقله عندما يسأل عن موقفه من الظالم والمظلوم . . .
كيف ستكون الكلمات عندما تكون نابعة من قلب سيدة نساء العالمين و روح رسول رب العالمين وأم أبيها ؟؟!! كل هذه المنزلة التي أعطيت لها ستكون واضحة بكلماتها ، بل مظلوميتها ستكون على لسان أبنائها وبعلها وكيف هذه المظلومية كبيرة وهل حقاً كانت فقط ( معنوية ) كما يعتبرها البعض ولا يصدق عقله الصغير مظلومية جسدها الطاهر هل يعقل هذا !!!
سأحاول جاهداً أن أفتش في كتب الظالمين لها لأن من الصعب أن تأخذ كلام المظلوم من لسان الظالم ولكن مع هذا سأضع ما يسطره التاريخ من كلمات في كتب أتباع الظلمة ومن كان يقف معهم فلم تخلو من بعض الكلمات التي وضعوها بشكل خجول حتى يعتبروا التاريخ ناصع وليس به شيئ . . .
سيبدأ البحث في المشاركة القادمة عن مظلومية السيدة الزهراء على لسان سيد البشر (ص) وإن شاء الله لن أتأخر في ذلك . . .
ملاحظة مهمة :
لكل من يريد أن ينقل الموضوع أو يقتبس منه شيئ ، يجب عليه أن يضع رابط هذا الموضوع في أي منتدى آخر وأن لا يسرق شيئ ليس له ويلصقه بنفسه لأن الموضوع للسيدة الزهراء عليها السلام وليس لي .