بادئ ذي بدءلابد لنا من أن نُشيد بأهمية تخصيص جائزةالسلام التي تمنح للأفراد الذين يعملون على نشر السلام في مختلف بقاع الارض . كجائزةنوبل وجائزة حزب الفينسترا الدنماركي للسلام.
ولكن دعونانتسائل هنا , هل ساهم جميع الفائزون بهذه الجوائز فعلياً في تثبيت دعائم السلام ؟وهل يجب ان نعتبر هذه الجوائز حصانة دبلوماسية للفائز بحيث لايجوز لنا كنقٌاد انننتقده لان الفائز أصبح مقدس ومثالي لدى البعض؟
منذ مدة بسيطةكتبت مقالة بعنوان "لارسائل للسفاح بشار الاسد" انتقدت فيها الموقفالسلبي للشاعر السوري ادونيس من انتفاضة إخوته ضد نظام بشار الاسد. وقد وجهت لي انتقاداتلاذعة من البعض لانتقادي رسالة الشاعر ادونيس ,على اساس انه حائز على جوائز عالميةولايمكن ان ننتقد كتاباته.
دعونا فيالبداية نلقي نظرة على بعض الفائزين بجائزة نوبل للسلام .
ففي عام 2009قُدمت جائزة نوبل للسلام للرئيس الامريكي باراك اوباما تكريما لجهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدوليةوالتعاون بين الشعوب. بدون أدنى شك ان مساعي باراك اوباما الدبلوماسية يمكن اعتبارهاافضل أنواع الدبلوماسية المعاصرة . ففي الوقت الذي كان يصرح فيه للاعلام بتضامنه مع احتجاجات الشبابالعربي ومطالبتهم بالديمقراطية وباسقاط الانظمة العربية القمعية كان اوباما في نفسالوقت على اتصال مستمر مع هذه الانظمة القمعية في محاولة لمنعهم من السقوط حتى اخرلحظة. كما انه مُنح جائزة نوبل للسلام علىاساس انه يسعى الى تخفيض عدد المفاعلات النووية في العالم .وعلى مايبدوا انه نجحايضا في مساعيه هنا حيث نجد ان اليابان على الرغم من الكارثة البيئية الاشعاعية التيلحقت بها بعد انفجار عدد من المفاعلاتالنووية في كوفو شيما نتيجة لاعصار تسونامي والزلازل والتي هي في الواقع ظواهرطبيعية مآلوفة في اليابان ومع هذا مازالت اليابان تعلق آمالا كبيرة على بناء 23مفاعلا نووي جديد.
وفي عام 1994حصل على جائزة نوبل للسلام كلا من ياسر عرفات رئيس الحكومة الفلسطينية ورئيس منظمةالتحرير الفلسطينية فتح وشمعون بيريز وزيرخارجية اسرائيل واسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل وذلك لجهوهم في تحقيق السلام فيالشرق الاوسط .وواضح جدا بانهم قد حققوا السلام في الشرق الاوسط ولاتوجد ايةمواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتوقفت إسرائيل عن بناء مستوطنات جديدة لهافي الاراضي الفلسطينية.
أما جائزة السلام لحزب الفينسترا الدنماركي فقدمنحت للصومالية الهولندية أيان حرسي علي عام 2004 على جهودها للدفاع عن حقوق المرأةالمسلمة وحرية التعبير.
قبل احداث 11سبتمبر لم تكن آيان حرسي سوى مواطنة اجنبية عادية تعيش في هولندا ولكن بعد احداث 11سبتمبر قامت باعلان حربها ضد الاسلام وتعاونت مع المخرج الهولندي ثيو فان كوخ فيانتاج فيلم الفتنة او الخضوع عام 2004وعلى اثره اغتيل المخرج الهولندي ثيو فان كوخمن قبل محمد بويري عام 2004 ومنذ تلك اللحظة اشتهرت آيان اعلاميا في الصحف والمجلات وكانت تدعى في كل برنامج لهعلاقة بالاسلام والارهاب وبدات تقوم برحلاتها الدورية الثابتة في الدول الاوروبيةلالقاء ندوات حول اضطهاد الاسلام للمرأة وعلاقته بالارهاب وبعد شهرتها اصبح لهاحماية خاصة على مدى 24 ساعة.
ولكنها لمتحسب حساب يوم الحساب عندما كشفت حقيقة قصتها التي قدمتها للحكومة الهولندية عندماطلبت اللجوء لديهم .
ففي عام 2006تم طردها من البرلمان الهولندي على اثر اكتشاف الحكومة الهولندية حقيقة قصة أيانحرسي علي ولهذا غادرت هولندا لتعيش في الولايات المتحدة.
إن الدعوة الحقيقية الى السلام تعني احترام كل الفئات المختلفة عقائديا ودينياوحضاريا وفكريا دون تحقيرهم والاعتداء عليهم او فرض قوانين ضد رغباتهم .فهل ساهم هؤلاءفعليا بهذه الانجازات؟.
واخيراٌ لنعودللشاعر السوري أدونيس وانجازاته في تثبيت دعائم السلام . فتقديرا لجهوده في الدفاععن الديمقراطية والفكر العلماني فقد منح جائزة غوتة الالمانية وقدرها 25 الف يورور($70,320) فيتاريخ 25 ايار مايو لهذا العام على اعتباره افضل شاعر عربي دافع عن الديمقراطيةوالعلمانية في الشرق الاوسط . وبالمناسبة يعتبر الشاعر ادونيس اكثر شاعر عربي هاجمالتاريخ الإسلامي والدين والأخلاق والخالق , ويبدوا ان هذا النوع من الكتاباتيساهم في نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط حسب رؤية هذه اللجنة الالمانية. فعلى الرغم من ان ادونيس اكد بان الشعب السوري لايمكنه فهمالديمقراطية ولايمكنه تحقيقها الا انه يعتبر افضل من ساهم في نشر الديمقراطية حسبتقسسم هذه اللجنة الالمانية . وسؤالي لهذه اللجنة لو انها قرات رسالة الشاعرادونيس لبشار الاسد فهل كانت ستمنحه الجائزة وماهي حجتها في ذلك؟