رواية: وارتداد أكثر الشيعة عن دينهم !!! دفعاً لما يتوهم ( البحث فيها سندا ودلالة )
بتاريخ : 15-07-2011 الساعة : 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أيامكم جميعاً بذكرى ميلاد صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه
بهذه المناسبة السارة أردتُ الوقوف على رواية جليلة شريفة ، رواها شيخ الطائفة الطوسي ( أعلى الله مقامه ) وشيخ المحدثين الصدوق ( قدس سره ) عن إمامنا الصادق ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ونص الرواية :
(( عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر ، وأبو بصير ، وأبان بن تغلب على مولانا أبى عبد الله الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب ، مقصر الكمين ، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ، ذات الكبد الحري ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغيير في عارضيه ، وأبلى الدموج محجريه وهو يقول : سيدي غيبتك نفت رقادي ، وضيقت علي مهادي ، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد ، فما أحس بدمعة ترقى من عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها ، وبواقي أشدها وأنكرها ونوائب مخلوطة بغضبك ، ونوازل معجونة بسخطك .
قال سدير : فاستطارت عقولنا ولها ، وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل ، والحادث الغائل، وظننا أنه سمت لمكروهة قارعة، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك ؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ .
قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد عنها خوفه ، و قال : ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده عليهم السلام ، وتأملت منه مولد غائبنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره : " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " - يعني الولاية - فأخذتني الرقة ، واستولت علي الأحزان فقلنا : يا ابن رسول الله كرمنا وفضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك ....إلخ ))
وتأسياً بأعلامنا ( رضوان الله تعالى عليهم ) والإستنان بسنّة فقهاء الحوزة العلمية ( أدامها الله للمؤمنين والمؤمنات ) فإننا نبحث المسألة من جهتين :
الأولى ـ الجهة السندية .
الثانية ـ الجهة الدلالية .
وقد أحزنني فعلاً قيام بعض المتحمسين المبتدئين المستأنسين بالمكتبات الإلكترونية برد الرواية لشبهة حصلت عنده ( علتها فقدان ضابطة البحث العلمي ) .
فنقول ومن صاحب العصر نستمد التوفيق :
الجهة الأولى من البحث :
فإنه من الواضح ضعف إسناد الروايتين ، في الغيبة للشيخ ، وفي كمال الدين للصدوق ، ولـكن من الجهل ردّ هذه الرواية وأمثالها لمجرّد ضعف الإسناد ، لثلاث نكات :
الأولى ـ أننا لسنا في مقام البحث الفقهي ، والبحث في حجية الخبر من حيث المعيار السندي هو ما ينصب البحث عليه فقهياً ،وفي هذه الرواية الشريفة لا نريد استنباط حكم فقهي .
الثانية ـ أن هذه الرواية الشريفة اشتملت على جملة من المطالب العقديّة ، ومن الواضح أن الروايات المشتملة على تلك المطالب لا يُنظر إلى سندها للوهلة الأولى ، بل يُنظر إلى القرائن التي لو جمعت واحتفت بالرواية لحصل الإطمينان النوعي ( عند الفقيه أو الباحث ) بصدورها عن المعصوم ، ومثل هذه الرواية اشتملت على مثل هذه المطالب .
الثالثة ـ إن الشيخ ( أعلى الله مقامه ) أدرج هذه الرواية الشريفة تحت بابٍ شريف سمّاه (( دليل آخر على أن إمامة صاحب الأمر عليه السلام من جهة أخبار الأئمة السابقة عليه بغيبته وصفة غيبته وحوادث زمان غيبته )) ، وكذلك الصدوق بنفس المضمون فقد أدرجها تحت باب عنونه بـ (( الباب الثالث والثلاثون ما أخبر به الصادق عليه السلام من وقوع الغيبة )).
