قال مسؤولون في الحركة الصدرية بالعراق ومسؤولون أمنيون إن جيش المهدي التابع لرجل الدين العراقي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر تفرق إلى عشرات الجماعات التي تنفذ اغتيالات منهجية لمسؤولين عراقيين لصالح أطراف أجنبية.
وتحول جيش المهدي الذي حارب القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003 إلى عصابات إجرامية صغيرة مدربة ومسلحة جيدا تتورط في أعمال قتل وخطف وابتزاز بالأجر لصالح أصحاب مصالح ورجال أعمال ووكالات حكومية خاصة في بغداد.
واستنكر أيضا الصدر الذي يقود جيش المهدي ويتزعم الكتلة السياسية الصدرية ما تفعله الجماعات المنشقة ووصف أفرادها بالقتلة والمجرمين ودعا قوات الأمن العراقية والقبائل إلى طردهم.
وقال رئيس هيئة أركان عمليات بغداد اللواء الركن حسن البيضاني إن هذه الجماعات تحولت إلى مرتزقة ليس لها أيديولوجية ولا أجندة محددة.
وأضاف أن هذه الجماعات ليس لها اتصال بمكاتب الصدر ولا بمقتدى الصدر نفسه.
وقرر الصدر نزع سلاح جيش المهدي بعدما تمكنت قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي تدعمها القوات الأميركية من هزيمته في بغداد ومدن جنوبية في 2008 .
وأصبحت الحركة الصدرية قوة تنتمي الى التيار السياسي الرئيسي في العراق لكن مصادر تقول إن الكثير من مقاتليها يواجهون صعوبات في التأقلم على الحياة العادية.
وقال كمال وهو قائد في جيش المهدي طلب عدم ذكر اسمه بالكامل بسبب ماضيه إنهم معتادون على القتل والقوة ولا يمكنهم التخلي عنها.
وفي أوج الاقتتال الطائفي في العراق 2006-2007 كانت الولايات المتحدة ترى جيش المهدي من أكبر التهديدات للأمن بسبب مقاتليه الشبان الذين يحملون قاذفات الصواريخ ويحاربون القوات الأميركية والعراقية في الشوارع.
وتراجع العنف كثيرا في العراق ويتهم تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن الهجمات.
وحققت قوات الأمن نجاحات لكن المتشددين صعدوا هجماتهم بهدف زعزعة استقرار الحكومة بينما تستعد القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق بحلول نهاية العام الحالي بعد أكثر من ثماني سنوات على الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين.
وقال مسؤولون أمنيون إن جماعات سنية وشيعية تقوم بأعمال قتل لكن ميليشيات شيعية تخشى عودة حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام هي المسؤولة عن موجة هجمات استهدفت ضباطا في الجيش والشرطة في بغداد.
ويقول مسؤولون عراقيون إن رجال الميليشيات يكونون مدربين جيدا ويملكون سيارات ولديهم شارات ومعدات أخرى.
وقال ضابط كبير طلب عدم ذكر اسمه وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني مخترقة بالكامل من قيادات هذه الجماعات .. للأسف يمكنهم أن يمسكوا بأي شخص في بغداد. وذكر مسؤولون أن الجماعات المنشقة لديها فرق للرصد وملاحقة الأهداف والقتل والتوثيق. ويتكون فريق إطلاق النار من السيارات من سائق وقناص يجلس في المقعد المجاور للسائق ومسلح لحماية القناص.
وقال البيضاني إن فرق الاغتيالات توثق ما تفعله. وأضاف أن مجموعات التوثيق تكون مسؤولة عن تصوير مكان الجريمة بالفيديو وكذلك جثة الضحية قبل نقلها من مكانها. وقال إن الأمر تحول إلى تجارة مربحة.
ويوجد 46 ألف جندي أميركي في العراق ويناقش زعماء عراقيون إمكانية بقاء جزء من القوات الاميركية في البلاد بعد نهاية العام.
وكان حزيران هو الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأميركية في العراق منذ ثلاث سنوات. ويلقي مسؤولون أميركيون باللوم على ميليشيات شيعية تدعمها إيران في المسؤولية عن هذا الأمر.
وقال مؤخرا جيمس جيفري السفير الاميركي في العراق إن الحرس الثوري الايراني وقوة القدس التابعة له يمدان بعض الميليشيات العراقية بالمزيد من أنظمة الأسلحة الفتاكة.
ونفت إيران في السابق مثل هذه الاتهامات.
وأوضح مسؤولون في الحركة الصدرية ومسؤولون أمنيون عراقيون أن جماعتي عصائب الحق وكتائب حزب الله هما أكبر جماعتين منشقتين عن جيش المهدي لكن عشرات الجماعات الاخرى انشقت أيضا وتعمل كمرتزقة وتنفذ أعمال قتل لصالح جهات داخل وخارج العراق.
وقال قيادي صدري كبير مقرب من مقتدى الصدر طلب عدم ذكر اسمه أصبحوا ذراعا للمخابرات تستخدمها إيران للتخلص من معارضيها في العراق.
وقالت مصادر صدرية إن الجماعات تتلقى التمويل والتدريب من إيران وتستخدم أسلحة مشابهة لما تستخدمه قوات الامن العراقية مثل بنادق (ام-16) ومسدسات جلوك.
وقال القيادي في الحركة الصدرية المشكلة هي أن السيد مقتدى لا يأمر بتصفية هذه الجماعات. إنه يخشى التمرد بين أبناء الطائفة الواحدة.
ولا يريد أيضا أن يصطدم مع الايرانيين الان. الحركة (الصدرية) مازالت بحاجة لهم.
وكان الصدر قال في الاونة الاخيرة إن ميليشيا جيش المهدي ستظل مجمدة حتى إذا ظلت القوات الأميركية بعد نهاية العام بسبب زيادة ما وصفه بالأفعال الاثمة لمن يزعمون أنهم ينتمون لجيش المهدي.
ويشير الصدر في هذه التصريحات إلى حي الصدر ذي الاغلبية الشيعية في بغداد ومعقل جيش المهدي والجماعات المنشقة عنه. ويقول مسؤولون إن معظم أفراد فرق الاغتيالات يعيشون ويعملون في الحي.
وخاضت فصائل جيش المهدي الشهر الماضي معارك بالاسلحة في حي الصدر. وقال مسؤولون صدريون وأمنيون إن معظم هذه الاشتباكات تنجم عن خلافات على الملكية بين مجموعات تريد ابتزاز مقاولين ووكالات حكومية وأصحاب منازل ومتاجر يجبرون على دفع ملايين الدنانير حفاظا على حياتهم وممتلكاتهم.
وقال القيادي في الحركة الصدرية تحول حي الصدر إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة.