لست أميل كثيرا لاستخدام مصطلح "المذهب الجعفري" أو حتى"المذهب الشيعي" أو "مذهب أهل البيت"، إن هذا المصطلح خاطئ من الناحية الشرعية والعلمية في آن، فكلمة (مذهب) معناها بالأساس ما يذهب إليه المرء في اجتهاداته وآرائه الفقهية، وهذا لا ينطبق على أهل البيت عليهم الصلاة والسلام فإن ما كان يجري على ألسنتهم الشريفة لم يكن اجتهادا منهم، بل تبليغا عن الله جل جلاله كونهم أئمة معصومين. ومضافا إلى ذلك فإن كلمة (مذهب) تعطي دلالة على إمكان احتمال الخطأ في بعض ما يذهب إليه فلان من اجتهادات، وهذا باطل بالنسبة للأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام إذ لا يجوز نسبة الخطأ إليهم.
وإذا تتبعنا تراثنا الروائي، لما وجدنا لهذه المفردة أثرا في نصوص المعصومين عليهم السلام على الإطلاق. ولهذا يتوجب أن نبتعد عن هذا التعبير وأن نتحاشى استخدام هذا المصطلح، وأن نحل محله مصطلحات سليمة مثل: عقيدة أهل البيت أو العقيدة الشيعية. كما أن تخصيص النسبة إلى الإمام الصادق صلوات الله عليه فيه كثير من التجني، إذ ليس من دليل شرعي يقودنا إلى الفصل حتى على مستوى التعبير بين الإمام وسائر المعصومين صلوات الله عليهم، وعندما نقول: "مذهب الإمام الصادق" فكأننا نقول أيضا: "مذهب رسول الله" لأن الصادق هو المصطفى من ناحية التشريع، لا فرق بينهما كما لا فرق بين المعصومين جميعا (عليهم السلام) من هذه الناحية إطلاقا. فهل أن لرسول الله مذهب؟! بالطبع لا.. فكيف أصبح للصادق – الإمام المعيّن من الله – مذهب أيضا والحال أن ما عدا أحكامه باطل قطعا؟!
في الواقع إن نشأة هذا المصطلح "المذهب الجعفري" كانت على يد المخالفين وبعض من حاولوا إدراج أهل التشيع والولاية في عداد أهل المذاهب العامية الأخرى لشعورهم بالنقص المتزايد وفقدان الشرعية! وهذا الأمر يزيد من الحاجة إلى تحاشيه.