هل فشل انقلاب 25 شباط ..؟؟ او (ثورة الدعابل)؟ بقلم الاستاذ هشام حيدر
بتاريخ : 27-02-2011 الساعة : 12:18 PM
كما اتهمني البعض باني (كنت مع الصدريين ثم مع علاوي,,) فقد اواجه اليوم باني كنت من جوقة المالكي مع ان كتاباتي تشير الى حدة تعاملي مع المالكي وحكومته وحزبه !
انا شخصيا ممن دعا ويدعو للتظاهر والاحتجاج لاسقاط حكومة المالكي ......اذن كيف اقف بالضد من (يوم الغضب العراقي)....؟؟؟؟
لكني في الحقيقة ممن يدعو ليوم غضب عراقي ...!!
وقد عجبت حقا من صبر العراقيين, الذين عرفوا بالسخط والغضب,..... على هذا الواقع !
وحتى لاابدو متناقضا اقول اني افرق بين يوم غضب عراقي ....و (يوم غضب) بعثي من اعداد وانتاج الجزيرة والشرقية والبغدادية ومن يسير في هذا الركب الماجور المشبوه الذي يسعى للركوب على ظهر الغاضبين العراقيين لاجل الغاء العملية السياسية برمتها وخلق (فوضى خلاقة) واحداث فراغ سياسي مطلق ولااقول فراغا دستوريا لان هؤلاء يستهدفون الدستور قبل غيره وهذا ماقاله البعض صراحة كالضاري وهيئته ومشعان ومرتزقته والموتورون من اذناب ومرتزقة البعث من على شاشات الشرقية والبغدادية ومن طبلوا لـ(ثورة 25شباط)و(يوم الغضب العراقي) واعدوا تغطية خاصة للحدث حاولوا اظهاره فيها كما اظهرت الجزيرة الحال في تونس ومصر ....وقد ساهمت في هذا المخطط الى حد ما قنوات اخرى كالسومرية والديار !
اما الجزيرة فقد بثت تقريرا عشية الخامس والعشرين الجاري حول (يوم الغضب العراقي)...(تنبأت) فيه سلفا بان ماجرى في مصر وتونس وليبيا في طريقه الى العراق وعرضت صورا ومشاهد فيديو لاحداث جرت في تلك الدول على انها جرت في العراق لاستثارة بعض الجهلة وتقديم التبرير للمتابع العربي .....!!!
وقد كان الوضع حرجا فعلا .....فان وقفت بالضد من التظاهرات علنا اتهمت بدعم الحكومة ,القاصرة المقصرة على حد وصف بيان المرجعية......وان دعمت التظاهرات تكون قد اسديت خدمة كبيرة للمشروع البعثي –الامريكي الذي يهدف لصناعة 8شباط جديد في التاريخ العراقي !
وبعيدا عن المعلومات الاستخبارية التي تؤكد هذا السيناريو ,وبعيدا كذلك عن كيفية تعاطي الشرقية والبغدادية والجزيرة مع هذا التاريخ , فان مايجري في الشارع وماتبنته التظاهرات الممهدة كان يشير الى الجهة الرئيسية المنفذة بكل وضوح وذلك من خلال ابراز عناوين لبرامج ومصطلحات بعينها من قناة الشر-قية كـ(اغلبية صامتة),(نفط الشعب بس للشعب مو للحرامية),(السيد وربعه).....ناهيك عن مخطط رفع سقف المطالب التي تبدأ بالمطالبة بالخدمات وتنتهي باسقاط الحكومة حل البرلمان والغاء الدستور...(الطائفي)!!
انها مطالب حارث الضاري التي اعلنها مرارا وتكرارا بالعودة الى ماقبل 2003 والغاء كل ماترتب وتقرر بعد هذا التاريخ ليمارس احفاد سفاح عفلق وصبحة ساديتهم من جديد بحقنا برعاية دولية قد تدين في نهاية المطاف (بعض اعمال العنف)....وتطالب (اطراف النزاع بضبط النفس)...مع استثناء كردستان وعدم شمولها بـ(رياح التغيير) الامريكية السامة هذه !
تسعة اشهر امام الادارة الامريكية للخروج من العراق تقودها للتعاطي سريعا مع عدة سيناريوهات وضعتها على الطاولة العراقية الشائكة .....فقد نجح الامر سريعا في تونس ومصر ,ازيح بن علي وبقي النظام ,وازيح مبارك وبقي النظام ,وحيث ان الوضع في ليبيا لايسمح بمثل هذا التغيير فاننا لم نسمع اوباما وغيره يقولون يجب ان يتم التغيير....(الان)......بل لقد ارسلوا رسائل واضحة تشير الى عدم التدخل الجدي وانهم سيكتفون بفرض مناطق حضر جوي وعقوبات اقتصادية وسياسية ......لوجود بعض نقاط الشبه بين الحالة العراقية(بعد الانتفاضة الشعبانية) والانتفاضة الليبية ....ليسقط هذا الموقف قناعا اخر عن الوجه البشع للادارة الامريكية ودول (العالم الحر – المتحضر)!
بل لقد اكدت الولايات المتحدة سريان اتفاقيات تقاسم النفوذ الاستعماري القديمة بكل وقاحة .....فحين تحدثت الادراة الامريكية عن احتمال فرض منطقة حضر جوي اوكلت ذلك لفرنسا وايطاليا معلنة انها لاتتعدى على تلك المنطقة الواقعة ضمن منطقة النفوذ الاستعماري الفرنسي والايطالي !
اننا نعيش عاما من اعوام الانتقال المرحلي العشري لـ(النظام العالمي الجديد) حيث بدأ التنفيذ باحتلال المنطقة عام 1991 عسكريا من قبل الاساطيل الامريكية , ثم غزو افغانستان عام 2001....ثم مرحلة اعادة هيكلة (الشرق الاوسط )...الذي يعد حجر الاساس في مشروع (النظام الجديد)...حيث بدأ العمل عام 2001 بتقسيم السودان ثم عملية التغيير الواسعة هذه بقيادة الزعيم الامريكي......الفيسبوك !
ان هذه المرحلة تعتمد على العوز والحرمان والفساد الذي خلقته الانظمة الصديقة والحليفة للولايات المتحدة واوربا....وعلى الامبراطورية الاعلامية التي يديرها هؤلاء وفي مقدمتها الجزيرة .....وفي الشان العراقي فقد تم ايجاد جزر كثيرة لاجزيرة واحدة لصعوبة الموقف هنا وتعقيداته التي منعت منذ البدء مخطط الادارة الامريكية ان يجري على ماجرى عليه في افغانستان !
ثم يعتمد على اثارة المجتمع بمعظم فئاته حتى ان البعض الان في العراق يعتقد انه كان يعيش براتبه زمن صدام (دولار واحد)افضل مما يعيش اليوم وهو يستهلك مئات الدولارات شهريا ....تحت ضغط الضخ الاعلامي الموجه لاسيما من الشرقية والبغدادية ....والحرة !
وبمجرد ان ينزل الجميع للشارع لتظاهرة دعا اليها (شباب على الفيسبوك)..فان من اليسير الى حد بعيد ادارة العملية التي تبدأ باطلاق شعارات معدة سلفا يرددها الجمهور بلا وعي تبدأ بالاشارة للخدمات وتمر بـ(بغداد ليست قندهار)...ورشق رجال الامن بالحجارة واستخدام (مصيادة الاطفال والدعابل)... والهجوم عليهم لاقتحام المباني الحكومية واحراقها لاجل حدوث الاشتباك وارغام رجال الامن على الدفاع عن النفس واطلاق النار ...مع وجود اختراقات كبيرة في هذه الاجهزة اصلا تكون قد اعدت سلفا مخطط قتل بعض المتظاهرين هنا وهناك ....وما ان تسيل الدماء غزيرة حتى لايمكن العودة للوراء وتبدأ قطع الدومينو بالتساقط !
هل يعني هذا ان نلوذ بالصمت ؟......ان نبقى متفرجين على عشرات المليارات من الدولارات تنهب وتهرب والملايين من الفقراء يعيشون الضنك والعوز ؟....لا والف لا قطعا !
يجب اولا ان نحدد مطالبنا...ثم نخطط لتظاهرتنا.....تظاهرتنا نحن...التي نعلم من يعد لها ومن يقودها وماهي شعاراها ...كيف ومتى تبدأ وكيف ومتى تنتهي ...ماهي وسائلنا للاحتجاج ورفع الصوت.....وان نتاكد من عدم وجود حملة لشراء (الدعابل) في السوق...لاننا نريد انتفاضة شعب...لا ان نخرج لنلعب (الدعابل) مع مراهقي الشر – قية !!
نعم لانتفاضة الخدمات...... لا لــــ(انقلاب الدعابل)!!
يتبع ..
**
ملاحظة-في الناصرية قام البعثيون بتزويد بعض المراهقين بـ(مصيادات) وشراء كل (الدعابل) من الاسواق لغرض استخدامها في ضرب الشرطة واعضاء مجلس المحافظة وزجاج نوافذ المبنى لغرض تازيم الوضع واشعال الفتنة!