الإمام الخامنئی: لدینا مائة وثیقة دامغة عن دور أمریکا فی قیادة الاغتیالات فی إیران و
بتاريخ : 03-11-2011 الساعة : 03:37 PM
استقبل سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة صباح یوم الأربعاء 02/11/2011 م الآلآف من طلبة المدارس و الجامعات معتبراً یوم الثالث عشر من آبان من العبر الجدیرة بالتأمل و التدبر فی الثورة الإسلامیة و دلیلاً علی معجزة التوکل علی القدرة الإلهیة و الصمود ببصیرة فی سبیل الوصول إلی الهدف مؤکداً: ببرکة التوکل و الصمود و البصیرة خرج الشعب الإیرانی خلال الأعوام الـ 32 الأخیرة من کل التحدیات منتصراً، و تقدم إلی الأمام، و فی المستقبل أیضاً سیخرج الشعب الإیرانی بالتأکید منتصراً شامخاً من التحدیات التی تواجهه.
فی هذا اللقاء الذی أقیم علی أعتاب الثالث عشر من آبان یوم الطلاب و الیوم الوطنی لمقارعة الاستکبار العالمی اعتبر آیة الله العظمی السید الخامنئی یوم الثالث عشر من آبان من أیام الله بالمعنی الحقیقی للکلمة مضیفاً: مثل هذه المناسبات المتألقة و البارزة فی تاریخ الثورة الإسلامیة فرصة للتأمل بهدف معرفة المسار الصحیح للحرکة و البرمجة للمستقبل علی أساس تحلیل واقعی لهذه العبر التاریخیة.
و عدّ سماحته الخصیصة الأهم للثالث عشر من آبان تجلی حالة التوکل علی القدرة الإلهیة و الصمود ببصیرة فی سبیل النضال و الکفاح و الأهداف السامیة مضیفاً: نُفی إمامنا العزیز الجلیل بغربة علی ید مرتزقة أمریکا فی یوم الثالث عشر من آبان سنة 1343 و ذلک بسبب اعتراضه علی الحصانة القضائیة للأمریکیین فی إیران و الصمود و المقاومة بوجهها، و لکن بعد خمس عشرة سنة و فی الثالث عشر من آبان سنة 1358 بادر أبناء الإمام و هم الشباب الطلبة الجامعیون الثوریون إلی احتلال وکر التجسس الأمریکی فی طهران، و عملوا بذلک علی نفی أمریکا من إیران.
و عدّ قائد الثورة الإسلامیة وقوع هذا الحدث المستحیل فی ظاهره نتیجة توکل الإمام الخمینی (رض) علی القدرة الإلهیة و الاستقامة فی غربة المنفی منوهاً: لم یرکن الإمام الجلیل (رض) أبداً إلی القنوط و التعب، و عمل علی توعیة الجماهیر و خلق الشعور بالاستقلال و المبدئیة و الجهاد لدیهم لیأخذ بأیدیهم تدریجیاً إلی الساحة و یمهّد الأرضیة لانتصار الثورة الإسلامیة فی إیران.
و اعتبر الإمام الخامنئی انتصار الثورة الإسلامیة سبباً فی طرد الشاه من إیران مضیفاً: بعد انتصار الثورة الإسلامیة، طردت أمریکا أیضاً من إیران فی الثالث عشر من أبان سنة 58 ، و لذلک وصف الإمام الخمینی (رض) احتلال وکر التجسس الأمریکی ثورة أکبر من الثورة الأولی.
و أکد سماحته: الإمام الخمینی (رض) و اعتماداً علی الإرادة الإسلامیة و الإیمان بالشعب الإیرانی الناجم عن التوکل علی الله و الصمود علی الدرب، أنزل رایة الهیمنة الأمریکیة الظالمة المتکبرة عن قمم إیران، فسحقت هذه الرایة تحت أقدام الشباب المؤمن فی البلاد.
و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی بعض التحلیلات المادیة لأشباه المثقفین الذین کانوا یعتبرون انتصار الشعب الإیرانی أمام أمریکا أمراً مستحیلاً، و یعدون الشعب الإیرانی محکوماً بالهزیمة ملفتاً: خلافاً لتلک النظرات و التحلیلات المادیة، انتصرت الجمهوریة الإسلامیة و أرغمت أمریکا علی التراجع.
و أشار سماحة آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی مؤامرات الاستکبار المتنوعة بقیادة أمریکا و الصهیونیة ضد الشعب الإیرانی مؤکداً: بحول الله و قوته و بهمّة الشعب الإیرانی و تقدم الشباب العزیز فی البلاد، کانت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هی المنتصرة و أمریکا هی المنهزمة فی الساحة فی کل فترة تحاک فیها المؤامرات، و سیکون المستقبل أیضاً علی هذا المنوال.
و شدد سماحته علی أن أیة برمجة للمستقبل یجب أن تکون بهذا التحلیل و النظرة مضیفاً: فی أی مجال، إذا کان تشخیص المسار صحیحاً و جری اتخاذ القرار الحاسم و انطلقت الحرکة بالاعتماد علی القدرة الإلهیة و الاستقامة فی الدرب فسوف یضطر العدو للتراجع بالتأکید، و قد شهدنا ذلک فی الثالث عشر من أبان 58 ، و فترة الدفاع المقدس، و حالات الحظر المفروض.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی أن ید الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مبسوطة فی کل السوح و المجالات مردفاً: من النماذج علی هذه الید المبسوطة الممتلئة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة عرضها فکراً سیاسیاً جدیداً للعالم اسمه الدیمقراطیة الدینیة، و هو فکر متین جداً من حیث الأسس الفکریة و العقیدیة، و ممکن التطبیق و التقدم من الناحیة العلمیة.
