هل اكتفى المحمود بهذا التوجيه المباشر للتقاتل؟ لم يكتف بعد. بل راح يكمل في خطبة صلاة جمعته، وفي بيت الله: "إذا كان هناك من يتعاون على الإثم والعدوان (يعني المعارضة)، فعلى أهل الحق (يعني الموالاة) أن يتعاونوا على البر والتقوى". حسناً، وكيف يكون تعاون أهل البر والتقوى؟ يجيب المحمود "من أجل ذلك أطالب أهل كل منطقة من المناطق التي يمكن أن يأتي إليها أصحاب الفتنة ممن يتعاونون على الإثم والعدوان بأن ينظموا صفوفهم ويحكموا أمرهم للدفاع عن الصغار والكبار والنساء والرجال والدفاع عن الأرواح والأعراض والأموال".
وكيف يكون تنظيم الصفوف وإحكام الأمر للدفاع؟ أليست هي دعوة علنية لحمل السلاح؟ وضد من؟ ضد أبناء الوطن وشركائه؟ وأين الأمن من هذا؟ وهل يعقل أن يكون كل هذا التحريض المفتوح على القتل، هو رد على (شجار) ليلة واحدة في مدينة حمد؟ أليس في ذلك مبالغة مبالغ فيها، تجعلنا نفهم أن فتح جبهات القتال بين أبناء الشعب الواحد كان مقصوداً بذاته، والحادث لم يكن غير وسيلة له؟
مساء الجمعة، سيأتي المحمود إلى المتجمهرين الموالين الذين سيطروا على المكان، وأرعبوا السنة والشيعة، وسيتلو عليهم آية القتال، وسيكرر إذنه بالقتال، ودعوته بتشكيل الميليشيات المسلحة عند مداخل المناطق، وسيطلب من أتباعه أن يقوموا بالتصوير وتوثيق اعتداء أهل الاثم والعدوان (المحتجين) ، ورغم هذه التوصية، لم نقع على فيديو يوتيوب يكشف حمل المحتجين السيوف ضد إخوتهم السنّة في أي مكان، لم نجد سوى العكس.
هكذا إذاً، وبالعودة لسؤالنا في أول هذه الحلقة، يمكننا أن نفهم ما حدث في تجمع البسيتين 7 مارس، أنه جاء من هنا، أنه أول تطبيق لهذا الإذن بالقتال، الإذن بالتجمهر وحمل السلاح والقتل، المحمود وفّر الغطاء الشرعي لأتباعه للبدء بالقتال الطائفي، وجعله أقرب إلى تكليف جهادي عن الأرواح والأجساد والأعراض والأموال. كيف ستسير الأمور بعد فتح باب الحرب الطائفية بدعوة المحمود ومباركته؟ وكيف سيتطور ذلك وينعكس على المناطق السنية؟ وكيف سيعمل ذلك على تداعيات ساحة (الشرفاء) فيما بعد، في الحلقات القادمة.
مقاطع يوتيوب تظهر الوهابي المحمود يحرض على الفتن في دوار 7