[ابوعلي العراقي]

جميعنا نمقت الطائفية ونحاربها ونلعن اليوم الذي تستخدم فيه للقضاء على امل الفرد والمجتمعات بالتحرر والانطلاق نحو فضاء الحرية الواسع حيث خلق الله سبحانه وتعالى الانسان حرا مخيرا .ولكن الافعال تناقض الاقوال .
لااريد الخوض والاستشهاد بالتأريخ المتناقض وقد يشكل عليّ احدهم ويكذب أي واقعة او رواية تأريخية ولكن لنناقش اليوم الوضع الحالي والذي نعيشه نحن في العراق وفي منطقتنا العربية والاسلامية ومن خلال ذلك اذا كنا منصفين حتما سنخرج بنتيجة معينة تقودنا للاصلاح والبناء والاخوة والسلام .
الطائفية نبذتها الامم جميعا وغادرتها واخذت منها العبر والدروس للتلاحم والمصالح ورقي الشعوب وهذا ما نلاحظه اليوم بتوحد اوربا بالرغم من تنوع الجنس والعرق الا انهم متوحدين بالموقف من اجل مصالح شعوبهم تراهم اليوم يقفون جميعا ضد القذافي بحجة قتل الشعب الليبي ومصادرة حقوقه بالتحرر .
اوربا المسيحية وقفت مع البوسنة والهرسك المسلمين لان دمائهم استبيحت من قبل المسيحين الا انها لم تفكر في ذلك بل نظرت الى البوسنة على انهم ابناء اوربا وعليها حمايتهم بغض النظر عن وجهات النظر جميعا والتي تفسر الامور كل على مزاجه وتوجهاته الا ان الواقع هو ماحصل على الارض فعلا واليوم حكام صربيا يحاكمون بتهمة الابادةالجماعية ضد الانسانية .
واقعنا العربي اليوم يحمل كل التناقضات سبحان الله لبنان وقطر يساهمون بالاطاحة بنظام القذافي لانه قتل شعبه .
في حين نجد قطر ودول الخليج الاخرى تساهم بقتل الشعب العربي البحراني لتنصر الطاغي حمد ال خليفة ولافرق بينه وبين القذافي وحسني وابن علي الا بالاسماء .
مع الاسف نحن نتعامل بعنصرية طائفية واضحة للعيان ولاغبار عليها بعض علماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي يقول ان ثورة البحرين طائفية ؟ واريد ان اقول له سماحة الشيخ اسئلك بمن تعبد ماهو الفرق بين ابن خليفة وحسني والقذافي اللذان هدرت دمهما ؟
اوجه سؤالي الى الملك عبدالله ملك السعودية انت جمعت اللبنانين في الطائف وصالحتهم وكذلك جمعت رجال الدين في العراق وصدرت وثيقة مكة اسألك بمن تعبد ماهو الفرق بين البحرين وتلك الدولتان ؟ اجب ان كنت منصفا .
كثير من الاخوةاعترضوا على المظاهرات التي خرجت تؤيد وتناصر البحرين بحجة ان وضعنا في العراق اسوء ونحن بحاجة الى الكثير وهذا كلام حق اريد به باطل ولايحتاج العاقل اللبيب الى تفصيل .
في العراق دمرتنا الطائفية وحرقتنا ونعرف تأتيراتها النفسية على كل الناس من الطفل الى الشيخ الكبير لذلك نستاء اليوم من كل تعامل طائفي لانه الظلم بعينه وهدر وامتهان لكرامة الشعوب التي تناشد الحرية والتحرر .
علينا نحن العراقيون ان نقف بوجه كل طائفي وكل من يستغل الطائفة لاغراضه الشخصية ومنافعه الخاصة لاننا اخذنا درس الطائفية بالتفصيل وذقنا مرارتها . اجد اليوم قتل ابنائنا في النخيب وغيرها هو قتل طائفي قبيح لايمت لاللدين ولاللانسانية بصلة .