يخشون الناس خشية كخشية الله، أو خشية كخشية أشدّ خشية منه تعالى ـ
ولكن على سبيل الفرض إذ لا أشدّ خشية عند المؤمنين من الله تعالى
تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ)
قوله تعالى: { إِذا فريق منهم } في هذا الفريق ثلاثة أقوال.
أحدها: أنهم المنافقون.
والثاني: أنهم كانوا مؤمنين، فلما فرض القتال، نافقوا جُبناً وخوفاً.
والثالث: أنهم مؤمنون غير أن طبائعهم غلبتهم، فنفرت نفوسُهم عن القتال.
قوله { يخشون الناس } في المراد بالناس قولان.
أحدهما: كفار مكة.
والثاني: جميع الكفار.
تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ)
أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس. " أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة. فقال: " إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم. فلما حوله الله إلى المدينة أمره الله بالقتال فكفوا. فأنزل الله { ألم ترَ إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم... } الآية " ".
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال: " كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة - يسارعون إلى القتال، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ذرنا نتخذ معاول نقاتل بها المشركين. وذكر لنا أن عبد الرحمن بن عوف كان فيمن قال ذلك، فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال: لم أومر بذلك. فلما كانت الهجرة وأمروا بالقتال كره القوم ذلك وصنعوا فيه ما تسمعون، قال الله تعالى
{ قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً } ".
هذا حال المنافقين يدعون أشياء و حين يكون الأمر فرضا يفرون منه و خاصة فرض الجهاد
و المعنى الذي نريد الوصول إليه و هو ان النفاق اصلا كان موجودا في مكة