بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم
أخرح مسلم في صحيحه فقال ما نصه :
حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وابن نمير قالا : حدثنا ابن فضيل عن عمارة ، عن أبى زرعة ، عن أبى هريرة ، قال جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أيّ الصدقةِ أعظمُ أجراً ؟!. فقال النبي : « أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ ، أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا وَلِفُلاَنٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ..
شرح الحديث :
جاء رجل فسأل النبي أيّ الصدقةِ أجراً ؟!. فقال النبي « أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ» أي أقْسِمُ -أنا النبي- بأبيك أيّها السائل ، أنّني سأنبِّئُكَ بالجواب بما أوحى الله لي ، ولذلك جاء قول النبي « لَتُنَبَّأَنَّهُ » بصيغة المجهول وليس المعلوم ، وحكمة البناء للمجهول هنا هو أنّ مثل هذا الجواب لا يتأتّى إلاّ بالوحي والنبوّة وكلاهما مجهولان لسائر الخلق ، السائل وغيره ، وقد كان للنبي أن يقول له بضيغة المعلوم : أما وأبيك سأنبّأُك ، لكنّه عدل عليه السلام إلى لفظ المجهول للحكمة أعلاه ..
ومثاله في قول العرب : قول الكريم للسائل الفقير اذا سأله : أما والله ستُعطى ما يفرحك . فيجوز ان يقول الكريم هنا : أما والله سأعطيك . وقد اتضح الفرق بينهما . والنون في قول النبي « لَتُنَبَّأَنَّهُ هي نون التوكيد الثقيلة كما هو واضح ..
قول النبي : « أنْ تصَدَّقَ » مبني على التقدير الذي يدل عليه السياق ، وحاصله أنّ النبي أراد أن يقول : والنبأ الذي سيأتيك جواباً لسؤالك هو أن تتصدّق وأنت شحيح ... الخ . وأصل تصدّق هو تتصدّق ، وأدغمت التاءان للتماثل ، وقد وقع مثل هذا كثير في المصحف ، والباقي واضح .
دفع إشكال :
ربما توهم الجاهل أن المقصود بقول النبي : « أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ » أي نبّىء أباك أيها السائل . وعلى هذا فقول النبي : «وأبيك» ليس قسماً !!.
وبطلانه واضح ، فلو كان المقصود هذا ، لكانت العبارة هي : وأباك فانبئه ، وليس وأبيك ، لأنّ الاب على هذا التقدير مفعول به ، وهو ينصب بالالف لكونه من الاسماء الخمسة التي ترفع بالواو ، وتنصب بالاف ، وتجر بالياء ..
أضف اليه ، لم يرد في لغة العرب الأوائل ما يدّعيه مثل هذا الجاهل
اعراب الحديث :
قول النبي : «أما» بتخفيف الميم : حرف تنبيه .
وقل النبي : «وأبيك» الواو في أبيك واو القسم ، ولفظ «أبيك» اسم وقع به القسم .
معنى قول النبي : «لَتُنَبَّأَنَّهُ » أي ستنبّأ بالجواب كما اتضح ، واللام لام التوكيد ، وتنبأنه ، فعل ماضي مبني للمجهول ، والنون نون التوكيد الثقيلة ، والهاء ضمير مستتر جوازا تقديره الجواب أي ما ستنبا به ..
قول النبي : « أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ » مبني على التقدير كما تّضح ، وأن هي الناصبة المصدريّة ، وتصدّق فعل مضارع منصوب بأن ، ومجموع أن والفعل تصدق يؤولان بالمصدر وهو التصدق ؛ أي كأنّ النبي اراد ان يقول : وجواب سؤالك هو تصدّقك (=أن تصدّق) وانت صحيح شحيح... الخ
والخلاصة : ان تصدّق = التصدّق . وهذا هو معنى المصدر المؤوّل
قول النبي : « وأنت صحيح شحيح » الواو حالية ، وأنت مبتدا، وصحيح خبر وشحيح خبر ثان ويجوز ان يكون صفة ، والجملة كلها حال ، يعني أن تتصدق في حال كونك صحيحا شحيحا ً والباقي واضح ..
[ الشكر موصول لشيخنا الهاد على المقدمة ]
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
1 - جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أي الصدقة أعظم أجرا ؟ فقال : " أما وأبيك لتنبأنه : أن تصدق وأنت صحيح شحيح . تخشى الفقر وتأمل البقاء . ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا . ولفلان كذا . وقد كان لفلان " . وفي رواية : أي الصدقة أفضل .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1032
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فذكر بمثل حديث جرير . وزاد : فقال " نعم . وأبيك ! لتنبأن " . وفي حديث وهيب : من أبر ؟ وفي حديث محمد بن طلحة : أي الناس أحق مني بحسن الصحبة ؟ ثم ذكر بمثل حديث جرير .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2548
خلاصة حكم المحدث: صحيح
3 - [ عن ] أبي بكر الصديق في قصة السارق الذي سرق حلي ابنته فقال في حقه ( وأبيك ما ليلك بليل سارق )
الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 11/542
خلاصة حكم المحدث: ثابت
4 - قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في اللبة قال صلى الله عليه وسلم لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك ولفظ يعقوب مثله إلا أنه قال لو طعنت في فخذها وأبيك لأجزأ ولفظ أبي عمر لو قلت بسم الله ثم طعنت في فخذها لأجزأ عنك
الراوي: والد أبي العشراء الدارمي المحدث: السخاوي - المصدر: البلدانيات - الصفحة أو الرقم: 95
خلاصة حكم المحدث: حسن
5 - لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش منهم أبو جهل فقالوا : يا أبا طالب ابن أخيك يشتم آلهتنا يقول ويقول ويفعل ويفعل فأرسل إليه فانهه قال : فأرسل إليه أبو طالب وكان قرب أبي طالب موضع رجل فخشي إن دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عمه أن يكون أرق له عليه فوثب فجلس في ذلك المجلس فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد مجلسا إلا عند الباب فجلس فقال أبو طالب : يا ابن أخي إن قومك يشكونك يزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول وتفعل وتفعل فقال : يا عم إني إنما أريدهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية قالوا : وما هي نعم وأبيك عشرا قال : لا إله إلا الله قال : فقاموا وهم ينفضون ثيابهم وهم يقولون : { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } قال : ثم قرأ حتى بلغ { لما يذوقوا عذاب }
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/140
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
6 - جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نبئني ما حق الناس مني بحسن الصحبة فقال نعم وأبيك لتنبأن أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك قال نبئني يا رسول الله عن مالي كيف أتصدق فيه قال نعم والله لتنبأن أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت نفسك ها هنا قلت مالي لفلان ومالي لفلان وهو لهم وإن كرهت
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2204
خلاصة حكم المحدث: صحيح
1 - أفلح ، وأبيه ، إن صدق أو دخل الجنة ، وأبيه ، إن صدق .
الراوي: طلحة بن عبيدالله التيمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 11
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - أفلح وأبيه إن صدق ، دخل الجنة وأبيه إن صدق
الراوي: طلحة بن عبيدالله المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 392
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
3 - أفلح وأبيه إن صدق دخل الجنة وأبيه إن صدق [ في قصة الأعرابي ]
الراوي: طلحة بن عبيدالله المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3252
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
4 - أفلح وأبيه إن صدق
الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 3/47
خلاصة حكم المحدث: صحيح
5 - أفلح وأبيه إن صدق
الراوي: - المحدث: العيني - المصدر: عمدة القاري - الصفحة أو الرقم: 1/420
خلاصة حكم المحدث: زيادة [وأبيه] ثابتة لا شك في صحتها ولا مرية