كان رحيم المالكي يملأ فضاءات قناة العراقية، بنكهته (العراقية) ويفيض بحبه لكل نبتة في حدائقنا، ليدفع بها نحو اعادة الخراب الذي يلفنا من برنامج (سلطنة) الى برنامج عن العشائر والمصالحة والوئام بين ابناء العراق في الجلسات القليلة، كان يتحدث عن مشاريع فنية كثيرة، يريدها ان ترى النور يصقلها في نفسه أولاً، ويحف به هاجس القلق المشروع.
مرة بات الحديث عن الموت والارهاب يهيمن على الجلسة، فما كان منه الاّ يقول: اذا كنا جميعاً نخاف، فمن يغيّر الموقف، ويزرع الورود في حدائق الوطن وظل يسترسل في حديثه عن هذا الشعور الذي يراه وكنا نراه طاغياً فيه.
ففي اوبريتات المصالحة كان له الدور الواضح، في القاء قصائده التي تمجد الانسان العراقي، وتشد من أزره في هذا الظرف الصعب.
ولم يستطع احد ان يستحصل في النهاية من قصائده، غير ذلك الحس العراقي المتأصل فيه.
حينما كان يتحدث مع ضيوف الانبار، كان يتحدث مع ضيوفه في العمارة او الكوت بذات الحس. وفي قناة العراقية التي فتحت ذراعيها لهذا الشاعر المتنوع المواهب. لا يخفت هنا ويرتفع هناك وانما كان يسير بموازاة المقدرة التي فيه. معد برامج متميز، ومقدم برامج فيه حيوية تحريك ضيوفه باتجاه الموضوع الذي دعاهم من اجله.
ويقرأ قصائده الشعرية التي كانت تتغلغل مفرداتها الى القلب دون استئذان، كصوت خرير الماء، او زقزقة عصفور في فجر بارد.
وها هو يستشهد وهو يشحن نفسه من اجل قول، او ادارة حوار، مع رجال عشائر الانبار، دعماً لصحوة رجالها، لقد مات في قاعة فندق المنصور، كأية شجرة، تبقى عالية وتظل القاعة تحكي قصة رحيم المالكي العراقي الذي نذر نفسه لقضية اكبر منه واكبر منا، تلك هي قضية العراق، العراق الساكن في حدقات العيون، وثنايا القلب العراق الذي يمضي معنا ونمضي معه، للوصول الى بر الامان، بر الحياة الحقيقية!
اكتب لكم موضوع واضع فيه قصائد الشاعر الشهيد وانا الذي كنت اذا ما المت بي الخطوب الجئ الى قصائده لتنقلني الى عالم من الخيال المبتسم
والان وبعد رحيلك يا ابا حيدر من لنا بعد فراقك
ابا حيدر لن ترحل بل ستبقى في قلوبنا خالدا مهما طالت المسافة بيننا واسأل الله ان يجمعنا معك في دار الخلد والنعيم على طريقتك التي انتقلت بها الى عالم النور
الى مثواك اهدي لك سورة الفاتحة
اللهم صل على محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين انعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الظالين