(قراءة مع الاخوان المسلمين )
:::::::::::::::::::::::::
كم هو ثقيل الواقع الذي يتفرد الظالم المستكبر فوق قمتة ولكن الشعوب تصنع بارادتها واقعها لتستنزل الظالم من عرشة صاغرا ذليلا .يؤكد معظم الباحثين وهم يدرسون مؤشرات المستقبل وملامحة ان المعركة الحقيقية والتي تمتد الى المستقبل مع الاستكبارستكون من اشد المواجهات تعقيدا وتحديا وشراسة لانها ستكون معركة الدفاع عن التراث الاسلامي الذي يسعى الاستكبار العالمي لتدميرة واقتلاعة من عقول الامة ووعيها انها حرب الاديلويجات لتحطيم الهوية والاستقلال والمستقبل تماما كما فعل الامريكيون البيض بالهنود الحمرو قديما. لعل فلسطين اختصرت الكو ن جغرافيا ومعنى. وتختصر القدس فلسطين في هذا الصراع .من هنا انطلقت الحركات الاسلامية باغلبها في مواجهة الواقع السياسي الضاغط على الساحة الاسلامية والعربية ومهما اختلفت اسباب ومبررات النشوء الا ان القضية الجامعة هي القدس وفلسطين قضية لايمكن المساس بقدسيتها والاطاحة بوجودها المسلم وتراثها العربي الطويل .ومن الطبيعي انها عندما انطلقت من موقع فكري فلابد ان تطرح لاسلام عمليا. من هذه الحركات جماعة الاخوان المسلمين في مصر. استطاعت هذه الجماعة أن تفرض نفسها على الساحة السياسية المصرية بل وتوسعت اكبر حركة اسلامية لايخلو منها بلد مسلم الان تقريبا وأن تبقى في قلب أهم الأحداث والتحولات التي مرت بها مصر بل المنطقة العربية عمومأفقد شارك الإخوان مثلا في حرب فلسطين عام 1948 وراهنوا على النظام الملكي في بداية حكم الملك فاروق، برغم أنهم لم يكونوا دوما مؤيدين للملكية. أما في العصر الجمهوري، فقد اصطدموا بعنف مع النظام الناصري.
...................
((التيارالقطبي في جماعة الاخوان المسلمين))
.ولعل هذه المواجهة كان بسبب التيار القطبي الذي حكم حركة الاخوان فترة من الزمن براديكاليته ركز فيها علي الصراع العقائدي بين الإسلام والآخر من وجهة نظره(نظرة سيد قطب رحمه الله) وكان قمة هذه المرحلة كتابه «معالم في الطريق» واستمرت هذه المرحلة الفكرية معه حتي إستشهادةو يعتبر«معالم في الطريق» أشهر كتب سيد قطب قاطبة وهو آخر كتاب صدر في حياة سيد (1964م)، وقد كان بعض تلاميذه يرجونه ألّا يطبع الكتاب فكان يقول لهم لا بد أن يتم البلاغ. لذلك لعله هو الكتاب الذي تسبب في إعدام واستشهادة المبكر ويبدو أنه قد منع من الطباعة في وقتنا الحالي ولكنه موجود علي شبكة الانترنت، وهذا الكتاب يمكن أن يقال بأنه خلاصة كتب سيّد قطب الإسلامية وقد أحدث دوياً هائلاً منذ صدوره وحتي الآن في العقول الاسلامية للمذهب السني ، كما أنه يمثل البلورة النهائية لأفكار سيد قطب السياسية والعقائدية والتي فهمتها العديد من القوي الإسلامية الحركية كل علي طريقته ومن خلفياتة وتوجهاتة المذهبية فالبعض أخذ منها إشارة بتكفير المجتمعات الإسلامية وقانون المجتمع الجاهلي الذي حكم فيه سيد قطب على انه الجاهلية الثانية والبعض أخذ منها إشارة لأهمية التركيز علي التربية الإسلامية للشعوب قبل الدخول في صراع مع الحكومات التي يرون أنها بعيدة عن الإسلام والبعض أخذ منها حتمية المفاضلة مع هذه الحكومات وخوض الصراع بكل