|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 66526
|
الإنتساب : Jun 2011
|
المشاركات : 68
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
هل يجب ان نعاقب اميركا لنرضي دول الجوار
بتاريخ : 05-07-2011 الساعة : 07:43 PM
ما حدث في العراق من دخول قوات اجنبية الى اراضيه واعلانها عزمها على خلع الرئيس السابق صدام حسين وما رافق ذلك الوضع من اشكالات قانونية تمثلت بعدم اعطاء الاذن لاميركا ولقواتها من قبل الامم المتحدة واصرار القوات الاميركية على الدخول ومن ثم ما حدث من اخطاء ارتكبت وفوضى عمت ارجاء البلد ومشاكل تشكيل مجلس الحكم ومن ثم كتابة الدستور وتحالف البعثيين مع القاعدة والفتنة التي كادوا ان يشعلوها في البلد لولا لطف الله عزوجل لهي من الامور التي اخذت وقتا وجهدا كبيرا من النقاش والحوار وفي كل القطاعات الاعلامية والمؤتمرات الحزبية والصحف والقنوات الفضائية ورغم مرور فترة ليست بالقصيرة على الحدث ورغم تغير ظروف البلد نحو الافضل الا اننا ما نزال نستمع الى نفس الاصوات التي كانت ترفض تدخل القوات الاميركية في البلد فقبل التحرير كانت هناك اصوات كثيرة لم تعطي الضوء الاخضر لدخول القوات الاميركية الى العراق واغلب هذه الاصوات كانت مسيسة او مدعومة من حكومات بلدان الجوار او حكومة البعث والقليل منها كان ينظر للحدث من منظار خمسينيات القرن المنصرم , معلوم لدى الجميع ما كان يشكله حكم البعث وصدام في العراق من خطر وازعاج واذى لكل دول الجوار هذا فضلا عن الحاقه الاذى بشعبه , الا ان ذلك لم يمنع حكومات تلك البلدان من رفض اسقاطه على يد القوات المسلحة الاميركية والسبب كان متفاوتا ففي حين ترى دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية واغلب حكومات البلدان العربية مثل مصر وليبيا ان اسقاط الحكم البعثي والدعوة الى نظام ديمقراطي انتخابي هو فرصة غير محببة لاستحواذ طائفة معينة على مقاليد الحكم وهو ما يشكل فرصة لتعزيز نفوذ ايران في العراق كانت ايران تنظر الى الخطر من اقتراب عدوها اللدود اميركا من حدودها وخوفها من ان تصنع اميركا نظامها الخاص الشبيه بنظام الشاه في العراق , اما وجهة النظر الاخرى الغير مرحبة باسقاط النظام البعثي فكانت اما نظرة على اساس ديني يحرم التعاون والتعامل مع غير المسلمين او نظرة مبنية على افكار سياسية عتيقة لم تتفاعل في دواخلها التغيرات الحاصلة في العالم , وكل اولئك كانوا بعيدين عن ما يراه الشعب العراقي من فرصة وامل يحاول التشبث فيها للخلاص من طاغية مكروه ونظام متجبر اعتدى على كل القوانين والنواميس والاديان , وهذا ما حدث بعد سقوط النظام حين عمت الفرحة والبهجة جميع ارجاء العراق , وبدأ البلد رحلة جديدة وارتدى حلة جديدة مغايرة ومختلفة عما يرتديه معظم جيرانه , وراحت الالات الاعلامية المسيسة تروج وتدعو لاخراج المحتل خوفا من ان يحدث ما يخشونه وما تحدثنا به سابقا , ولو اننا اردنا ان نحاور اطروحاتهم فسنجدها كالاتي
الاطروحة الدينية:
وهي تعتمد في اصلها على احزاب مرتبطة في معظمها بدول الجوار العراقي ,وغير خاضعة للمرجعيات, فالاحزاب السنية ترتبط بالدول السنية المحيطة بالعراق , وكذلك القوى الشيعية التي تدعو لاخراج المحتل مرتبطة بايران , ورغم تقاتلها فيما بينها في فترة ما , الا انها تجتمع على ضرورة اخراج المحتل , ولا يخفى على مطلع ان اخراج المحتل سيتيح فرصا اكبر واكثر لعمل هذا الاحزاب ويتيح لها الحرية لضرب المشروع الديمقراطي واستبداله بمشروع ديني راديكالي متزمت .
