الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخير البرية أجمعين ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين .
أما بعد :-
لا يخفى على أي قارئ منصف ، حدّة ودناءة أخلاق ابن تيمية في كتاباته المشهورة لا سيّما في منهاج السنة وغيرها الكثير من مؤلفاته – المملة - .
وقام ابن تيمية بالتبرير لنفسه أن المُخَاطَب حينما يُـظَلم قد يقسو بالقول ، واستشهد بتعنيف أبي بكر لأحد المشركين وقوله له : ( امصص بظر اللات ) رواه البخاري وأبو يعلى في مسنده .
فقام الأستاذ الدكتور مصطفى حلمي بنقل هذا الاستدلال من ابن تيمية من كتابه ( مجموع الفتاوى ) ، ونقل كامل كلام ابن تيمية ومن ثم قفز عن هذه اللفظة وأكمل استدلاله ، وبذلك يخفي قبح :
1- أبو بكر بن أبي قحافة في تعامله مع المشركين ، بخلاف الأسلوب المحمدي .
2- ابن تيمية لأنه يستشهد بهذا على سوء صنيعه .
النص المحرف :
قال الدكتور مصطفى حلمي في كتابه ( منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين – ص 212 – 213 ) متحدثاً عن أخلاق ابن تيمية ونقل تبرير ابن تيمية لاستعماله بعض العبارات الحادة ، ما يلي :
[ هنا يجيب قائلاً – أي ابن تيمية - : (فمتى ظلم المخاطب، لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن، بل عنف أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عروة بن مسعود بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال: إني لأرى أوباشًا من الناس خليقًا أن يفروا ويدعوك، وأجابه بحدة بالغة الشدة: ### ( أنحن نفر عنه وندعه ) ؟ ]
أقول : الملون بالأزرق مني للتوضيح ، ومكان الإشارة (#) هو مكان العبارة التي بترت من استدلال ابن تيمية .
النص الصحيح :
قال ابن تيمية في كتابه ( مجموع الفتاوى – ج 3 – ص 252 ) ما نصّه :
[ فَمَتَى ظَلَمَ الْمُخَاطَبُ لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُجِيبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ بَلْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِعُرْوَةِ بْنِ مَسْعُودٍ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَ: إنِّي لَأَرَى أَوْبَاشًا مِنْ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوك - اُمْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ ].