ثورة المنطقة الشرقية
سياسة القوة لحكام الكيان السعودي لن تزلزل إيمان وإرادة شيعة الجزيرة العربية ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين الذين استشهدوا في طريق الحسين ومن أجل أهداف الحسين منذ يوم عاشوراء الحسين حتى يوم عاشوراء القطيف حيث سقط أبناء الحسين والسائرون على درب الحسين .
...
السلام على ناصر المحيشي وعلي الفلفل وعلى جميع شهداء الحرية والعزة والكرامة الذين أثبتوا بدمائهم الزكية الطاهرة أن آلة البطش والقمع وأزيز الرصاص لا يمكنها أن تهزم النفوس الأبية والقلوب المؤمنة والأرواح الشامخة المتعالية على الآلام والجراح ، التي تعلمت من مدرسة الحسين عليه السلام أن الدم سينتصر على السيف ، وأن الشهادة وسام شرف ومقام عظيم عند الله عز وجل ، وأن الركون إلى الظالمين ذل وشقاء ومهانة .
السلام على المجاهدين الصادقين والشباب الأشداء والفتيان المؤمنين الذين خشعت الأرض تحت وقع أقدامهم واهتزت عروش الظالمين وتمرغت أنوفهم بحضورهم في الساحات وصرخاتهم المدوية وقبضات أيديهم المرتفعة ، السلام على الجراح والآلام والعذابات التي كانت كالمخرز في عيون الجلادين والجزارين .
يأبى سفاح الجزيرة نايف إلا أن يفتتح ولاية عهده الأسود بسفك الدماء الحرام ، وهي إشارة لبداية عهد جديد يتسم بالمزيد من الكبت والقهر والاضطهاد والقمع ، لكنه لم يكن يعلم أن جبروته وطغيانه وسفكه لدمائنا لن يزيدنا إلا قوة وثباتا ورسوخا في المضي لتحقيق مطالبنا وطرح قضيتنا العادلة .
ليعلم حكام بني سعود أن سياسة القتل واللجوء إلى القوة والبطش لن تكون حلا لقضية أصبحت اليوم في حجمها وأهميتها وعمقها بحجم الوطن والشعب بكل أطيافه وفي كل مناطقه ، وبحجم الظلم والمعاناة والحرمان والتهميش الذي يتعرض له الوطن والشعب ، وأن سياسة الحديد والنار لن ترجع الناس إلى بيوتهم ولن تثنيهم عن المطالبة بحقوقهم ، ولن تزلزل إيمان وإرادة شعب تعلم في مدرسة الحسين عليه السلام أن القتل وسفك الدماء لا تزيده إلا بصيرة ووعيا وجلدا وإصراراً على مواصلة الدفاع عن الحقوق والمقدسات .
بسقوط شهيدين من أبناء شعبنا على أرض القطيف الطاهرة المضحية المعطاءة وإراقة دم العشرات من أبناءنا وبناتنا بدأت شجرة الحرية تزهر بارتوائها بتلك الدماء الطاهرة ، وبدأ فجر الخلاص من الظلم والطغيان يلوح في أفق الظلام الدامس ليعلن عن أفول جحافل الظلام وكوابيس التجبر والعدوان التي جثمت على صدر شعبنا الصامد الصابر المضطهد .
إن لجوء النظام السعودي لسياسة التصعيد الأمني الخطير واستخدام وسيلة المواجهة المسلحة وإطلاق الرصاص الحي في صدور المتظاهرين السلميين العزل ينبئ عن خوف النظام ووجله من طبيعة الحركة الشعبية التي لم تنثن ولم تتراجع ولم تهب تهديدات النظام وممارساته الوحشية ، وإدراك النظام أن هذه الحركة الشعبية الواعية المؤمنة بحقها وطريقها وخيارها في استرجاع ما سلبه النظام من حرية وعزة وكرامة ليست سوى بداية لغضب شعبي سوف يجتاح البلاد من أقصاها لأقصاها .
بهذا التصعيد الأمني الخطير من قبل كيان بني سعود الخائف الضعيف المتهالك تكون حركة شبابنا الجماهرية المتنامية قد دخلت مرحلة جديدة من الصراع والمواجهة والنضال من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة ستتغير فيها جميع المعادلات وترتقي في ظلها المطالب والأهداف ، وستعزز في نفوس أبناء شعبنا الأبي الشامخ الإرادة والإصرار والعزيمة على مواصلة الطريق المقدس الذي عبدته وأنارت مشاعله دماء العشرات من شهداء الوطن الجريح أمثال أزهر الحجاج وعلي الخاتم ومحمد القروص وسعود الحماد ومحمد الحايك وميثم البحر وتتواصل مسير قافلة العشق والتضحية باستشهاد ناصر المحيشي وعلي الفلفل .
إن مسيرة جماهيرية ذات أهداف مقدسة قد توجت بدماء شهدائنا وجرحانا وبآلام وعذابات معتقلينا ، وبتضحيات ومجاهدات شبابنا ، إن هذه المسيرة أمانة عظيمة في أعناقنا لا يجوز لنا التفريط بها وإضاعة مكتسباتها ، أو حرف مسارها وتمييع أهدافها .
وإن السكوت على هذه الجرائم البشعة والممارسات العدوانية يعني فتح الباب مشرعا أمام المزيد من العدوان والظلم والذل والمزيد من إراقة الدماء الطاهرة ، ولا يتأتى ردع هذا النظام المتجبر إلا بالوقوف أمامه بكل الطرق والوسائل المتاحة التي تعتبر دفاعا عن النفس وعن الأعراض والمقدسات .
إن أرواح شهدائنا الأبرار اليوم تصرخ فينا أن لا عودة ولا تراجع ولا نكوص ولا راحة إلا بتحقيق الأهداف المقدسة التي من أجلها قدموا أنفسهم رخيصة ، وتلزمنا بالسعي بكل ما أوتينا من قوة للمطالبة بتقديم قتلتهم المجرمين للمحاكمة العادلة والاقتصاص منهم .
إن رسالة دماء الشهداء تحتم علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى بالوحدة والتكاتف ورص الصفوف والتنسيق ونبذ الخلافات فيما بيننا مهما كان حجمها ومهما كانت أسبابها ، والعمل على بلورة مشروع ذي أهداف عالية وعظيمة بعظم تلك التضحيات وبحجم قيمة تلك الدماء التي لن نساوم أبدا على أهدافها وقضيتها ، لقد تاجر شهداؤنا وجرحانا مع الله عز وجل ولابد أن يكون الثمن بقدر قيمة تلك التجارة الإلهية .
في الختام أتقدم بخالص العزاء والتسلية لعائلتي الشهيدين المظلومين سائلا من الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر ويثيبهم الأجر الكبير ، ويحشر الشهيدين المظلومين في زمرة الشهداء مع محمد وآله الطاهرين ، وأن ينتقم من قاتليهم وظالمي شعبنا بالهلاك والزوال القريب .
كما أسأل الله العلي القدير أن يمن على جرحانا الذين سقطوا على أرض الشرف والتضحية بالشفاء العاجل ويثيبهم الأجر والثواب الجزيل .
_________________
الشيخ محمد الحسين
25 ذي الحجة 1432 هـ
22 نوفمبر/تشرين الثاني 2011م
التعديل الأخير تم بواسطة عبد محمد ; 22-11-2011 الساعة 08:46 PM.