الاطروحة الاقتصادية
وهولاء يدعون ان اميركا لم تاتي للعراق حبا بالحرية ولا حبا بابناءه وانما اتوا لكي يسلبوا اموال العراق وثرواته وان الاميركان مجرد لصوص , واغلبهم ما زال يفكر بعقلية الزمن الاستعماري متناسيا ان العالم تغير وان القوى الرأسمالية تحولت منذ ما يقرب النصف قرن من الاقتصاد الرأسمالي الى الاقتصاد الامبيريالي وتعده بفترة ليست بقصيرة وها نحن نعيش مرحلة متقدمة منه والتي تسمى بالعولمة , هولاء يتناسون ان البلد وصل الى مرحلة الانهاك الاقتصادي نتيجة الحروب والحصار الطويل وان البلد كان مدينا بما يقرب 150 مليار دولار اسقط معظمها بمساعدة الولاة المتحدة الاميركية ونفوذها , ويتناسون الفرق الشاسع في الحالة المعيشية للعراق قبل دخول القوات الاميركية وبعد دخولها , ويتناسون ان كل ما يملكه البلد هو عوائد صادراته من النفط والتي تذهب معظمها كرواتب واجور فمن ويتناسون الارقام المهولة التي صرفتها اميركا لتحقيق الامن في البلد ومساعدة الحكومة العراقية من الثبات واقامة النظام الديمقراطي في البلد.
الاطروحة السياسية
وهولاء في معظمهم لا يملكون رأي ثابت او مستقر فهم يغيرون ارائهم وافكارهم كل فترة , وكلما طرحوا فكرة او نظرية واثبت الزمن خطئها اتوا بنظرية اخرى , فمنهم من يقول ان القوات الاميركية احتلت العراق لكي تكون على مقربة من الحدود الايرانية وكان ايران لا تملك حدودا الا مع العراق متناسين ان ايران بلد واسع الحدود ويملك حدودا حتى مع روسيا من شماله وهو يطل على طول الخليج وتواجد القوات الاميركية في الخليج كان قبل دخول قواتها للعراق بما يقرب من عشرين سنة او اكثر , ومنهم من يدعي ان القوات الاميركية تريد انشاء قواعد ثابتة لضرب العالم الشيوعي متناسين ان الحرب الباردة انتهت منذ زمن ليس بالقصير وان ما يسمى العالم الشيوعي فقد قدرته على مواجهة الالة العسكرية الاميركية منذ فترة التسعينات وانهيار الاتحاد السوفيتي وانظمام بعض البلدان التي كانت تقبع تحت حكم الشيوعية الى حلف الناتو , ومنهم من يدعي ان اميركا تحاول السيطرة على منابع النفط متناسيا ان معطم منابع النفط في العالم تحت سيطرة اميركا وان النظام السابق كان سيعطيهم ما يرغبون بمجرد موافقة الاميركان على بقائه في السلطة وان ذلك كان سيجنبهم الكثير من الخسائر المادية والبشرية,.
الخلاصة هل علينا ان نقاتل اميركا لاننا فقط لا نفهم سبب مجيئها ودخولها الى العراق , رغم اننا موقنون ومتفقون جميعا انها بدخولها للعراق واسقاطها للنظام فقد قدمت خدمة جليلة وفرصة ذهبية للبلد الذي كان يموت جوعا وهجره ابناءه , وماذا لو تسألنا ماالذي سيحدث بعد خروج الاميركان , هل بامكان القوات العراقية بما تملك من قوات واسلحة المحافظة على حدود البلد ومكتسبات الديمقراطية التي تحققت بدماء ابناء البلد وصبرهم , ماذا لو اننا عقدنا اتفاقيات مع الولايات المتحدة تظمن امن دول الجوار وامننا وتخلصنا من اعتداءات جيراننا واطماعهم واتحجر عقولهم , هل البلد في حالة استقرار امني مستتب وكبير واستقرار اقتصادي واستقرار سياسي بحيث اننا يمكننا ان نطمئن كشعب ان اخرجنا القوات الاميركية ان لا يعود القتال بين الاخوة وحدوث حرب اهلية لا سامح الله ,كل هذه تساؤلات ليس الا اطرحها على عقول من يدعو لاخراج الاحتلال ..والله من وراء القصد
صفاء آل حسيني
|
|
|
|
|