بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآل محمد واللعنة الدائمة على
أعدائهم إلى يوم الدين
قدرة الله تعالى وعجائب الملكوت
الأرض -- يأجوج ومأجوج
==================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى إذا بلغ بين السدين وجد دونهما قوما لايكادون يفقهون قولا ,
قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا
على أن تجعل بيننا وبينهم سدا , قال مامكنني فيه فيه ربي خير فأعينوني بقوة
أجعل بينكم وبينهم ردما , آتوني زبر الحديد فما أستطاعوا أن يظهروه وما استطعوا
له نقبا ,...... الكهف 92-97
إن ماجاء في الأخبار ياجوج ومجوج أمة وهم ليس من ولد آدم كما قال أمير المؤمنين
عليه السلام , بني آدم سبعون جنسا والناس ولد آدم ماخلا ياجوج وماجوج , وهم أشباه
البهائم يأكلون ويشربون ويتوالدون وهم ذكور وإناث وفيهم مشابة من الناس الوجوه
والأجساد والخلقة , ولكنهم قد نقصوا في الأبدان نقصا ً شديدا وهو في طول الغلمان
لايتجاوزون خمسة أشبار وهم على مقدار واحد في الخلق والصور,عراة حفاة لايغزلون
ولايلبسون ولايحتذون ,عليهم وبر كوبر الإبل يواريهم ويسترهم من الحر والبرد , ولكل
واحد منهم اذنان أحدهما ذات شعر والأخرى ذات وبر ظاهرهما وباطنهما , ولهم مخالب في
موضع الأظافر وأضراس وأنياب كالسباع , وإذا نام أحدهم أفترش أحدى أذنيه وألتحف بالأخرى
فتسعه لحافا , وهم يرزقون نون (( سمك )) البحر كل عام يقذفه عليهم السحاب فيعيشون به
ويستمطرون في أيامه كما يستمطر الناس المطر في أيامه فإذا قذفوا به اخصبوا وسمنوا
وتوالدوا وأكثروا فأكلوا منه الى الحول المقبل ولايأكلون شيئا ً غيره وإذا أخطأئهم النون
جاعوا وساحوا في البلاد فلا يدعون شيئا ً أتوا عليه إلا أفسدوه وهم أشد فسادا ً من الجراد
والآفآت وإذا أقبلوا من أرض ألى أرض جلو أهلها عنها ليس يغلبون ولايدفعون حتى
لايجد أحد من خلق الله تعالى موضعا ً لقدمه ولايستطيع أحد أن يدنوا منهم نجاساتهم
وقذاراتهم حتى إن الأرض تنتن من جيفهم فبذلك غلبوا وإذا أقبلوا إلى الأرض يسمع حسهم
من مسيرة مئة فرسخ لكثرتهم كما يسمع حس الريح البعيدة ولهم همهمة غذا وقعوا في البلاد
كهمهمة النحل إلا إنه أشد وأعلا وإذا أقبلوا إلى الأرض حاشوا وحوشوها وسباعها حتى
لايبقى فيها شيئا ً لأنهم يملؤن مابين أقطارها ولا يتخلف ورائهم من ساكن الأرض شيئا ً
فيه روح إلا أجتلبوه وليس فيهم أحد إلا وعرف متى يموت من قبل أن يموت ولايموت منهم
ذكر حتى يولد له ألف ولد ولاتموت أنثى حتى تلد ألف ولد فإذا ولدوا ألألف برزوا للموت
وتركوا طلب المعيشة ثم إنهم أجفلوا في زمان ذي القرنين يدورون أرضا ً أرضا ً وأمة ً
أمة وإذا توجهوا لوجه لم يعدلوا عنها أبدا ً,
فلما أحست تلك الأمة بهم وسمعوا عن همهمتهم أستغاثوا بذي القرنين وهو نازل ٌ في
ناحيتهم , قالوا له فقد بلغنا ماآتاك الله من الملك والسلطان وما أيدك به من الجنود ومن
النور والظلمة وإنا جيران ياجوج وماجوج وليس بيننا وبينهم سوى هذه الجبال وليس
لهم ألينا إلا من هذين الجبلين ولوا مالوا علينا أجلونا عن بلادنا ويأكلون ويفرسون
الدواب والوحوش كما يفرسه السباع ويأكلون حشرات الأرض من الحيات والعقارب
وكل ذي روح ولانشك إنهم يملؤون الأرض ويجلون أهلها منها ونحن نخشى على
حين أن يطلع علينا أوليائهم من هذين الجبلين وقد آتآك الله تعالى الحيلة والقوة , فاجعل
بيننا وبينهم سدا ً , قال آتوني زبر الحديد , ثم أنه دلهم على معدن الحديد والنحاس فضرب
لهم في جبلين حتى فتقهما واستخرج منهما معدنين الحديد والنحاس , قالوا فبأي قوة
نقطع هذا الحديد والنحاس فاستخرج لهم من تحت الأرض معدنا ً آخر يقال له السامور
وهو أشد شيئا ً بياضا وليس شيئا ً منه يوضع على شيء إلا ذاب من تحته فصنع لهم منه
أداة يعملون بها فجمعوا من ذلك ماأكتفوا به فأوقدوا على الحديد النار حتى منه زبرا ً مثل
الصخور فجعل حجارته من حديد ثم اذا ب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ثم بنى وقاس
مابين الجبلين فوجدهما ثلاثة أميال فحفروا له اساسا ً حتى كاد يبلغ الماء وجعلوا عرضه
ميلا ً وجعل حشوه ُ زبر الحديد وأذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من النحاس
وأخرى من حديد ثم ساوى الردم بطول الصدفين فصار كأنه برد حبرةمن صفرة النحاس
وحمرته وسواد الحديد فيأجوج ومأجوج يسيحون في بلادهم فلما وقعوا في الردم حبسهم
فرجعوا يسيحيون في بلادهم فلا يزالون كذلك حتى تقربوا الساعة فإذا كان قبل يوم القيامة
في آخر الزمان أنهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا يأكلون الناس وهو قوله
تعالى :-
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ٍ ينسلون
مافي الهواء من عجائب المخلوقات
====================
عن صفوان الجمال قال :-
كنت بالحيرة مع أبي عبد الله عليه السلام إذا أقبل الربيع وقال أجب أمير المؤمنين
, فلم يلبث أن عادا , قلت أسرعت الأنصراف : قال أنه سألني عن شيء فأسال الربيع
عنه , فقال صفوان وكان بيني وبين الربيع لطف , فخرجت إلى الربيع وسألته , فقال
الأعراب خرجوا يجتنون الكماة فأصابوا في البر خلقا ً ملقى فأتوني به فأدخلته على
الخليفة , فلنا رآه قال نحنه وأدع جعفرا ً فدعوته , فقال يا أبا عبد الله أخبرني عن الهواء
مافيه , قال : -
في الهواء موج مكفوف , قال ففيه سكان ؟
قال : نعم , قال وماسكانه ؟
قال : خلق أبدانهم أبدان الحيتان ورؤوسهم رؤوس الطير , ولهم أعرفة كأعرفة
الديكة ونغانغ كنغانغ الديكة وأجنحة الطير من ألوان أشد بياضا ً من الفضة المجلوة
فقال الخليفة : الطشت فجئت بها وفيها ذلك الخلق , وإذا هو والله كما وصفه جعفر .
