تجاوزت شهرة أسطورة "شمهروش" ملك الجن في الموروث الشعبي المغربي البلاد، وانتشرت في الشمال الإفريقي، حيث ذاع صيته بأنه "قاضي الجان ورئيس أعلى هيئة قضائية لهم والقادر أيضا على شفاء الأمراض".
و"شمهورش" ضريح عبارة عن قبة غير نظامية تقع وسط جبال الأطلسي في المغرب تحيط بها أسراب من الغربان "المسكونة بالأرواح" بحسب ما يعتقده القائمون على المكان.
يعتقد كل من يزور ضريح "سيدي شمهورش" أن هذا المكان بمثابة "محكمة للجن تفض فيها النزاعات بين الإنس والجن، ويقتض من الظالم وكل يأخذ حقه".
كما يعتقدون أن هذا الضريح هو "أعلى سلطة للجن، والتي يتقدمها "شمهروش" الذي هو بمثابة ملك الجن بحسب الموروث الشعبي المغربي.
ويقول الحاج عبد القادر أحد المروجين لهذه الأسطورة في تقرير خاص لبرنامج "MBC في أسبوع" الخميس 30 يوليو/تموز "إن شمهروش ليس إنسا، وإنما هو جن، وقصة هذا المقام أنه كان يتعبد فيه لا أقل ولا أكثر".
وتقول الأسطورة "إنه عندما لا تفيد الطقوس الاحتفالية ولا القرابين في تهدئة الجان وإخراجه من مساكنه الآدمية فإن الحل الوحيد هو عقد محاكمة للجن".
مقاضاة جني
واستقبل الحاج إبراهيم الحارس الشخصي للضريح وحاجب المحكمة العليا للجن مراسل MBC في المغرب محمد العرب لحضور إحدى المحاكمات، حيث كانت تقاضي امرأة مغربية تدعى "المولدية رشيد" في نهاية عقد الرابع من العمر جنا من دولة إفريقية احتل جسدها كما تزعم.
وتقول المولدية "إنني مسكونة بجميع الأنواع من الجن، ولكن من السود، وأسمع منهم أصواتا حتى أن ابنتي الصغيرة لم تستطع أن تعيش معي".
ويقول الحاج عربي أحد حراس المقام "إن سيدي شمهروش جن حي ليس ميتا". وعن محكمته يقول "كما أن هناك محكمة للإنس فهناك أيضا محكمة للجن. والمحكمة تكون ظاهرة حيث يظهر رعد وبرق".
جميع الذين يحضرون لهذا المكان سواء لطلب الشفاء أو لمحاكمة الجان يؤكدون أن هذا الضريح هو لملك الجان، ويزعم الناس أن هناك المزيد من المقامات لملوك آخرين من الجن، فبجوار هذا الضريح يوجد عدد من المقامات لأسماء جن آخرين مثل "سيدي ميمون" و"باشا حمو" و"اللا.. لا عيشة"، وتشتهر الأخيرة بأنها ابنة ملك الجان.