أفراد من العائلة المالكة في البحرين يعذبون معتقلين سياسيين ومواطنين
بتاريخ : 19-08-2011 الساعة : 01:18 PM
من اليمين إلى اليسار:
ناصر بن حمد آل خليفة (ابن الملك)، خالد بن حمد آل خليفة (ابن الملك)،
خليفة بن عبدالله آل خليفة (رئيس جهاز الأمن الوطني)، خليفة بن أحمد آل خليفة (المدير العام لشرطة المحافظة الجنوبية)
مرآة البحرين: كشف "مركز البحرين لحقوق الإنسان" الثلاثاء شهادات تثبت تورط أفراد من العائلة المالكة مباشرة في عمليات ضرب وتعذيب مبرح لمواطنين ومعتقلين بحرينيين وسويدي، مشيراً إلى أن الضحايا تعرفوا على أفراد من العائلة المالكة قاموا بتعذيبهم وهم: نورة آل خليفة، خليفة بن أحمد آل خليفة، خليفة بن عبدالله آل خليفة وابنيّ الملك خالد بن حمد آل خليفة وناصر بن حمد آل خليفة.
وقال المركز في تقرير مفصل إن الشاعرة آيات القرمزي تعرضت إلى التعذيب من قبل رجال ونساء إحداهن هي نورة آل خليفة، التي قامت بشتمها والبصق عليها وصفعها على وجهها لمرات متكررة، وهددتها بقطع لسانها وأقدمت على ضربها بمكنسة على فمها ثم البصق بداخل فمها وصعق وجهها بالكهرباء وهي تردد عبارات طائفية، قائلة لآيات بأن "من تنتقدينهم هم أسيادكِ وسيبقوا في السلطة إلى الأبد رغبتِ بذلك أم كرهتِ".
ويضيف التقرير أن الضحية الأخرى للتعذيب على يد نورة آل خليفة هي الدكتورة فاطمة حاجي التي اقتحم 25 رجلاً ملثماً شقتها في قرية بني جمرة واعتقلوها، مشيرا إلى أن نورة طلبت من فاطمة الاعتراف ولما رفضت الأخيرة قائلة بأنها لم ترتكب شيئا يدعو إلى الاعتراف سوى إنها عالجت المرضى، خاطبتها نورة "إذا لم تعترفي فإني سوف أعذبك بنفس الطريقة التي عذبت بها الدكتور العكري"، ثم وجهت الشتائم والصفعات لحاجي قرابة 25 دقيقة متواصلة، وأخذت بعدها قطعة خرطوم وضربتها بها على قدميها. بحثت نورة في هاتف "بلاكبيري" لحاجي، قرأت بريدين الكترونيين من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أحدهما حول اعتقالها والثاني عن الشهيد أحمد شمس، صرخت في وجهها بالقول: "كيف تجرؤون على تخريب صورة حكومتنا"، وقامت على الإثر "بصعقها بالكهرباء في وجهها". وأكد التقرير أنه "طُلب من حاجي الاعتراف بأنها اصطنعت البكاء أمام الإعلام العالمي وأنها سرقت 100 كيس من الدم وأعطتها للمتظاهرين كي يسكبوه على أنفسهم ويتظاهروا بإصابات. كما أُجبِرت على التوقيع على اعتراف بعد تهديدها بالاغتصاب. كذلك تم التحرش جنسيا بها من قبل مجموعة رجال تحت إشراف نورة آل خليفة، وأجبروها أيضا على الوقوف على رجل واحدة وإصدار أصوات حيوانات والغناء والرقص".
ويوثق التقرير حالة أخرى لفاطمة البقالي، وهي طالبة في كلية المعلمين في جامعة البحرين اعتقلت في 9 ايار/مايو الماضي، واقتيدت معصوبة العينين إلى مركز احتجاز الرفاع الغربي، حيث استجوبها هناك المدير العام لشرطة المحافظة الجنوبية خليفة بن أحمد آل خليفة حول كلمة كانت قد ألقتها في دوار"اللؤلؤة" وتعليقات معادية للحكومة كتبتها على "فايسبوك"، ثم قام خليفة بضرب فاطمة وصفعها وركلها قائلاً لها: "أنتم الشيعة لستم شكورين لأسيادكم آل خليفة"، وهددها باغتصابها إذا تحدثت عما تعرضت له.
وأورد التقرير أن ثلاثة ناشطين اعتقلوا بتهمة "قلب نظام الحكم" أكدوا تعرضهم للضرب من قبل أعضاء من الأسرة المالكة، والأول هو عبد الله عيسى المحروس الذي قال إنه تعرض للضرب على يد ناصر بن حمد آل خليفة، وأن ناصر أجبره على فتح فمه ثم بصق فيه. كما قام رئيس جهاز الأمن الوطني خليفة بن عبدالله آل خليفة بضرب المحروس أيضا وركله مرارا في البطن، وأمر حراس السجن بالدوس على بطنه ما أدى إلى نزيف داخلي اضطُروا على إثره إلى نقله إلى المستشفى العسكري حيث أجريت له عمليتان جراحيتان هناك".
