من المحزن أن نجد وخاصة في هذا الزمن الرديء ممن ينشغل بعيوب غيره متناسيا أنه نظيرا لهم على ألأقل في الخلق كما قال الإمام علي (ع) بشر والخطأ وارد من الجميع وأننا ملئنا عيوبا والأجدر أن ننشغل بها وبإصلاحها دون أن تشغلنا عيوب الآخرين وكما قيل من كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الآخرين بالحجارة ومن يتبع عورات الآخرين يتبع الله عوراته, إن الجزاء من جنس العمل فبدل من أن ننظر إلى سيئات الآخرين وربما أكبرناها و أعظمناها, وكتمنا حسناتهم.
قيل
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى .. ودينك موفور وعرضك صّين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلك عورات وللناس السُن
وعينك إن أبدت أيليك معايبا .. فدعها وقل: يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق ولكن بالتي هي أحسن
**
وقيل قديما
أرى كل إنسان يرى عيب غيره... ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه... ويبدو له العيب الذي في أخيه
**
قيل: ولا يكب الناس في النار على مناخرها إلا حصاد ألسنتهم
وقيل: ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع
**
لم أشيء أن أطيل في هذا الموضوع وألا هناك الكثير مما نستطيع أن نقوله خاصة في هذا المرض المنتشر على السِنة الكثير من الناس من دون تقوى و ورع, جعلنا الله وإياكم من المتقين الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه, وممن يأخذ من منهل محمد وآل محمد عليهم السلام