العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

أبو حيدر11
عضو برونزي
رقم العضوية : 14260
الإنتساب : Dec 2007
المشاركات : 1,024
بمعدل : 0.17 يوميا

أبو حيدر11 غير متصل

 عرض البوم صور أبو حيدر11

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : ربيبة الزهـراء المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-05-2011 الساعة : 10:23 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


زمن إستغلال العمائم!!



إنها بضع مقارنات بين الماضي والحاضر، فلنتأمل بها جيداً حتى ندرك أبعاد المأساة.

في الماضي.. أي حينما كنا صغاراً، أذكر أن الخطيب المعمم ما إن ينزل من منبره بعد انتهاء محاضراته، كانت الناس تتدافع على تقبيل جبهته ويديه وعمامته وأطرافاً من عباءته، فيما كان بعض منهم يمسح عرقه ويضع شيئاً منه على وجهه تبركاً بعرق من أحيا ذكرى أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام). في ذلك الزمان كان للعمامة شأنها وهيبتها، فلم يكن أحد ليجرؤ على أن يرتديها دون أن يكون مؤهلاً لذلك، وكان بحق تاجاً على رؤوس أهل العلم والتقوى والصلاح.

وقد كان بعض العلماء من شدة ورعهم وتقواهم يعزفون عن ارتداء العمامة لأنهم يرون أنفسهم غير جديرين بها، فثمة عالم ذا مرتبة علمية عالية جعلته يحوز درجة الاجتهاد قضى في الحوزات أكثر من أربعين عاماً، لكنه حتى هذه اللحظة يمتنع عن ارتداء عمامة رسول الله صلى الله عليه وآله لما تفرضه عليه من مسؤوليات جمّة لا يرى نفسه جديراً بها. وليس ذلك بغريب؛ فالعمامة تكسب صاحبها تمثيلاً شرعياً سيحاسب عليه أمام رب العالمين، إنه بذلك يتحمل مسؤولية خطيرة ذات التزامات متعددة وأدوار مختلفة، فهو الرجل الذي يعمل على حفظ عقيدة المؤمنين وبيان أحكام الدين، وهو من يقع على عاتقه تبليغ وترويج المذهب الحق، وهو الذي يربط المجتمع بالقيادة الدينية المتمثلة بالمرجعية، وهو من يتكفل بفض المنازعات وحل المشاكل في ما بين الأفراد وإقامة الحدود في حال كونه حاكماً شرعياً مبسوط اليد.

لقد كانت الناس في ما مضى تحترم العمامة وصاحبها احتراماً كبيراً لا يضاهيه احترام، ليس لمجرد عمامته، بل لأنه ينطق باسم الدين والمذهب واحترامه امتداد لاحترام الأئمة المعصومين (عليهم الصلاة والسلام). فلم يكن المؤمنون يرجعون إلى الحكومات المدنية لفض منازعاتهم واختلافاتهم، بل كانوا يحتكمون إلى المرجعية الدينية والفقهاء العدول ومن ينصبهم أولئك لذلك.

تلك مشاهد من الماضي القريب، ولننقل هنا مشاهد من حاضرنا البائس لنكتشف التحول الرهيب: فالمعمم اليوم يطلب سيارة أجرة في الدولة التي عمادها المعممون ولا يتوقف صاحب السيارة لإيصاله لأنهم (يكرهون المعممين) على حد قولهم! والمعمم اليوم يذهب إلى مجالس الديوانيات فلا يقوم له أحد احتراماً، بل يتأفف المتواجدون من حضوره! والمعمم اليوم يعتلي منبره ليخطب في الناس والحضور لا يتجاوزون أصابع اليد في غير المواسم، بل الأهالي يمنعون أبناءهم من التردد على تلك المجالس حتى (لا يتعقدوا من المعممين)! فما الذي حدث وأين مكمن الخلل وما هي المشكلة؟ لماذا بات الاحترام لرجل الدين المعمم مفقوداً في أوساط الأعم الأغلب من الناس؟ لمَ كرهوا زي علماء الدين وحديثهم ومنطقهم؟ فتارة يقولون بأن همّهم مصالحهم وجبي الأموال باسم (الخمس)؟ وتارة يقولون بأنهم أفراد لا صنعة لهم فامتهنوا مهنة رجل الدين وعاشوا عالة على المجتمع؟ وأخرى يقولون بأنهم أهل البحث عن (المتعة)؟ وهكذا تتوالى التهم واحدة تلو الأخرى.. ويبتعد المجتمع عن العلماء صالحهم وطالحهم، فما الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة يا ترى؟! هل هذه التهم صحيحة بحذافيرها؟ أم أن الأمر خلاف ذلك؟

ينبغي لنا بداية أن ندرك أن الوسط العلمائي هو كغيره من الأوساط، في الصالح والطالح، الحسن والرديء، المخلص وغير المخلص، الصادق والكاذب، وذلك أمر طبيعي إذ لا عصمة للبشر والمعممون منهم على أية حال. وإذا كان هناك بعض الممارسات الخاطئة فلا يحمل وزرها المجموع، أي لا يوجب ذلك النقمة على كل علماء الدين حيث (لا تزر وازرة وزر أخرى). غير أن هذه الحالة الطبيعية لا تمنعنا من قول الحقيقة سالكين في ذلك مسلك النقد الذاتي الإصلاحي.