بل إن شيخ الطائفة له كلامٌ جليل قبل ان يسرد الروايات في ذلك الأمر حيث قال قدس الله نفسه الزكية : (( ويدل أيضا على إمامة ابن الحسن عليه السلام وصحة غيبته ما ظهر وانتشر من الاخبار الشائعة الذائعة عن آبائه عليهم السلام قبل هذه الأوقات بزمان طويل من أن لصاحب هذا الامر غيبة ، وصفة غيبته وما يجري فيه من الاختلاف ، ويحدث فيها من الحوادث ، وأنه يكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخرى ، وأن الأولى يعرف فيها خبره ، والثانية لا يعرف فيها أخباره فوافق ذلك على ما تضمنته الاخبار . ولولا صحتها وصحة إمامته لما وافق ذلك ، لان ذلك لا يكون إلا بإعلام الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه أيضا طريقة معتمدة اعتمدها الشيوخ قديما . ونحن نذكر من الاخبار التي تضمن ذلك طرفا ليعلم صحة ما قلناه ، لان استيفاء جميع ما روي في هذا المعنى يطول ، وهو موجود في كتب الاخبار ، من أراده وقف عليه من هناك . ))ثم أدرج جملة من الروايات من ضمنها الرواية الشريفة التي نحن في صدد البحث فيها.
وهنا لابد من تسليط الضوء على كلامه ( رضي الله عنه وأرضاه ) وبعد التأمّل فيه نقول :
ـ أن الأخبار في وصف الغيبة ، ووصف ما يجري فيها ، ووصف حال الناس فيها ، بل أصل الغيبة ، من الأخبار الشائعة الكثيرة التي لا يُمكن أن تُحصى .
ـ أن كثرة الأخبار في هذا الصدد تُغني عن البحث في إسنادها ، بل إن فقهاء الطائفية ومحققيها صرّحوا بتواترها ، ومنهم الشيخ الطوسي في كتابه وغيره من أساطين الملّة .
فخلاصة هذه الجهة : أن هذه الرواية الشريفة وإن كانت ضعيفة الإسناد ، إلا أننا لسنا بصدد استنباط حكم شرعي فقهي منها حتى يكون هذا لحاظنا الوحيد فيها ، بل إنها محتفة بالقرائن التي تورث الإطمينان بصدورها ، وتارة تكون هذه القرائن كثرة الروايات الواردة في وصف الغيبة وأحوالها ( وهي متواترة ) وأخرى تكون المضامين العالية والمطالب العقدية الشريفة التي اشتملت عليها الرواية المباركة .
وعليه فتضعيفها حرفة العاجز .
الجهة الثانية من البحث :
أقول طالباً التسديد من سلطان الوجود أرواحنا فداه : هاهنا عدة مطالب :
الأول ـ إن المطالب التي حوتها الرواية موجودة في روايات أخرى إما متواترة أو صحيحة أو موثوقة ، وتتبع ذلك ثم وضع تلك الروايات يتطلّب منا وقتاً لعلنا نوفق ( ببركة ولي الله ودعائه ) له مستقبلاً إن شاء الله تعالى .
الثاني ـ إنه لا محذور عقلي ولا شرعي ولا عرفي من قبول ما جاء في هذه الرواية الشريفة .
فإنها لا تتعارض مع أصول الإعتقاد التي ثبتت من طريق العقل القطعي وكذا النقل القطعي .
ولا تتعارض مع الأحكام الشرعية الفقهية الضرورية عند أعلام الطائفة المحقة .
والعُرف إن كان متشرعيّاً فإنه لا يحيل مضامينها ولا يقول بقبحها ( والعياذ بالله ) ، بل ولا العرف العقلائي ، ومن ادّعى غير ذلك فدون إثبات مدعاه خرط القتاد .
الثالث ـ وهي العبارة التي يشمئز منها البعض : (( وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم )) . وهنا نريد أن نقف وقفة بشيء من التفصيل ،، فنبحثها في بحث مستقل بإذن الله تعالى بعيداً عن المطالب المذكورة .
قوله عليه السلام : (( وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم )) .
ملاحظة : دأبي هو تقسيم البحث إلى نقاط ومطالب وجهات ، حتى يسهل على الباحث أو القارئ الكريم معرفتها والوقوف عليها ، بل حتى إذا أراد أن يُناقشها ناقشها بطريقة منظّمة وبترتيب جيّد حتى لا يضيع البحث .
