هل نزلت الآية في الإمام علي عليه السلام أم هل ينطبق معناها عليه ؟!
بتاريخ : 08-09-2011 الساعة : 07:50 PM
وقوله لما ندبه وفاطمة [ النبي - صلى الله عليه وسلم - ] ما بين المعقوفتين ساقط من ( ن ) ، ( م ) . إلى الصلاة بالليل ، فاحتج بالقدر لما قال : " ألا تصليان ؟ " ألا تصليان : كذا في ( ح ) ، ( ب ) . وفي سائر النسخ : ألا تصلون . فقال [ ص: 29 ] علي : إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يضرب فخذه ويقول : " وكان الإنسان أكثر شيء جدلا" مضى الحديث فيما سبق 3 \ 85 .
نهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية
يقول عز ذكره : ولقد مثلنا في هذا القرآن للناس من كل مثل ، ووعظناهم فيه من كل عظة ، واحتججنا عليهم فيه بكل حجة ليتذكروا فينيبوا ، ويعتبروا فيتعظوا ، وينزجروا عما هم عليه مقيمون من الشرك بالله وعبادة الأوثان ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) يقول : وكان الإنسان أكثر شيء مراء وخصومة ، لا ينيب لحق ، ولا ينزجر لموعظة .
كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) قال : الجدل : الخصومة ، خصومة [ ص: 49 ] القوم لأنبيائهم ، وردهم عليهم ما جاءوا به
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أنبأنا علي بن الحسين أن [ ص: 182 ] الحسين بن علي أخبره أن عليا أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فقال : " ألا تصليان؟ قلت : يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
يقول تعالى : ولقد بينا للناس في هذا القرآن ، ووضحنا لهم الأمور ، وفصلناها ، كيلا يضلوا عن الحق ، ويخرجوا عن طريق الهدى . ومع هذا البيان وهذا الفرقان ، الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحق بالباطل ، إلا من هدى الله وبصره لطريق النجاة .
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين ، أن حسين بن علي أخبره ، أن علي بن أبي طالب أخبره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فقال : " ألا تصليان ؟ " فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف حين قلت ذلك ، ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه [ ويقول ] ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) أخرجاه في الصحيحين .
وحيث لم يترك الكفار ما هم فيه من الجدال بالباطل ، ختم الآية بقوله : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا قال الزجاج :المراد بالإنسان الكافر ، واستدل على أن المراد الكافر بقوله تعالى : ويجادل الذين كفروا بالباطل وقيل : المراد به في الآية النضر بن الحارث ، والظاهر العموم وأن هذا النوع أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدال جدلا ، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث علي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - طرقه وفاطمة ليلا ، فقال : ألا تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته يضرب فخذه ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا وانتصاب ( جدلا ) على التمييز .