إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين
والملائكة بعد ذلك ظهيرا ( التحريم/ 4 )
.
إن تتوبا إالى الله
- يعني حفصة وعائشة , حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى خلاف محبة رسول الله (ص) .
فقد صغت قلوبكما
- أي زاغت ومالت عن الحق . وهو أنهما أحبتا ما كره النبي (ص) من اجتناب جاريته واجتناب العسل , وكان (ع) يحب العسل والنساء .
- قال إبن زيد : مالت قلوبهما بأن سرهما أن يحتبس عن أم ولده , فسرهما ما كرهه رسول الله (ص) . وقيل : فقد مالت قلوبكما إلى التوبة .
- وقال : فقد صغت قلوبكما ولم يقل : فقد صغى قلباكما , ومن شأن العرب إذا ذكروا الشيئين , من اثنين جمعوهما , لأنه لا يشكل . وقد مضى هذا المعنى في المائدة في قوله تعالى : فاقطعوا أيديهما [ المائدة : 38 ] . وقيل : كلما ثبتت الإضافة فيه مع التثنية فلفظ الجمع أليق به , لأنه أمكن وأخف . وليس قوله : فقد صغت قلوبكما جزاء للشرط , لأن هذا الصغو كان سابقا , فجواب الشرط محذوف للعلم به . أي إن تتوبا كان خيرا لكما , إذ قد صغت قلوبكما .
وإن تظاهرا عليه
- أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي (ص) بالمعصية والإيذاء .
- وفي صحيح مسلم عن إبن عباس قال : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له , حتى خرج
حاجا فخرجت معه , فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له , فوقفت حتى فرغ , ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين , من اللتان تظاهرتا على رسول الله (ص) من أزواجه ؟ فقال : تلك حفصة وعائشة . قال فقلت له : والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك . قال : فلا تفعل , ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه , فإن كنت أعلمه أخبرتك ...... وذكر الحديث .