[مانبيعك ياوطن للغريب]

افتقدتها كثيرا، لم تزرني منذ شهور ولكنني كنت على يقين بأنها لن تنسى يوم ميلادي وستأتي لكي تحتفل معي ولن تفوت أبدا أن تشمت وتسخر مني لأنني كبرت عاما كاملا .
عصفورتي العزيزة التي رافقتني (مشوار) الكتابة منذ البداية وكانت مصدر العديد من الأخبار المهمة جاءت وهي تحمل الكعكة لكي تحتفل معي بعيد ميلادي يوم الأربعاء الماضي بملامح غريبة شعرت بأنها تخفي عني خبرا مزعجا وما ان جلست حتى سألتها عما تخفيه عني فحاولت المراوغة لأنها لا تريد أن تزعجني في هذا اليوم بخاصة ولكننا في عصر البلاك بيري (البي بي ) ولم أعد أحتاج إلى العصفورة لنقل الأخبار ففي خلال دقائق بسيطة وقبل أن أرجوها جاءتني الصدمة فقد رأيت (البطلة رمز الحرية والديمقراطية في الشتيمة العلنية لرموز مملكتي الغالية) واقفة ورافعة يدها بعلامة النصر ضمن حشد كبير من الطائفة الشيعية بعد أن أفرجوا عنها بضمان إقامتها.
لحظات صمت شعرت فيها بخلطة من المشاعر الغريبة، توتر، غضب، حزن، إحباط ثم تحول الصمت إلى ثورة وغليان وارتفاع في الضغط والسكر والكولسترول انفجرت فيها المرارة والشريان التاجي (اللي ماعرف شنو ذي أصلا) وأخذت أهذي كالمجنونة كيف يعفون عمن أساءت لرموزنا الغالين على قلوبنا؟ (ففي البداية انتشر الخبر بالعفو عنها وليس بالإفراج عنها بضمان سكنها واستمرار المحاكمة)، وأنا في قمة غضبي حاولت عصفورتي تهدئتي وتجعلني أفتخر بأننا في بلد القانون المنصف ولكنني شعرت بغصة كبيرة في قلبي لأن هذه الفتاة لم تحترم مشاعر وحب واحترام وولاء نصف شعب البحرين لرمزهم وعزتهم وفخرهم، أساءت إلى من نحب ونحترم فكيف تتحول إلى بطلة لنصف الشعب الآخر وقد طعنت وجرحت قلوب الطائفة السنية؟ آآآآآآه يا ثورة البحرين! لقد قسمتمونا وقصمتم ظهورنا بهذه التصرفات، آآآآآه يا ثورة يا من تدعون السلمية وأنتم تحتفلون وبكل فخر وجرأة بمن قهرتنا وأساءت إلى تاج رأسنا وحبيبنا الغالي! آآآه يا من تقولون لا سنية لا شيعية بحرينية وانتم ترفعون راية النصر مع من أساءت إلى الطائفة السنية كلها! أعلنها على الملأ ولا تهمني النتائج لو وضع رب العالمين هذه الفتاة أمامي في أي وقت ومكان فلتتشهد على نفسها لأنني سأغرس أظافري في فمها واقطع لسانها بيدي وقد أعذر من أنذر.
تأملنا خيرا من بدء الحوار ومناقشته مطالب الشعب من جميع النواحي سواء الاقتصادية، الاجتماعية، القانونية، السياسية وغيرها والعمل على الوصول إلى حلول جذرية للكثير من مشاكلنا ولكنني أشعر بأن هناك من يحاول افشال الحوار والرجوع الى نقطة البداية فنحن جميعا نحترم قرارات قادتنا الذين اثبتوا خلال الأزمة التي مررنا بها حكمتهم وصبرهم ونحترم احترامهم للقانون حتى لو كان على حساب شخصهم، ولكن أن تخرجوا وتحتفلوا وتهتفوا بحياة من أساءت إلى حبيبنا ورمزنا وتحولوها الى بطلة شعبية فهذا أكبر استفزاز لنا كأنكم تبحثون عن الخلاف والانشقاق بتصرفاتكم الغريبة ولكنكم تهتفون في الوقت نفسه بالسلمية ونبذ الطائفية (والله ذكرتوني) بالممثل عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية على هامان يا فرعون عندما قال: (الصوت صوت نادية لطفي بس الوجه وجه توفيق الدقن).