مقال مترجم عن التايمز البريطانية حول اللاعبين المحتجزين
lتعرَّض لاعبو كرة قدم بحرينيون من بينهم نجوم في المنتخب الوطني البحريني إلى التعذيب أثناء احتجازهم، وذلك في خضم حملة القمع التي شُنَّت على المتظاهرين المناوئين للحكومة، وذلك طبقاً لما علمت به صحيفة التايمز.
الشهادة التي أُعطِيَت لصحيفة التايمز تناقض بشكل مباشر التأكيدات التي أُعطِيَت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بواسطة الإتحاد البحريني لكرة القدم والتي تقول بأنه لا يوجد لاعبون تمَّ إيقافهم أو إساءة معاملتهم.
في الحقيقة؛ يقول أصدقاء وأقارب لعدد من اللاعبين بأن هؤلاء تعرَّضوا للضرب في السجن بعد اعتقالهم إثر دورهم في مسيرة مناهضة لعائلة آل خليفة الحاكمة في شهر مارس الماضي، أما الرياضيون الآخرون فقد تم إخضاعهم لجلسات استجوابٍ طويلة كما تعرضوا لممارسات تهدف لإذلالهم في السجن.
من بين هؤلاء الضحايا المهاجم علاء حبيل وأخوه محمد وحارس المرمى علي سعيد، وهم كلهم يلعبون ضمن المنتخب البحريني لكرة القدم.
الأخوان حبيل الذان كانا جالسان في أحد المراكز المجتمعية في قرية سترة الشيعية التي تقع قرب العاصمة المنامة كانا خائفين جداً أن يتكلما حول المعاملة التي لقياها في السجن وقالا فقط بأنهما لم يعرفا إذا كان سيسمح لهما بلعب كرة القدم مرة أخرى أم لا. كانت رؤوس الأخوين محلوقة، وكان لدى محمد كدمات في قدميه.
أصدقاء وأقارب اللاعبين قالوا بأنهما هٌدِّدُوا بالاعتداء عليهما إذا تحدثا عمَّا لاقوه في السجن، ولكن هؤلاء -الأصدقاء والأقارب- قاموا بإعطاء التفاصيل حول ما عرفوه عن معاملة اللاعبين في السجن. أحد الأقرباء المقرَّبين قال رافضاً ذكر اسمه: "الأسبوعان الأولان الذان جاءا بعد اعتقالهما كانا الأسوء حيث تعرضا للضرب طوال الوقت. لا زال لديهما علامات في جسميهما".
البحرينيون لديهم هوس بكرة القدم وهم يحبَّون لاعبيهم بشدة جنباً إلى جنب مع النجوم العالميين للعبة. علاء حبيل لعب دوراً محورياً في أفضل عرض قدمه منتخب البحرين في بطولة دولية عندما حصل الفريق على المركز الرابع في بطولة كأس أمم آسيا لعام 2004، إذ حصل في البطولة على لقب الهدَّاف برصيد 5 أهداف.
عندما مثل الأخوان أمام المحكمة توجَّه إليهما ضباط عسكريون في الزي الرسمي لمصافحتهما، وطلب منهما البعض الحصول على تواقيع. أحد أصدقاء اللاعبين قال حول ذلك: "الرجال الذين كانوا يضربونهما لم يكونوا بحرينيون. هُم لم يهتموا من هُما .. هذان اللاعبان محبوبان من قبل الناس سنَّةً وشيعة. أنت شخص بريطاني؛ تخيل أن ديفيد بيكهام يُعتقَل ويُعذَّب .. هذا مستحيل".
وكانت الحكومة البحرينية قد أرسلت في شهر مارس القوات لسحق الاحتجاجات التي قادها الشيعة، إذ لقي إثنان وثلاثون شخصاً على الأقل مصرعهم واعتُقِلَ في خلال حملة القمع المئات معظمهم من الشيعة. الأخوان حبيل تعرضا للاعتقال بينما كانا يتدربان في ناديهما وهو النادي الأهلي في الخامس من شهر أبريل، وذلك بعد يومٍ من بث تلفزيون البحرين الذي يعد لسان حال النظام السني لتقريرٍ يهدف إلى تحديد أسماء الرياضيين الذين لعبوا دوراً في الاحتجاجات وتعييبهم.
ومع إعلان حالة الأحكام العرفية من شهر مارس إلى شهر يونيو الماضي؛ تم إزاحة الإتحاد البحريني لكرة القدم جانباً، فبدلاً عنه تم إنشاء لجنة حكومية برئاسة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لاجتثاث الأشخاص الذين لعبوا دوراً في الاحتجاجات، إذ تم إيقاف أكثر من مائة وخمسين رياضياً وحكماً ومسؤولاً جميعهم من الشيعة.
في شهر يونيو الماضي تلقَّى محمد حبيل حكماً بالسجن لمدة سنتين من قبل محكمة عسكرية أُنشِأَت لمحاكمة الأشخاص الذين كان لهم دور في الاضطرابات التي وقعت. وفي ردَّة فعله حول الحكم الصادر؛ كتب الشيخ ناصر على موقع تويتر: "لو كان الأمر بيدي لي لحكمتُ عليهم بالسجن مدى الحياة"، ومنذ ذلك الحين تم حذف هذه التغريدة من الموقع.
هذا الحكم بالسجن دفع الإتحاد الدولي لكرة القدم إلى طلب تفاصيل حول احتجاز حبيل؛ وذلك ليحدد ما إذا كانت الحكومة قد خرقت القوانين العالمية التي تفصل ما بين السياسة والرياضة أم لا.
الفيفا قال في هذا الأسبوع أن الإتحاد البحريني لكرة القدم أكَّد على أنه لم يتم معاقبة أي لاعبين أثناء الاضطرابات. متحدِّثٌ باسم الفيفا قال أمس -الخميس- في تصريحٍ له: "اتصلنا بالاتحاد البحريني وهم أكدوا أنه لم يتم إيقاف أو معاقبة أي لاعب بأي شكل من الأشكال". على أية حال الإتحاد البحريني رفض أن يقول عما إذا كان سيحقق في ادعاءات التعذيب الجديدة أم لا.
أي تحقيق يقوم به الفيفا حول هذا الموضوع من الممكن أن يلحق الضرر بطموحات الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، حيث برز الأمير بوصفه الأوفر حظاً لخلافة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي يتم التحقيق معه إثر ادعاءات تقول بأنه قدم رشاوى إلى مسؤولين أثناء حملته للإطاحة برئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر.
السلطات قامت منتبهةً ربما إلى خطر التحقيق بالإفراج عن الأخوين حبيل وحارس المرمى علي سعيد بكفالة في الأسبوع الماضي.
السلطات الرياضية في البحرين رفضت التعليق حول مزاعم التعذيب يوم أمس، ولكن المسؤولون الحكوميون أصروا بأن الرياضيين متهمون بالقيام بأعمال إجرامية، إذ يقول الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية حول ذلك: "يبدو أن هناك وجهة نظر تقول بأن لاعبي كرة القدم أو الأطباء هم فوق القانون. إذا كانت هناك قضية ضدهم فلا يهم من هم أو ما هي مهنتهم".
وبعد الاتهامات التي وُجِّهَت للنظام البحريني بأنه كان يقوم بمحاكمات صورية، ومع ادعاءات حدوث التعذيب؛ تم وقف العمل بالمحاكم العسكرية في الشهر الماضي وفقاً لأوامر الملك، وسيتم إحالة كل القضايا إلى محكمة مدنية، كما تم تعيين لجنة حقوقية مستقلة للتحقيق حول الانتهاكات المزعومة.
منقول