أنواعه ضدها وبمختلف أدوات الصراع بما فيها الأساليب المسلحة، ولعل الإيحاءات المتعددة التي أطلقها كتاب «معالم في الطريق» هي التي فجرت الخلافات بين الإخوان المسلمين في السجن بين أغلبية تؤيد القيادة الشرعية للاخوان والتمسك باطروحات الامام البناورسائلة ومنهجة وأقلية تؤيد أفكار سيد قطب في صورتها النهائية ومنظومتها التعاطية مع الاخر وألفت قيادة الإخوان وقتها الكتاب المشهور والمنسوب للأستاذ حسن الهضيبي (المرشد الثاني للإخوان) «دعاة لا قضاة» لترد علي الفكر القطبي وأيضا لتحصن الإخوان ضد فكر التكفير السلفي الذي كان قد بدأ في إطلاقه شكري مصطفي ورفاقه في السجن...القطبيين هم من يشكلون الان الخطر على واقع العمل الاسلامي السياسي بنظرتة ومحاولت فهم التشريع الاسلامي بشكل مغاير للمنهج الرسمي لحركة الاخوان المسلمين .هذا التصور الاحادي في التعاطي مع الاخر بلغة الاقصاء والالغاء يترتب علية حتمية المواجهة والاحتراب وهو ما يكون خطر على مشروع الاخوان المسلمين برمتة فالتيارالقطبي تييار يتحدث بلغة ان لم تكن معي فانت ضدي ويقدس مفهوم الحاكمية المطلقة والاسلوب الراديكالي في استلام السلطة اما المنهج الاساسي . الذي اسسة الشهيد حسن البنا.ورسم معالمة على شكل رسائل هذه الرسائل للشيخ حسن البنا والذي يسمى بأدبيات الإخوانبالإمام الشهيد ويوصف بالمجدد أهم مفردات منهج الإخوان المسلمين وعمدة نظامهمالأساسي، وما تزال فعالة في نهج الحركة وفكرها.وتربو على عشرين رسالة، تناولت مواضيع مختلفةفي أوقات ومناسبات مختلفة، وتشتمل على آراء ومواقف دينية، وسياسية، واقتصادية،وتنظيمية وغيرها. كما إن إحداها تضمنت عشرين أصلاً احتفى الإخوان بها احتفاء خاصاًمن حيث شرحها وتعليمها والالتزام بها.. ولهذا الأمر قام حسن الهضيبي المرشد الثاني بعدحسن البناأثناء فترة سجنه عام 1969 بإجراء مراجعة لفكر الإخوان الذي ظهر خلالفترة الصدام مع النظام الناصري وعلى وجه التحديد ما ارتبط منه باجتهادات سيد قطب،فأكد في المراجعة على فكر الجماعة كما استقر به الأمر إبان حياة المؤسس حسن البنا،ووفقاً للأصول العشرين، وهو عدم تكفير أي من المسلمين، وأن واجب الدعاة هو الدعوةإلى الله فقط أما الحكم بالكفر من غيره فليس إليهم، وذلك في كتاب دعاة لا قضاة.الان امام الاخوان حدث كبير وفعال على مستوى التطبيق الان حانت عملية ممارسة الحكم اذا ما استطاع الاخوان الفوز بالانتخابات وهووامر مشرح كثير ونحن مع هذا التطور الكبير في المنطقة الذي لايزال العالم يلهث وراء ه ليتابع خلفياتة واوضاعة تاثيراتة الايجابية والسلبية على المرحلة الحاضرة في الواقع السياسي المعاصر فسقوط نظام مبارك كواجهة كبيرة للاستكبار في ثورة شعبية فريدة من نوعها .غيرالكثير من المعادلات القائمة وفرض توجهات جديدة على الاخوان المسلمين وتحديات على مستوى الخطاب ومستوى العمل الواقعي ولااتوقع ان يقف الاستكبار موقف حيادي من احتملات فوز الاخوان بالانتخابات بل سوف يحاول تكسير الاخوان وتهميشهم في الشارع وفي الداخل ففكر الاخوان المسلمين الرسمي قريب من اطروحات الشيعة السياسية والاستراتيجية
.......................................
(الاخوان والشيعة الامامية )
حسن البنا رحمه الله كان بحق أحد أبرز دعاة التقريب بين المذهبين السني والشيعي، الأمر الذي أطلق فكرة التقارب بين الثقل السني ممثلا بالإخوان المسلمين على الصعيد السياسي والثقل الشيعي ممثلا بإيران.ولم يصدر أي موقف من الاخوان ضد الشيعة طوال وجودهم بل على العكس تماما يقول مهدي عاكف في حديث صحفي له حول اتهامات البعض للتشيع بانة سبأي المنِشىء(
((أن نسبة الشيعةإلى ابن سبأ من أفظع الجنايات ولم يثبت في التاريخ المحقق ما اذا كانلإبن سبأ وجود حقيقي أم أنه كان أسطورة الصقت بالشيعة)))
كما نعت الآراء والفتاوى التي تستهدف الشيعة بالتزمت والتطرف الاعمى والتعنت وضيق الأفق. نافيا في الوقت نفسه تهمة "الغلو" عنالشيعة. كما دافع عن البرنامج النووي الإيراني، وحقطهران في امتلاك قنبلة نوويةوان امتلاكها لهذا القدر هو انتصار للاسلام والتشريع السمائي الاصيل.ناهيك عن كثير من المواقف السياسية التي يتفق فيها الاخوان مع الطابع الشيعي في العمل السياسي . نرى ملامحة جلية في القضية الفلسطينية فهي بحق الجامع الأول للطرفين فمواقف الإخوان والشيعة متطابقة إزاء قضية فلسطين وتحرير القدس، بل ومتطابقة أيضاً في منطلقاتها ولايخفى على المتطلع ان بعض الاحزاب الشيعية قد تاثرت تاثر كبير ومتفاوت بجماعة الاخوان من حيث المنهجية وطرق التفكير وترتيب الاوليات وتدرجها بل لعلنا نستطيع القول ان بعض تلك الاحزاب خرجت من رحم الاخوان بشكل او باخر.
في عنوان افتتاحية مجلة "المجتمع" -الممثلة للإخوان المسلمين في الكويت مقالة كتبها الأستاذ إسماعيل الشطي، أحد رموز الإخوان ورئيس تحرير "المجتمع قال فيها
(((وبما أن الشيعة الإمامية من الأمة المسلمة والملة المحمدية، فمناصرتُهم وتأييدُهم واجب إن كان عدوهم الخارجي من الأمم الكافرة والملل الجاهلية.. فالشيعةُ الإمامية ترفع لواء الأمة الإسلامية، والشاه يرفع لواء المجوسية المبطن بالحقد النصراني اليهودي.. فليس من الحق أن يؤيد لواء المجوسية النصرانية اليهودية ويترك لواء الأمة الإسلامية". ثم يقول الشطي أيضاً في مقاله: "ويرى هذا الصوت أن محاولة تأسيس مؤسسات إسلامية في إيران تجربة تستحق الرصد كما تستحق التأييد؛ لأنها ستكون رصيداً لأي دولة إسلامية تقوم في المنطقة إن شاء الله.. وما ذلك على الله ببعيد)))
وكذلك كتب عمر التلسماني مقالاً في مجلة الدعوة العدد 105 يوليو 1985 بعنوان (شيعة وسنة) قال فيه((( التقريب بين الشيعة والسنة واجبُ الفقهاء الآن" وقال فيه أيضاً: "ولم تفتُرْ علاقةُ الإخوان بزعماء الشيعة؛ فاتصلوا بآية الله الكاشاني، واستضافوا في مصر نُوّاب صفوي))).