و ألمح آیة الله العظمی الخامنئی إلی قلق الأعداء من انتشار هذه الفکرة السیاسیة الرصینة الممکنة التطبیق و تحولها إلی نموذج مضیفاً: لهذا السبب حاولت الحکومة الأمریکیة فی ذروة متاعبها و ابتلاءاتها المتزایدة و فی أوج الحرکة الشعبیة الواسعة فی وال استریت، توجیه الاتهام للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة - عبر سیناریو مثیر للسخریة - بتحرک إرهابی فارغ و غیر منطقی و مغلوط، و لکن أی إنسان صاحب منطق و من أهل الاختصاص فی العالم یرفض هذا السیناریو المضحک بمجرد أن یطلع علیه.
و عدّ سماحته التغطیة علی نهضة وال استریت و تهمیشها و الضغط علی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة من أهداف الحکومة الأمریکیة من اختلاق هذا السیناریو مضیفاً: إنهم یریدون اتهام أشرف العناصر المناضلة فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بالإرهاب، و الحال أن الإرهابی الأکبر فی العالم الیوم هو أمریکا.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن ید الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مبسوطة فی هذا المیدان أیضاً مؤکداً: لدینا مائة وثیقة لا تقبل التشکیک بشأن دور أمریکا فی توجیه و قیادة الاغتیالات فی إیران و المنطقة، و بعرض هذه الوثائق المائة سوف نریق ماء وجه أمریکا و أدعیاء حقوق الإنسان و مکافحة الإرهاب لدی الرأی العام العالمی.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة أمریکا بلا ماء وجه و منهزمة مذکّراً: أمریکا الیوم منهزمة فی أفغانستان و العراق، و لا حل أمامها سوی الخروج من هذین البلدین، کما هزمت فی شمال أفریقیا.
و أضاف سماحته: لم یستطع الأمریکان الإبقاء علی حسنی مبارک و بن علی فی مصر و تونس، لأن الشعوب انتصرت علیهم، و حدث مثل هذا فی لیبیا أیضاً، و علی الرغم من اتصالاتهم الخفیة بالقذافی إلی ما قبل موته الذلیل لم یستطیعوا الإبقاء علیه.
و لفت قائد الثورة الإسلامیة: شعوب المنطقة و العالم شاهدت بوضوح نفاق أمریکا و الغرب و ازدواجیتهم فی قضایا مصر و تونس و لیبیا، و سوف تتجلی ازدواجیتهم فی القضایا الأخری أیضاً.
و اعتبر آیة الله العظمی السید الخامنئی نهضة الشعب الأمریکی و ثمانین بلداً آخر فی العالم ضد النظام اللیبرالی الدیمقراطی دلیلاً علی هزیمة النظام الرأسمالی الغربی مضیفاً: قد تستطیع أمریکا و الغرب قمع الثورات و النهضات، لکن هذه النار لیست مما ینطفئ.
و أکد سماحته: لیعلم الجمیع أنه قد بدأ کفاح جبهة الحق بریادة الشعب الإیرانی و برایة الإسلام ضد الباطل و ضد فرعون الاستکبار، و سوف یستمر إلی حین إسقاط الاستکبار.
و اعتبر آیة الله العظمی الخامنئی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة قطب الحرکة المنطلقة فی المنطقة و العالم منوهاً: لهذا السبب یحاول الأعداء عن طریق بث الیأس و القنوط بین الناس و خصوصاً الشباب و کذلک المسؤولین، الإخلال فی الحرکة التقدمیة لهذا القطب، لکن الشباب و مسؤولی البلاد صامدون بقوة بالتوکل علی الله و بأمل و اقتدار.
و عدّ سماحته العامل الأصلی لانتصارات الشعب الإیرانی و نجاحاته تلاحم الجماهیر و المسؤولین و عزیمتهم و إرادتهم الجادة مضیفاً: العمل ضد الشعب البصیر الصبور الواعی المقاوم المعتمد علی الله لن یجدی أی نفع، و سیکون الأعداء کما فی السابق الخاسر فی الساحة.
و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی ضرورة التحلی بالوعی مقابل المساعی الرامیة إلی بث الخلافات بین الشعب و المسؤولین و ترویج الأکاذیب لبث الیأس مؤکداً: الشعب الإیرانی فضلاً عن أنه استطاع فی الأعوام الماضیة الانتصار علی کل مؤامرة، فقد استطاع بعد کل مرحلة الرقی بنفسه درجة من حیث القدرات و التقدم.
و اعتبر الإمام الخامنئی التقدم المتصاعد للشعب الإیرانی علی الرغم من أنواع الحظر المفروضة نموذجاً بارزاً لهذا الموضوع مردفاً: هم تصوروا أنهم أغلقوا أبواب العلم و التقنیة بوجه الشباب الإیرانیین، لکن الشباب الإیرانیین تدفقوا من الداخل، و التقدم العلمی و التقنی للشعب الإیرانی الیوم أکثر من الماضی بعشرات المرات.
و أکد سماحته: لا مراء أن الشعب الإیرانی سوف ینتصر علی التحدیات الحالیة و المستقبلیة، و سوف یمرِّغ أنف العدو فی التراب.