الإشكال : هل تعتقدون بأن الشيعة أكثرهم سيرتدون عن الإسلام ؟!
ودفعه بنقاط:
الأولى ـ حيث تقدّم أنه لا محذور عقلي ولا شرعي ولا عرفي من قبول مضامين هذه الرواية ومن ضمنها هذا المقطع الشريف ، فلا العقل ولا الشرع ولا العرف يحيل ارتداد المنتسبين للتشيع عن الدين أو عن الولاية ( كما سيأتي في أحد الوجوه المحتملة ) .فهل يستطيع من يتبنى هذا الإشكال أن يقول : بلى هناك محاذير عقلية أو شرعية أو عرفية من قبول هذه الرواية ؟ إذا كان الجواب لا فإشكاله لغو ويرتفع ، وإن كان نعم فما هي ؟! أم أن دأب البعض إطلاق الإشكالات بلا دليل علمي يدعمها ويسندها ليقويها ؟! الثانية ـ أننا نرى في الواقع الخارجي تحقق هذا الأمر .. فيا ترى لمَ الإشمئزاز منه ؟! الثالثة ـ هل أن كل الشيعة من العلماء والأتقياء والأشداء في الدين والعقيدة حتى تشكل هذا الإشكال ؟!
الرابعة ـ وقد فات هذا المُشكل ( وأمثاله ) هدى الله الجميع للحق والهدى ، مطلباً علمياً دقيقاً ورد في هذه الرواية الشريفة ، فإنه لم يكملها ولم يقرأها بتدبر وتحقيق ، بل عمد إلى حرفة المبتدئين وهي الكلام في إسناد الرواية مباشرة ، وأمثال هؤلاء ( وما أكثرهم في الشبكات والفضائيات ) مستأنسون ببعض الكتب الموجودة في المكتبات الإلكترونية وبطريقة البحث فيها ، فتراهم يسرعون إلى هذه الأساليب غير العلمية ، هداهم الله وبصّرهم ونوّر قلوبهم بنور العلم والفهم .
وهذا المطلب حاصله :
قوله عليه السلام : ( وبلوى المؤمنين ) أي الشيعة ، ظاهرٌ بالعموم للجمع المحلى بأل .
وفي رواية الشيخ الطوسي : ( وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته ) والكلام كما تقدّم في دلالة اللفظ على العموم .
ولكن هذا العموم مخصصٌ بقوله عليه السلام : (( وكذلك القائم عليه السلام فإنه تمتد غيبته ليصرح الحق عن محضه ، ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والامن المنتشر في عهد القائم عليه السلام .))
فالحاصل إذن : لا يصح التمسك بهذا العموم فلا يُقال : (( ارتداد الشيعة !! )) بل الحق أن يُقال :إن المقصود هو ارتداد خصوص الخبيث والمنافق منهم أو الذي يخشى عليه النفاق .
إذن ، فالمؤمنون والعلماء والأتقياء والصالحون والمتمسكون بهدي محمد و آل محمد خارجون عن الحديث تخصيصاً .
فلا تبقى للإشكال قائمة .
فالمرتدون إذن هم المنتسبون للتشيع انتساباً ظاهرياً ، وليسوا من الأتقياء ولا الصالحين ولا أصحاب العقيدة الحقة ، بل هم اصحاب العقائد الضالة والمنحرفة عن خط أهل البيت ولكن بلباس علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وأتباعهم والمتأثرون بأفكارهم كثر .
هذا هو البحث الاول .
البحث الثاني وهو ما يُحتمل أن يكون المراد من الرواية الشريفة :
فقد يُقال : ليس المقصود هاهنا هو الإسلام بالمعنى متبادر إلى الأذهان ، بل المقصود هاهنا هو الإسلام بمعنى الولاية ( وهو الإسلام الحقيقي ) ، فيكون ارتدادهم عن الإسلام الحقيقي أي عن ولاية أهل البيت عليهم السلام ، وذلك بقرينة قوله ( ع ) : (( وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره : " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " يعني الولاية .))
