السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم ...
يعتقد أهل الإسلام المحمدي الأصيل بطهارة وعصمة أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام ... وأعني بالطهارة ما كان على شقيّها .. الطهارة المعنوية والطهارة المادية .
ولزم من ذلك طهارة الأئمة عليهم السلام من حيث المولد ، وهذا الأمر ثابت لا يختلف عليه اثنان .
ويثير المخالفون إشكالاً على طهارة مولد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام من ناحية كون أم الإمام وهي ( أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ) واعتقاد الإمامية بأن مبغضي الأمير عليه السلام أبناء زنا ، وكون أبو بكر من مبغضي الإمام مضافاً إلى خبث مولده ، فلزم من ذلك كون محمد بن أبي بكر والإمام جعفر الصادق عليه السلام من سلالة هذا الفاجر النجس .
وهنا تظهر المكانة الجليلة لآل محمد عليهم السلام ونبوغ علومهم في بيان كيف أن الله يقي المؤمن خبث الكافر .
( 1 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي ابن ميسرة قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: إن نطفة المؤمن لتكون في صلب المشرك، فلا يصيبه من الشر شئ، حتى إذا صار في رحم المشركة لم يصبها من الشر شئ ، حتى تضعه فإذا وضعته لم يصبه من الشر شئ حتى يجري عليه القلم .
2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: إني قد أشفقت من دعوة أبي عبدالله عليه السلام على يقطين وما ولد، فقال: يا أبا الحسن ليس حيث تذهب، إنما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجي، المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة شيئا. )
فلا يضر محمد بن أبي بكر رضوان الله عليه والإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ما كان من هذا الأمر ، فهم ينطبق عليهم مثل المؤمن الذي يحميه الله من خبث الكافر .
ويؤيد هذا المعنى ما جاء في زيارة وراث : ( يا مَولاي يا ابا عَبدِ اللهِ اَشهَدُ اَنّك كُنتَ نوُرا في الأصلابِ الشّامِخَةِ وَالأرحـامِ المُطَهَرَةِ لم تـُنَجـِسـكَ الجـاهِليَّةُ بـاَنِجـاسـِها وَلَم تـُلبـِسكَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثـِيابـِها )
وأما استنكار المخالف علينا بقوله ( لم يستنكر الإمامية علينا كفر أبوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما دام الأمر كذلك )
فالجواب : أن جزم الإمامية بإسلامهم لا لاثبات طهارة المولد ، وإنما استنكارهم على المخالف كان لتكفير من ثبت إسلامه بنص القرآن الكريم .