حين تعصف الريح ولا يبقى شراعٌ يقاوم وتختل
أجنحة السفينة فليعلم من يعتلي هامتها أن أجراس الخطر قد دقت .....
وحين تكون القوة هي المنطق ... ويكون الحديث فقط لطيور الأباتشي ...
فتغتال أوطان وتلغى حدود فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت .....
وحين يصبح السفيه قائد .... والجاهل عالم .... والسقا أمير ....
فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت
وحين يتلهم الكذب الحقائق .... وتموت من سم العقارب الدقائق ...
فيصبح الزمن بلا قيمة ... والحياة بلا هدف ... فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت .....
وحين يختلط الماء بالحبر ... ويصبح لا فرق بين علم الفلك والجبر ...
وتقفز المعاني فوق المعاني ... فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين يصبح القاتل رهباناً ... واللص فارساً .... والأرنب أسداً .....
فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت .....
وحين يصبح الضياع طريقاً ... والمذلة عزة ....
والإهانة كرامة .... فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين يصبح الحب مادة .... والجسد سلعه ....
والعقل ذاكرة تدوين .... والإحساس يتآكل ويذوب ... فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين تصبح الجرائد نفقاً للملوك .... وأصبح غصب المال جود ..
والشبكة العنكبوتيه خمارة الباب العشرين في بلاد العرب فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين تصرخ الدمعه .... وتتبخر الآه .... وتتجمد النبضات وتعلب ....
فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين تسكن الأفاعي أعشاش العصافير ....
ويصبح وجه النعجة والذئب واحداً ...
وأصبح من الصعب تحديد الصياد من الفريسه ...
وتختلط لديك المفاهيم ... فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ......
وحين تصبح المهزلة فناً .... والقيمة بلا اسعار في بورصة التعفن ...
فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين يضيع القلم من الكاتب .... ويصبح الصدق في داخله يعاني ويكابد ....
فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....
وحين تصبح الرذيلة مكرمة ..... والحياء حوافر لمخلوقٌ منقرض ....
والفجور في وسط المنصة ... فاعلم أن أجراس الخطر قد دقت ....