.مع وجود خلافات في الاولوية الاستراتيجية فلاخوان يرون في المعسكر الشيوعي الخطر الاول الذي يهدد البلاد الاسلامية فيما يرى الشيعة العكس ان الخطر المحدق قادم من الغرب وزعيمته الولايات المتحدة" الشيطان الأكبر.والان بعد كل هذه التغيرات هل يتغير ترتيب اولوليات عند الاخوان اغلب الظن ان الجماعة امام خيرات جديدة اذا ان القمع والتهميش كان بمباركة الولايات المتحدة ونظامها العميل في مصر.وهذا له تاثير لامحالة على منهجهم الاصلاحي لاالثوري الذي اعتمدة الاخوان رسميا خلافا لسيد قطب.وفي مثل هذه الحالة لابد من تهدئة الموقف وابعادة عن خط المواجهة بالمستوى الذي تتسع له الامكانيات في الساحة المصرية الجديدة وتسمح به الظروف حسب ادبيات منهج الاصلاح التدريجي و سياستهم القائمة على التربية والتثقيف والدعوة، وعدم جواز الخروج على الحاكم الظالم، واعتماد أساليب العمل السلمي، ومنه العمل البرلماني... (مع بعض الاستثناءات)ان من المرح جان يقفز الطابع الشيعي في العمل السياسي الى مصر وهذا يمثل خط احمر للاستكبار العالمي فالشيعة يملكون خبرة وقدرة قراية للاحداث وفهم استراتيجي كامل يجعل عملية المناورة معهم في غاية الصعوبة وهوما تخشاه منظومة الاستكبار العالمي بعد تلقيها هزائم سياسية متوالية من التنظيمات الشيعية في العراق ولبنان والتي استطاعت ان تفرض وجودها سياسيا بقوة وحضور تداعى بفشل الجزء الاكبر من المشروع الامريكي وعدم تحقيق تكامل في جزيئاتة وما شاهدناه مؤخر من هلع اسرائلي من تسلم الاخون للسلطة وتحذيرات العقول الامنية والاستراتيجية الامريكية والاسرائيلية
يقول(رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، إلى "التعامل بحذر" معتنظيم الإخوان المسلمين، الذين يبدو أن الغرب قلق للغاية من تزايد نفوذهم في مصربعد الأحداث التي عصفت بالبلاد، وقال إنه شخصياً لا يحب العيش في ظل أنظمة دينية،حتى وإن كانت "ديمقراطية وأنه في حال حصلت تغييرات في السياسة الخارجية المصرية، فسيكون هناك "عواقب جدية" تطال عملية السلام في الشرق الأوسط"))ويقول شيمون بيريز انا اخشى من احتمال تولي الإخوان المسلمين الحكم في مصر أن الجماعة لن تجلب السلام إذا تم انتخاب الإخوان المسلمين ديمقراطيا فإنهم لن يجلبوا السلام. تعلمون أن الديمقراطية بدون سلام مثل سلام بدون الديمقراطية وفي هذه الحالة ربما يتولى الجيش المسؤولية". وقال بيريز إنه ممتن للرئيس المصري حسني مبارك لأنه حال دون نشوب حرب في المنطقة وأنقذ بذلك حياة العديد من الأشخاص، مؤكدا أن ما قدمه من أجل السلام لن ينسى أبدا.((
""""""""""""""""""""
((الحكم عند الاخوان المسلمين))
كان نظام مبارك الناصري ماهرللغاية في ابراز الاخوان أمام الشعب أنهم تهديد حقيقي للمجتمع المصري و الغرب برمت.شعار الإخوان المسلمون المعروف (الإسلام هو الحل) وهو شعار بليغ ومؤثر وجدانيا تمت صياغتة بمهارة فائقة بمعنى تطبيق الشريعة وشعار القطبيون هو (الحاكمية لله) كما قال بذلك "سيد قطب" وأخيه "محمدا كما يرى الإخوان بأن (الخليفة) أو (الإمام) وكيل عن الجماعة يستمد سلطتهمن إقرارها به ممثلة في مؤسسة (أهل الحل والعقد)، أما الجهاديون فيرون بأن (الخليفة) أو (الإمام) يستمد سلطته من الله، فهو (نائب) الله على الأرض بتعبير "أبيالأعلى المودودي"انما الواقع