إن الأمر ليس بفعل بعض الممارسات الخاطئة فحسب، بل هو يتعدى ذلك بكثير. إننا هنا نتحدث عن العمامة كرمز لا كملبس، فكيف سقطت هذه الرمزية في عيون المجتمع وما عوامل ذلك؟ لاشك بأن الإجابة على مثل هذا السؤال متشعبة كثيراً، لكننا لا يمكن أن نوجه أصابع الاتهام إلى مجرد بضع ممارسات من ذوي الضمائر الضعيفة ممن ارتدوا جلباب الدين وغرتهم الدنيا ببهرجها وزخرفها، لأن مثل تلك المماراسات كانت حاضرة على مختلف الأزمان، قديماً وحديثاً، فما التحول الذي طرأ الآن خصوصاً؟

إن هذا التحول مرده عوامل رئيسية غيرت كثيراً من المعادلات التي كانت تحكم الوسط العلمائي، من بينها العامل السياسي الذي تمثّل بقيام أول تجربة للحكم الإسلامي الإمامي في إيران وما رافق هذه التجربة من إخفاقات ولدت شعوراً بالإحباط والانتكاسة. ففي الوقت الذي كانت تتطلع فيه الشيعة إلى نموذج تكاملي مثالي يعزز من المكانة التاريخية للمدرسة الإمامية ويقدم صورة مشرقة لطبيعة توليها السلطة، جاءت الممارسات الخاطئة من قبيل اللجوء إلى العنف وسلب الحريات وإلغاء الآخر وحصر الشرعية في قطبية أحادية علاوة على قمع بعض المرجعيات المخالفة كما حدث لآيات الله الشريعتمداري والشيرازي والمنتظري، جاءت تلك الممارسات لتصب في قالب أوجد نفوراً من النموذج الإسلامي وردة فعل عكسية.

لقد شاهدنا ذلك بأم أعيينا في جولاتنا ولقاءاتنا، فتجد معمماً متخرجاً من هذه المدرسة السياسية يتقن فنون العمل السياسي ببراعة، لكنه يجهل أبسط المسائل الشرعية. لقد أصبحت العمامة وفق هذه المعادلة مجرد وسيلة للوصول إلى مناصب اتخاذ القرار، وذلك نابع من تلك المدرسة السياسية التي مارست أدوات كثيرة بغية تسييس أنظمة الحوزات العلمية، وهذا ما حدث فعلاً مع الأسف. لقد كان هذا الهاجس - أعني توظيف الدين في خدمة السياسة - ماثلاً في أذهان كثير من العقلاء إبان قيام هذا النموذج، وقد أثبتت التجربة أنه في محله، واليوم يلمس الجميع كيف ارتد الشارع الإيراني عن قيادة المعممين وفقد الثقة بهم، وكان من نتاج ذلك أن نفر الشارع من الدين بشكل عام وبدأنا نلاحظ كيف تخرج الفتيات كاشفات أكثر من نصف رؤوسهن وهن يرتدين بعض النظارات المثيرة وبنطال (الجينز) - وإن سترنه بعباءة تظهر منه أكثر مما تخفي - خلف شباب (متأمرك) على الدراجات النارية في الشوارع والأزقة، بل وقرب المراقد المقدسة هناك. إن هذه الجموع الشعبية التي كانت محور قيام النظام الإسلامي انقلبت اليوم عليه، لأنها لم تر فيها ما كانت تتأمله. هذا مثال باختصار عن العامل السياسي.




من مواضيع : أبو حيدر11 0 صور مميزة للمرجع السيد محمد الشيرازي (قده)
0 صور تطبير يوم العاشر من محرم / المنامة - البحرين 2012
0 :: صور وتواقيع عن أبو الفضل العباس عليه السلام ::
0 تصاميم وفواصل مولد السيد فاطمة الزهراء عليها السلام
0 صور وتصاميم عن ظلامة الإمام الحسن عليه السلام
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تغطية خاصة احداث ثورة الغضب في البحرين 14 فبراير .. متجدد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:04 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية