|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 63936
|
الإنتساب : Jan 2011
|
المشاركات : 53
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 02-02-2011 الساعة : 12:51 PM
وهذا ما جاء في الصحيح عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: ( كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالاً مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَال: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ، فَقَال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلانٍ؟ يَقُولُ لَوْ قَد مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فلانًا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلا فَلْتَـةً فَتَـمَّت، فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَال: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُم، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُم، فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاس، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّر، وَأَنْ لا يَعُوهَا، وَأَنْ لا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّة، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَك، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَقَالَ عُمَر رضي الله عنه: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ ...).إن الذي قال: إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة؛ هو رجل ينقل عن رجل آخر، فنقلها لأمير المؤمنين عمر فغضب عمر حين سمع كلمة فلتـة، وكانت السبب وراء خطبته التي جاءت في المدينة فذكر فيها هذه الكلمة، للتحذير والتخويف من تجاوز حق المسلمين في الشورى والحوار، وحقهم في الاختيار والاتفاق،[color=windowمعاني كلمة "فلتـة" في لغة العرب، فالعرب تقول: كان ذلك الأمر فلتة، أي فجأة، إذا لم يكن عن تردد ولا تدبر. والفلتة: آخر ليلة من كل شهر، ويقال هي آخر يوم من الشهر الذى بعده الشهر الحرام قال الشاعر:
هاجتْ عليه من الأشْراطِ نافِحةٌ .... في فَلْتَةٍ بين إِظْلامٍ وإشْفارِ
وافْتَلَتَ الكلامَ: ارْتَجَلَهُ و(بيْعَة أبِى بَكْرٍ كانَتْ فَلْتَةً وقَى اللهُ شَرَّها) قال أبو عُبَيْدٍ: (أرادَ فُجاءةً، وكانت كذِلكَ لأَنَّها لم يَنْتَظَرْ بها العَوامّ، إنَّما ابْتَدرَها أكابِرُ أَصْحابِ مُحَمدّ صلى الله عليه وسلم من المُهاجِرِينَ، وعامَّةِ الأَنْصارِ، إلاَّ تلكَ الطّيَرَةَ التي كانَتْ من بعضِهم، ثم أَصْفَقَ - أي بايع - الكُلُّ له، لَمْعرفَتِهِم أَنْ ليسَ لأبِى بَكْرِ مُنازِعٌ، ولا شَرِيكٌ في الفَضْلِ، ولم يَكُنْ يُحْتاجُ في أَمْرِه إِلى نَظَر ولا مُشاوَرَة )
وفي شرح نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد -وهو ممن ينتمي لعقيدتكم- معانيها وما قيل فيها وحولها، فلا يدع شبهة إلا ويذكرها! ولا مغمزاً إلا ويورده، ولا لمزاً إلا ويفصله! حتى إذا علم أنّه استفرغ ما في جعبته من الشبهات والمثالب، تظاهر بالجد قائلاً: "إلا أنّ الإنصاف أنّ عمر لم يخرج الكلام مخرج الذم لأمر أبى بكر، وإنّما أراد باللفظة محض حقيقتها في اللغة، ذكر صاحب الصحاح أن الفلتة الأمر الذى يعمل فجأة.[وقال ابن حجر: كان العرب لا يشهرون السلاح في الأشهر الحرم، فكان من له ثأر تربص، فإذا جاءت تلك الليلة، انتهز الفرصة من قبل أن يتحقق انسلاخ الشهر، فيتمكن ممن يريد إيقاع الشر به، وهو آمن، فيترتب على ذلك الشر الكثير، فشبه عمر الحياة النبوية بالشهر الحرام، والفلتة بما وقع من أهل الردة، ووقى الله شرّ ذلك ببيعة أبي بكر؛ لما وقع منه من النهوض في قتالهم، وإخماد شوكتهم، فلم ينشأ عن بيعة أبي بكر شرّ، بل أطاعه الناس كلهم، من حضر البيعة ومن غاب عنها، فالمراد بالفلتة: ما وقع من بعض الأنصار وما أراده بعضهم من مبايعة سعد بن عبادة رضي الله عنه
وبهذا يتبين المعنى الحقيقي لكلمة فلتـة، ويتضح أنّ أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه لم يقلها ابتداء، وأنها نُقلت إليه فغضب حين سماعها،
|
|
|
|
|