شي يختلف عن الشعارات الان في مصر مرحلة الديمقراطية للوصول الى الركائز الاساسية التي خرج من بين طياتها الشعاروالخطاب ومن من التسليم بأن الإخوان المسلمين قد قبلوا بالديمقراطية كقيمة وكنظام سياسي حاكم، على الرغم من كونهم من أكبر وأهم القوى السياسية المصرية الذين انفتحوا ديمقراطيا، وتطوروا باتجاه احترام آليات الديمقراطية وأصول اللعبة السياسية وتداعيتها على واقعهم المفروض ، بالإضافة إلى كونهم من أكفأ التيارات على المستوى التنظيمي. والعملي بقدرتهم على الوصول الى الشارع والتناغم مع تطلعات الانسان العربي المسلم من خلال النصوص القرانية والتاريخية
أن مشكلة الجماعة مع مسألة الديمقراطية تنبع من التعاطي معها باعتبارها تحدياً خارجيا مفروضا على الجماعة، وليست مطلبا داخليا أو واقعيا يفترض التعاطي معه بجدية من أجل ترسيخه في نفوس أعضائها وقواعدها.ولعل هذا ناتج من ان الفكر الاسلامي باطارة العام لايتبني الديمقراطية كفكر .لذلك فكثيراً ما تُتهم الجماعة بازدواجية الموقف من الديمقراطية، كما لو أن لديها مفهوما مزدوجا يقوم على الاعتقاد بأهمية الديمقراطية كأداة للحراك السياسي وتداول السلطة في المجتمع، في حين يعكس البناء الداخلي للجماعة، وطريقة التفاعل البيني رفضا قاطعا لمثل هذا المفهوم ..أن فكر الإخوان يغلب عليه الميل بل لعله هو التمييز التمييز بين الإسلام باعتباره ليس فقط رسالة وتم الابلاغ عنها وانتهى وإنما أيضا العامل الاساسي المتين المؤسس لمشروع حضاري متميز اعتمد الخلافة الاسلامية كركيزة سياسية بما يترتب عليها من احكام وقواعد وبين الديمقراطية، التي يعدونها جزءا من مشروع حضاري غريب و مغايرتماما للفكر الاسلامي الأمر الذي جعل الإخوان يتقبلون الديمقراطية كآليات للوصول إلى السلطة، ليس الا ولكن دون القبول بها بشكل قطعي وحاسم على المستوى المفاهيمي والنظري. وتبنيها كخط فكري أن موقف الإخوان من قضية الديمقراطية التي يستثمرها الان الاخون ويحاولون التوفيق بينها وبين الشورى كما فعل الاخوان بالجزائر حين طرحوا الفكرة(شورقراطية )المعروفة لكن موقف الاخوان تغير على مدار التاريخ، ففي عقد الثلاثينيات، كان يتم تجاهل قضية الديمقراطية وكل المسائل الأخرى المرتبطة بها باعتبارها جزءا من الحضارة الغربية، أو نقلا عن القوى الاستعمارية، ولكن في سياقات أخرى قليلة، كانت الجماعة تعترف بالديمقراطية كآلية للعمل السياسي يمكن اعتمادها بشكل محدود، باستثناء عقدي الخمسينيات والستينيات، فلم يكن لقضايا الديمقراطية مساحة كافية في الأدبيات "الثورية" التي راجت في تلك المرحلة.بفعل افكار سيد قطب والتيارالقطبي..
من هنا فان ادبيات الفكر الاخواني يحيطها الغموض الواقعي حول مسالة استلام السلطة وبحسابي انهم لم يقمون بعمل استعادة الافكار القديمة ومحاولة تصحيح ما لايتناسب منها مع الواقع المفاجا الان لهذا فهم امام ادليوجية حكمية جديدة تنتج من خلال التاثيرات العالمية التي تحدث تباعا وتحتوى الطرف الاخر لمنع الاحتراب والسقوط في فخ التنافضات الظرفية يحدد الاخوان طبيعة الحاكم بنصوص تمت صياغتها في فترات زمنية مختلفة. يقول المرشد الثالث للإخوان عمر التلمساني رحمه الله:
"فلا يعنينا شخص من يحكم، ولكن في المقام الأول يهمنا نوع الحكم وشكله ونظامه، وبعد ذلك فليحكم من يحكم.))