وبحسب التقرير، فإن الحالة الثانية هي محمد حبيب المقداد، ويحمل الجنسية السويدية، احتجز في سجن تحت الأرض تابع لجهاز الأمن الوطني في القلعة. ويروي المقداد أن معذبيه قالو فجأة: "سمو الشيخ"، فتقدم إليه شخص وسأله: "هل تعرفني؟"، فرد المقداد بالنفي، فأزالوا عن عينيه العصابة فرأى شخصاً واقفاً أمامه قائلاً: "أنا الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، وعندما تظاهرتَ أمام قصرنا في الصافرية لم يكن يفصلنا عن بعض سوى جدار واحد". وسأل نصار المقداد عن الشعارات التي أطلقها الأخير ضد الحكم في تظاهرة ذلك اليوم، وعندما رد عليه المقداد "يسقط حمد" صفعه المقداد صفعة أوقعته أرضاً وقام بضربه مع آخرين بشدة.
وبيّن المركز وجود كم هائل من الأدلة التي تؤكد علم الحكومة والمؤسسة الحاكمة بتصرفات قوات الأمن والتغاضي عنها"، فـ"على شاشة التلفزة الحكومية هدد ناصر آل خليفة بالانتقام من جميع المشاركين في الاحتجاجات بغض النظر عن موقعهم في المجتمع ومهنتهم، قائلاً إننا في جزيرة وإنه "لا مفر أبدا" للذين شاركوا في الاحتاجات في البحرين، وفي غضون بضع ساعات من تصريحه بدأ الاستهداف الممنهج للرياضيين المشاركين في الاحتجاجات".
وذكر التقرير أن محمد حسن جواد (64 عاماً) كان معصوب العينين حينما سأله ناصر بن حمد "هل عرفتني؟ أنا ناصر"، وبدأ باستجوابه عن تظاهرة الصافرية متهما إياه بتنظيمها، وبهدف إجبار جواد على الاعتراف قام ناصر بضربه بقطعة خرطوم على رأسه حتى سقط على الأرض، وقام بركله مركزاً على منطقة الظهر وهو يسب ويشتم أئمة الشيعة.
نقطة تفتيش الصافرية
واستعرض التقرير ثلاث شهادات لمواطنين تعرضوا للضرب عند نقطة تفتيش الصافرية القريبة من قصر الملك، طلبوا عدم ذكر أسمائهم حفاظاً على سلامتهم. وينقل التقرير عن سائق حافلة طلاب لمدرسة ثانوية أوقف في نقطة تفتيش تابعة للجيش البحريني تحت تهديد السلاح قوله إنه تفاجأ عندما رأى ناصر بن حمد آل خليفة (ابن الملك) مرتديا بدلة عسكرية وهو يتقدم إليه ويبدأ بضربه، موضحاً أن ناصر لم يستخدم يده "وإنما كان يركله برجله في مناطق حساسة من جسمه وفي رأسه وصدره وبخاصة في وجهه حتى بدأ ينزف دما، وعندما قال الجنود لناصر بأنهم سيتكفلون بضربه رد ناصر: "لا، اتركوه لي أنا". ثم احتجُز الضحية لمدة أسبوعين حتى اختفت آثار الاعتداء من جسمه".
ويتابع التقرير أن شخصا ثانٍ "تم إيقافه عند نقطة التفتيش ذاتها، فأمره خالد بن حمد آل خليفة (ابن الملك) بالخروج من السيارة والانبطاح أرضا، وأمر الجنود بتفتيش سيارته وهاتفه النقال الذي وجدوا فيه رسالة نصية معادية للحكومة فأخذ خالد بركل الضحية"، لافتاً إلى أن خالد استمر في ضرب الضحية بمساعدة بعض الجنود لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى بدأ الضحية ينزف دما من فمه وأنفه، ثم أُجبر الضحية بتقبيل حذاء خالد، الذي سأله خالد عن عدد المرات التي تردد فيها على دوار "اللؤلؤة" وقام بشتمه طائفيا. وأودع الضحية في الحجز لشهرين من دون تهمة أو محاكمة.
أما الحالة الثالثة في التقرير فهي لرجل مسن مع ابنيه. تم إيقافهم في نقطة التفتيش إياها، الصافرية، وطُلب من الأب الانحناء أمام الشيخ خالد. وفي الأثناء، سُحب ابناه من السيارة ورُميا على الأرض أمام خالد. ببزته العسكرية، لم يوفرهما ضربا بسلاحه. سألهم عن ملصق كان داخل السيارة مكتوب عليه: "إخوان سنة وشيعة"، أجبرهم على ترداد هذه العبارة حتى قال: "نحن لسنا إخوة، بل أن جميع الشيعة هم مخنثون". يروي الشابان أنهما تعرضا لضرب مبرح على يد خالد. وذكرا أنه كان بمعية جنودٍ سعوديين! وعندما قال أحد الجنود السعوديين إن "الشيعة كلاب" رد عليه خالد: "إنهم ليسوا كلاب وإنما هم خنازير"، موضحاً "على الأقل كلابنا موالون لنا".
وفيما أكد "مركز البحرين لحقوق الإنسان" أن ضحايا آخرين أدلوا بشهاداتهم طالبين عدم كشف معلوماتهم خوف استهدافهم، شدد على أن "جعل أعضاء من العائلة المالكة في عداد الجلادين والمحققين لن يؤدي إلا إلى المزيد من الغضب وعدم الثقة". كما لاحظ المركز أن معظم الضحايا الذين تعرضوا للتعذيب أو الضرب على أيدي أفراد من العائلة المالكة تعرضوا لإهانات موجهة طائفياً. وطالب بالتحقيق في الجرائم الخمسة الواردة فيه وأن يقدَّم كل المسؤولين عن التعذيب وإساءة معاملة السجناء إلى العدالة.