انقل لكم هذا المقال من جريدة البينة الجديدة الصادرة اليوم التي تحمل العدد (1260) والذي فيه كلام مهم عن ماهية النزاهة الموجودة في العالم الغربي والتي هي دول ليست مسلمة والتي نلاحظ أن هذه المفردة قد ضاعت في قواميس مفرداتنا نتيجة لاستشراء الفساد المالي والإداري وبأبشع صوره والتي نحن نحمل صفة الإسلام ودين الدولة الرسمي الإسلام وحتى صبغة الكثير من احزابنا الإسلام ولكن ماذ نلاحظ؟
غياب كل مفردات وقيم الإسلام العظيمة والسامية عن كل مفردات حياتنا لتحل محلها كل القيم القبيحة والدنيئة بدلها وفي مقدمتها النزاهة.
ولتقرؤا المقال والذي يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولتدلوا بأرائكم في الموضوع.
مع احترامي للجميع.
فساد في السويد
ناظم السعود
.. ويقول الخبر الذي شغل وسائل الإعلام : ان عمدة ( أو حاكمة) مدينة استكهولم السويدية ( وهي سيدة معروفة في بلادها اذ هي عضو في البرلمان ورئيسة حزب إضافة الى كونها عمدة استكهولم ) أحدثت فضيحة مدوية اتهمت من جرائها بالفساد الإداري وتهم أخرى شنيعة ، حدث كل هذا حين أقدمت هذه السيدة على ملء خزان وقود سيارتها الخاصة واستقطاع الثمن من دفتر بطاقات حكومية ، وهنا تزلزل العالم من حولها وحصلت تداعيات خطيرة جراء ما أقدمت عليه : بأي حق تستخدم البطاقات الحكومية لتسديد ثمن وقود سيارتها الخاصة؟ لماذا تصرفت في ملكية عامة لشان خاص؟ لماذا خانت الأمانة وهي حاكمة المدينة؟!.
ونشطت الصحافة ( بأنواعها ) وكذلك الجمعيات والمنتديات المهتمة بالحقوق العامة ومكافحة الفساد وتناولت ( الفضيحة ) الكبرى وكشفت للرأي العام القضية المثارة من جوانبها المختلفة ومبلغ الأضرار التي أحدثتها على سمعة الوطن !.. وقد حاولت العمدة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة بالقول (( أنها اضطرت لذلك لأنها لم تكن تملك في جيبها النقود)) فرد عليها القاضي مؤنبا (( هذا لا يبرر فعلتك الشنعاءإذ كان بإمكانك ان تركني عربتك وتصعدين بالقطار العام)) . وقد انتهت التحقيقات القانونية وحيثيات المحاكمة والمواكبة اليومية من وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي إلى إدانة شديدة لتصرف العمدة ( الذي وصف بالفاسد والمشين ) ومن جراء هذه الإدانةاضطرت السيدة إلى تقديم استقالتها من منصبها كعمدة للمدينة كما تم رفع عضويتها من البرلمان وجمدت مناصبها جميعا فقضي عليها وجلست في بيتها !.. فمن اجل ثمن بسيط وتصرف شخصي اضطراري لم يشفع لها احد في بلاد الكفّار ، ولم يدافع عنها واحد من(شللها ) العديدة كما لم يبادر ( حزبها ) ويلفلف القضية وفق نظرية ( عفا الله عماسلف !) ولم تسّود الصحف بتسفيه التهم وخلط الأوراق ورمي الفضيحة على رؤوس المحاصصةوالمناطحة! كما لم يحاجج متنطع من كون ( المتهمة ) حاكمة المدينة وعضو في البرلمان مما يجعل تصرفاتها مأمورة من عند الله !.
من سوء حظ هذه الحاكمة أنها ولدت في بلاد الأحياء ، وكان يمكن أن تحكم كما تشاء وأنّى تشاء ( وفق مبادئ الحق الإلهي فقط لو أنها حكمت شعبا مكتوبا عليه ألا يفيق من نومة الكهوف)!!.