[د. حامد العطية]

هل سيخرج العرب والمسلمون في جمعة نصرة الشعب الأمريكي قريباً؟
د. حامد العطية

منذ حوالي ثلاثة أسابيع يتجمع الألاف من الأمريكيين في نيويورك وعدد من المدن الأمريكية للمطالبة بتغيير النظامين السياسي والاقتصادي ليكونا أكثر عدالة وتمثيلاً لمصالح غالبية الأمريكيين، ويقول المتظاهرون بأنهم يمثلون 99 بالمائة من الأمريكيين، ويتهمون الساسة والأثرياء ومالكي ومديري الشركات والبنوك الضخمة بتسخير موارد الدولة لخدمة جشعهم اللامتناهي وعلى حساب مصالح الشعب الأمريكي، الذي سأم من وعود الساسة الجوفاء، وأنهكته الضرائب والبطالة ورداءة الخدمات العامة واستغلال الرأسماليين.
لم تشهد أمريكا احتجاجات مماثلة في شمولية وعمق أهدافها منذ الاحتجاجات العنيفة آبان الحرب على فيتنام، والتي كانت من ابرز عوامل الضغط الداخلي التي اضطرت الإدارة الأمريكية في حينها إلى الانسحاب من فيتنام بصورة مخزية ومذلة، ويتوقع البعض استمرار التظاهرات الراهنة وتوسعها في العديد والمساحة لتشمل كافة الولايات والمدن الأمريكية، ولتنضج بصورة حركة شعبية أشبه بالثورات الشعبية في مصر وتونس والبحرين، وحتى أن بعض المشاركين في هذه التظاهرات أقروا بفضل الثورات العربية في نشوءها.
أجزم بأن غالبية المسلمين والعرب يتابعون بشغف هذه الحركة الجماهيرية الكبيرة في أمريكا، ويتمنون نجاحها في تغيير السياسات الأمريكية السلبية تجاه دول العالم الصغيرة، وبالأخص سعيها الدؤوب للهيمنة عليها من خلال الحروب والإحتلال والضغوط ورعايتها للأنظمة المستبدة والقمعية في عدد من الدول الإسلامية والعربية.
كلنا نريد رؤية نهاية الإحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، ونطالب بإغلاق قواعد الجيش الأمريكي في الكويت وقطر والبحرين وتركيا وأن تكف حكومة أمريكا عن اسناد الحكومات المستبدة في الأردن والسعودية والبحرين وقطر والإمارات وعن محاولة حرف الثورات العربية عن تحقيق أهدافها، كما نتمنى أن توقف تدخلاتها السافرة في شؤون بلادنا، وأن تكون منصفة في تعاملها مع القضية الفلسطينية.
من هذه المنطلقات أدعو لمبادرة إسلامية-عربية لتخصيص جمعة نصرة الشعب الأمريكي، ترفع فيها شعارات مؤيدة للتظاهرات في أمريكا ورافضة للسياسات الأمريكية المعادية لمصالح العرب والمسلمين وداعية لخروج القوات الأمريكية من أرض العرب والمسلمين ومناصرة للقضية الفلسطينية.
لقد تعود الأمريكيون على رؤية علمهم يحرق في مظاهرات المسلمين والعرب، وأن تردد فيها هتافات الموت لأمريكا، ولكن في جمعة نصرة الشعب الأمريكي أتمنى أن لا يحرق العلم ولا يهتف بموت أمريكا وإنما يعلن العرب والمسلمون وقوفهم إلى جانب غالبية الأمريكيين في مطالبهم المحقة بإحداث تغيير جذري في النظام الحالي الذي أفسد أمريكا والعالم.
6 تشرين الأول 2011م