وقوله عليه السلام : (( وارتداد أكثرهم عن دينه )) أي ما يدينون الله به من ولاية أهل البيت عليهم السلام والإعتقاد بإمامة الإمام المنتظر أرواحنا فداه .
وهذا يُتصوّر بنحوين :
الأول ـ أنه ارتداد عن إمامة الإمام المنتظر عليه السلام ، وقد صرّحت الروايات الشريفة المتواترة والتي يفتي فقهاؤنا بناءً عليها بفتاوى عديدة ، أن الذي لا يعتقد بإمامة أحدهم يخرج عن التشيع ( أي الإسلام الحقيقي ) .
والدليل عليه قوله : (( وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته )) ثم رتّب الإرتداد بناءً على الشك في الغيبة وتركهم للحق لمجرّد شكهم بها .
الثاني ـ أنه ارتداد عن ولاية أهل البيت عليهم السلام والخروج من نور التشيع إلى ظلام الآخرين ، وهذا ارتداد عن الإسلام الحقيقي ( أي الولاية ) .
وما أكثر النماذج من النحو الأول والثاني في هذا الزمن ، ولعلهم سيكثرون في الأزمان القادمة ، نسأل الله الثبات على الحق .
ولنتأمل جميعاً في الدعاء العظيم : (( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )) والإرتداد من مصاديق الضلال فتأمل .
والإحتمال الثاني أنه قد يكون المقصود هو : ارتدادهم عن الإسلام بمعناه العام .
وقد عرفتَ مما تقدم : أن المقصود هو خصوص الخبيث عقائدياً وسلوكياً . ولا محذور من ارتداده كما بينّا .
فلا يصح حينئذٍ التعويل على هذه التشكيكات وطرح الروايات بهذه البساطة والسذاجة ، اللهم اخرجنا من ظلمة الجهل إلى نور الفهم ، وبصّرنا وثبّتنا على الحق ، واجعلنا من حماة السنة والعقيدة والمدافعين عن أهل البيت عليهم السلام في السر والعلانية .
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين .
وأهدي ثواب هذا البحث إلى روح مولانا وسيدنا وإمامنا رب الأرض الذي بظهوره تُشرق ، من الأنبياء خدامه والملائكة أنصاره ، بقية الله المهدي روح من سواه فداه .
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك ، وكلمة نورك ، وأن تملأ قلبي نور اليقين ، وصدري نور الإيمان ، وفكري نور الثبات ، وعزمي نور العلم ، وقوتي نور العمل ، ولساني نور الصدق ، وديني نور البصائر من عندك ، وبصري نور الضياء ، وسمعي نور وعي الحكمة ، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله صلى الله عليه وآله ، حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك ، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد . اللهم صل على حجتك في أرضك ، وخليفتك في بلادك ، والداعي إلى سبيلك والقائم بقسطك ، والثائر بأمرك ، ولي المؤمنين ، وبوار الكافرين ، ومجلي الظلمة ومنير الحق ، والساطع بالحكمة والصدق ، وكلمتك التامة في أرضك ، المرتقب الخائف والولي الناصح سفينة النجاة ، وعلم الهدى ، ونور أبصار الورى ، وخير من تقمص وارتدى ، ومجلي العمى ، الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، إنك على كل شئ قدير . اللهم صل على وليك وابن أوليائك ، الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا . اللهم انصره وانصر به أولياءك وأولياءه ، وشيعته وأنصاره ، واجعلنا منهم . اللهم أعذه من كل باغ وطاغ ، ومن شر جميع خلقك . واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفرة ، واقتل به الكفار والمنافقين ، وجميع الملحدين ، حيث كانوا في مشارق الأرض ومغاربها ، برها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلا ، وأظهر به دين نبيك . واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه ، وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد ما يأملون ، وفي عدوهم ما يحذرون . إله الحق آمين ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا أرحم الراحمين