ماذالو استيقظت يوما فوجدت نفسك غريباً عن نفسك؟؟؟
ماذالو اكتشفت أن الشخص الذى عاشرته منذ ولادتك وحتى لحظة اكتشافك له ليس هو ما تفاجأت بوجوده..
ماذالو لم تستطع التآلف معه؟؟؟؟
إن أصعب اختبارات حياتنا هي تلك التي تكشف لنا مالم نعرفه أو مالم نرد أن نعرفه عن أنفسنا طيلة رحلة حياتنا..ومن الممكن أن تكون نتيجة الاختبار لصالحنا ولكنها أيضاً من الممكن ألا تكون كذلك..وعندما يحدث الأخير من الجائز جداً أن نصاب بصدمة كبيرة لا فواق منها ماتبقى من عمرنا…ورغم قسوة ما أقول الا انه..
لا يوجد من لايفهم نفسه ولايوجد من لايعرف ماذا يريد أو ماذا يفعل..ولذا فقد قال رب العزة فى كتابه الكريم:
{بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره}
فالإنسان بطبعه ضعيفاً وإن استسلم لهذا الضعف يظل يدور فى حلقته المفرغة ملتمساً لنفسه الأعذار وواجداً لها المبررات حتى لا يقاوم فثمن المقاومة غال ومهرها صعب المنال ولذا فالاستسلام للضعف يعطي للنفس الراحة التي تتمناها والثمن ليس غالياً ..فقط: دموع وبكاء وبعض الاكتئاب…
أو الاستمتاع والاستسلام للخطأ والهروب من مواجهة الحقيقة
وكما أن الإنسان ضعيف بخلقه الا انه صاحب حيلة ومكر..لأنه إذا رأى فى ضعفه سعادة ولو زائفة بررها لنفسه واستراح فى كنفها دون أن يلتفت للنتائج أو الأشياء التى ستترتب على هذا الخطا فلا خطأ بلا ثمن..ولاذنب بلا عقاب…
وربما لهذا علمنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ألا نكذب على أنفسنا ولا نخدعها..فقال فى بعض حديث له:
(…الإثم ماحاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)
وقال في آخر:
(…ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)
لقد خلق الله الإنسان ووضع فى صدره هذه المضغة التي تبين له الخطأ من الصواب..ولاتصدق أن هناك إنساناً لا يستطيع التمييز بينهما مهما كانت انتماءاته ومهما اضطربت فطرته.. وإلا لما قال تعالى:
{بل الإنسان على نفسه بصيرة ..ولو ألقى معاذيره}
دون أن يحدد فى الآية انتماءات أو ديانات أو ولاءات…فقط الإنسان..أى إنسان..هم من يستطيع ان يصلح هذه المضغة او لايصلحها ولكن من أين نبدأ؟؟؟؟تلك هي المعضلة الكبرى التي لابد وأن نحلها قبل أن تمضي أيامنا ويدق ناقوس أجلنا..ولهذا فعلينا أن نبحث عن أقصر الطرق للوصول إلى مبتغانا..ففي الأمر سعة..وفي النفوس قدرات لم تكتشف بعد..وعليه فهناك من يستطيع تغيير داخله وضبط صورة واقعه على تعديلاته..على طريقته التييرتئيها لنفسه:
والنفس راغبة إذا رغبتها***وإذا ترد إلى قليل تقنعُ
وهناك من يفعل العكس ..بأن يضبط الصورة الخارجية ويعدل الداخلية عليها كما قال رب العزة فى كتابه العزيز:
{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً}
وأنت مخيّر في التعامل مع طبيعتك بما يوافقها وبما تستطيع به الخروج من أزماتك مع نفسك ومع الآخرين ..وكما أن الطاعة جنة المطيعين.. فان الذنب نار العاصين فالخطأ أزمة حقيقية يعيشها الإنسان ويعانيها وتحرق ماتبقى له من نفسه فيعيش جهنم الدنيا وهو ينتظر نار الآخرة ألم يقل الله تعالى:
{إن الأبرار لفي نعيم..وإن الفجار لفي جحيم}…
{إقرأ كتابك…كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً}
لا تؤجل قراءة كتابك للغد…مازلت تعيش اليوم..
أطلع على قلبك بصدق..ولاتكذب على نفسك…قف في مرآتك المستوية المصقولة واسأل ربك أن يضيء كيانك لتراك على حقيقتك..وتتدارك أمرك قبل فوات الأوان….وادعو الله ان يوفقك لكل مامن شانه ان يقربك الى الله من قول او فعل وحاول اصلاح مافسد من نفسك وتقرب الى الله بالتوبةوالاستغفار والتسبيح واكثر من الحسنات والصدقات فانهن يذهبن السيئات
وادعوا للمؤمنين ولنفسك بالمغفرة فان دعائك للغير مستجاب
واحرص على نظافتك أمام الله فقد يكون الموعد قريب واعلم ان اللقاء مهيب ..
لاتنسونا من دعائكم
التعديل الأخير تم بواسطة نرجس* ; 21-02-2011 الساعة 10:09 PM.
سبب آخر: حذف الرابط