[بو مجتبى]

من النائب المستقبل علي الأسود
14 سبتمبر2011

(لن تكوني في التاريخ)
رسالة إلى السيدة سوسن تقوي

السيدة سوسن تقوي؛
كان بودي، فعلاً أن أسبق جلالة الملك وأقدم لك تهاني الفوز، لكنك لم تفوزي، وكم كنت أحب أن أكون أحد منفاسيك في هذه الدائرة، لكنك لم تتنافسي . يقول وزير العدل إنك فزت بالتزكية أي فزت بنسبة 100% وكأن الناس منحوك عن رضا كل أصواتهم . كان الرؤوساء العرب قبل الربيع العربي يفوزون بنسبة 99% لقد تفوقت عليهم، إني لا أستطيع أن أهنئك، للسبب نفسه الذي لم تكن الشعوب العربية تستطيع أن تهنئ حكامها، باختصار لأن صوتهم مغتصب، وأقول لك بألم، أنك اغتصبت صوتي وأصوات من كنت أمثلهم بنسبة 87.71% في الفترة من أكتوبر2010 إلى فبراير2011
حتى 14 فبراير، كنت نائباً لهذه الدائرة التي زكّتك فيها الحكومة، نائبا اختارني الناس بأصواتهم الحرة، لأني تربيت على أعين آباء هذه الدائرة، رأوني أدخل دائرتهم العامة خطوة خطوة، لم أنزل عليهم من سماء الحكومة . تعلمت منهم الكثير، تشربت آلامهم التي مازالوا يحملونها، اقتربت من آمالهم في التغيير، تمثّلتهم، تمثلت تاريخهم الطويل، وحلمهم في العيش الكريم، صرت مثلهم، قبل أن أكون ممثلهم، حمّلوني ثقل أصواتهم التي تقترب من١٢ الف صوت. أسألك هل فعلا فزت بهم أنت كلهم؟
سيدة تقوي،
اعذريني، لا أستطيع أن أناديك نائباً، فالنيابة عن الناس، تفرضها إرادتهم، وهم وحدهم من يملكون حق منحك هذه الصفة، أصوات أهالي القرى الأحد عشر في هذه الدائرة هي من تملك شرعية الاختيار والتفويض، أرجوك اذهبي لهم حين يجن عليهم الليل، لتسمعي أصواتهم الحرة ماذا تقول؟ ولتسمعي أصوات طلقات نار الحكومة كيف ترد عليهم .
حين يستطيع قلبك أن يسمع صراخهم في الظلام، سيرشدك صوت الأنثى الذي فيك إلى الحقيقة التي جعلت منك نائبة، لا تجرؤ على سماع أصوات ممثليها.
قفي في المرآة واسأليها : هل أنا نائبتهم؟ هل أنا صوتهم؟ هل أنا احدى عشر قرية تتنفس يومياً الغازات المسيلة للدموع؟ هل أنا أمثل نساءهم التي انتهكها أمن الحكومة التي تباركني؟ هل أنا نخيلهم العطشى للحرية؟
سيدة سوسن؛
كم كنت سأكون فخوراً بك، لو كنت فعلا تمثلين المرأة البحرينية، المرأة التي تؤمن بالتغيير وحق الناس في حكومة منتخبة ودستور تعاقدي ومملكة تديرها أصوات الناس، لكني حزين فعلاً، لأنك قبلت أن تستخدمك الحكومة للتغطية على فشلها الذي كان ينتظرها في صناديق الاقتراع، وللتغطية على تمثيل حقيقي للمرأة البحرينية التي أفتخر بها وأؤمن بحقها في الوصول إلى برلمان حرة إرادته .
يؤسفني، أن أقول لك، إن التاريخ سيضعك في مصاف معيقات التحول الديمقراطي في بلادي، سيقول عنك، كنتِ صوتاً على الشعب، لا صوتاً للشعب، وأن الحكومة أنطقتك لتسكت الشعب الذي يهتف ضد استبدادها وتمييزها وطائفيتها وفسادها . سيقول عنك التاريخ إنك كنت أداة لا حول لها من قوة الشعب ولا استبداد الحكومة . غطاء وضعته الحكومة، لستر العورة التي كشفها انسحابها من المجلس النيابي الذي لم يعد قادرا على حماية أرواح الناس وأصواتها وممتلكاتها كسلطة تشريعية ، ولم تعد لديه القدرة على الرقابة، حيث أرواح الشهداء وأملاك الدولة ما تزالان ضائعتين .
هل تتوقعين أن التاريخ السياسي لهذه الجزيرة، سيقول : هناك أربعة مرشحين يؤمنون بالديمقراطية والإيثار وحق المرأة، انسحبوا في وقت واحد لصالح امرأة واحدة، امرأة تملك ثقة الحكومة ورئيس الحكومة في البرلمان، وتفتقد ثقة الناس .
سيدة سوسن؛
لن تكوني في التأريخ ورسالتي سأدعها للتاريخ، كي يتذكر من سيأتي بعدنا، كم دفعنا لتكون لنا ديمقراطية، تليق بتاريخنا النضالي في هذه الجزيرة .

علي الأسود
نائب معارض (مستقيل)
١٤ سبتمبر٢٠١١م