ومن ثم فإن تصريحات للبنا في رسائلة والتلمساني تعني أن الإخوان لا يشترطون أن يكون الحاكم من جماعتهم، إنما ليحكم من يحكم، شريطة أن يحكم بالشريعة وإذا فعل الحاكم ذلك فإن الإخوان سيكونون له عوناً وسنداًولم توضح ادبيات الاخوان بشكل صريح نوعية الحكم بالشريعة وطبيعتة وحدود التشريع وضوابطة في الدولة وهل يقتصر على الثوابت والاساسيات ام غيرذلك وبغض النظر ان الاسلام لايلغي الاخر وهوليس دين عنف بل دين رفق والعنف فيه حركة وقائية او دفاعية ضد اعتداء الاخر وليس حركة هجومية ضد انسانية الاخر ووجودة .إذن لا مفر من تشكيل الحكومة ولامفر من بيان الاحكام الشرعية اذا ما انتخب الناس تنظيم اسلامي لتشكيل الحكومة وتنظيم جميع الأمور التي تحصل في البلاد منعاً للفوضى والتفسخ. وعليه فما كان ضرورياً في زمان الرسول بحكم العقل والشرع، من إقامة الحكومة والسلطة التنفيذية والإدارية، فهو ضروري بعدهم، إذ أن إقامة نظام غير إسلامي يعني عدم تطبيق النظام السياسي للإسلام وكذلك فإن كل نظام سياسي غير إسلامي هو نظام يحمل الانحراف لأن حاكمه ونحن مكلفون بتصفية آثار الانحراف ومواجهتة من مجتمعاتنا الإسلامية ومن حياتنا.وهذه من اعقد الاشكالات التي سوف تواجة الاخوان المسلمين نوع الحكم وطبيعتة وكيف سيتم التعامل مع المسيحين على انهم اهل ذمة وهم يرفضون هذه المسميات ويعتبرونها احتلال حقيقي لهم في وطنهم ..وبل كيف سيتم خلق توازن مفاهيمي مع التيارت السلفية المتطرفة والتي تتقاطع تمام مع فكر الاخوان تصل بها احيانا لتكفير الاخوان وتضليلهم الحقيقة وجدت من خلال مطالعاتي لمفهوم الحكم عند الاخوان خطوط عريضة ولم اجد تفاصيل تكفي لتغطية الاحتملات الاساسية والمطروحة والتحديات المتوقعة والتداخلات الحتمية في العمل الاسلامي السياسي الحاكم لم اجد غير الامور المتوارثة نصيا حول طاعة ولي الامر الحاكم وعدم الخروج عنه وهي منطقة غامضة ومثيرة للجدل حرصت الجماعة على عدم حسمهاولااعتقد ان الاخون سوف يجدون صعوبة . فعلى سبيل المثال، مع تفكك الأيديولوجيات الكبرى مع بداية الألفية الثالثة، اعتمد الإخوان بشكل أقل على أيديولوجيتهم في التعبئة، وبصورة متزايدة على قدراتهم التنظيمية والسياسية، بالإضافة إلى قدرتهم على تقديم خدمات حقيقية لدوائرهم الانتخابية، لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب وترهل أداء الدولة عن أداء وظائفها الخدمية الأساسية، على العكس مثلا من خطاب الجماعة في الثلاثينيات من القرن العشرين، وهي المرحلة التأسيسية للجماعة، والذي كان معتمدا بشكل رئيس على المزج بين الأخلاق والنشاط الاجتماعي والدعوي، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المناصرين، وجعل الخطاب قادرًا على مخاطبة كل "المؤمنين"، لا المؤمنين فقط بالبرنامج السياسي شبه الغائب إلا من بعض العموميات. موقف النظام المصري من نشاط الجماعة، مع بداية الألفية الثالثة، فيذهب إلى أن النظام المصري بدا مقتنعا باستحالة إعاقة نشاط الجماعة سواء في البرلمان أو في النقابات، ومن ثم قرر مواجهتهم بالأمن وليس السياسة برغم أنه كان يمكن مواجهتهم بالسياسة إذا كان الحزب الوطني يمتلك كوادر حقيقية تمتلك الخبرة والنزاهة والكفاءة السياسية، بحيث يمكنها مواجهه الثغرات الفكرية والسياسية الكثيرة وخاصة وعلى مستوى التطبيق الموجودة لدى جماعة الإخوان المسلمين..عموما اعتقد ان الاخون لن يجدون صعوبة في احتواء الوضع الحالي ومواجهة التطورات بكفاءة عالية تتناسب ونوع التحدي الجديد
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::