وعن محمد بن طلحة في الحديث
وكان معه أي المأمون بزاة فلما بعد عن العمارة , أخذ بازيا ً فأرسله على دراجة
فغاب من عينه غيبة طويلة ثم عاد من الجو وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقايا
الحياة , فعجب الخليفة من ذلك غاية العجب , ثم أخذها في يده وعاد في داره في الطريق
الذي أقبل منه , فلما وصل إلى ذلك المكان وجد الصبيان على حالهم فانصرفوا كما فعلوا
أول مرة , وأبو جعفر لم ينصرف ووقف كما وقف أولا ً , فدنا منه الخليفة وقال :-
يامحمد ما في يدي ؟
فقال : إن الله يخلق بمشيته في بحر قدرته سمكة صغارا ً تصيدها بزاة الملوك
فيختبرون بها سلالة أهل النبوة !!! لله دركم آل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم
فلما سمع المأمون كلامه عجب منه وجعل يطيل نظره إليه وقال :
أنت أنت ابن الرضا حقا ً
أخواني المؤمنين
في ما ورد من قصة يأجوج ومأجوج بكل تأكيد نرى العظمة الألهية في طبيعة خلقة
هؤلاء الخلق ومن خلال ماورد عن المعصومين عليهم السلام
لكن ...
هناك نكتة فية نود كذلك الأشارة اليها والتي تجسد بوضوح أكثر مقدار العظمة الالهية
المطلقة التي يكذب بها الجاهلون والملحدين ففي قصة هؤلاء الخلق كما ورد في القرآن
الكريم مايلي :-
إن َّ يأجوج ومأجوج مفسدون في
الأرض
وهنا دلالة قرآنية واضحة تدل على أن يأجوج ومأجوج الآن هم في الأرض ...
كذلك ورد في سياق حديث :-
وإذا أقبلوا إلى الأرض يسمع حسهم
من مسيرة مئة فرسخ لكثرتهم
وهذا هو كلام وصي من لاينطق عن الهوى فهو عليه السلام يقول :
يسمع حسيسهم من مسيرة مئة فرسخ .... والسبب ..
لكثرتهم
======
وعليه عند جمع الآية الشريفة التي تثبت أنهم في الأرض كانوا ومازالوا إلى
قيام الساعة جمعها مع حديث أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول
لكثرتهم
فإذا ً عندنا هنا
وجودهم على الأرض
+ كثرتهم
هنا نود الأشارة إلى أمر ضروري فنقول :-
قبل أشهر قليلة كانت أسرآئيل تتبجح بأنها أطلقت قمرا ً صناعيا ً وبهذا القمر
تكون اسرآئيل قد غطت آخر متر على الكرة الأرضية (( أي مراقبة )) ورصد
كل بقاع الأرض وأن آخر متر في الأرض قد غطته قدرات هذا القمر الصناعي
وأن أميركا قبلهم تبجحوا بأن الكرة الأرضية بالنسبة أليهم الآن من حيث الرصد
والأستكشاف بمثابة الدرهم بيد أحدنا يقلبه كيفما يشآء فأن الأرض أصبحت بالنسبة
لأميريكا كذلك فأنها تمتلك من الأجهزة الحديثة والمتطورة ليس فقط تراقب كل متر
على سطح الأرض بل هناك من الأقمار الصناعية مايكتشف المياه والمعادن التي
هي تحت الأرض من موقعه في خارج الغلاف الجوي ...!!!
وبالرجوع للآية الشريفة وقول أمير المؤمنين عليه السلام
نقول
لماذا لم ترصد كل أقمار أميريكا وأسرائيل كل هذه الأعداد المهولة لـ يلأجوج ومأجوج
الموجودة على ألأرض ولم تستطع كل أجهزتهم الحديثة أن تكتشف أماكن تواجد هذه
الأعداد المهولة من قوم يأجوج ومأجوج ....!!!
نقول هنا تكمن العظمة الألهية حيث أنه سبحانه وتعالى على عظمة وكثرة أعداد
هؤلأاء الأقوام ومع ذلك جعل كشف أماكن تواجد هؤلأء على كثرتهم أمرا ً غير ميسور
بل ومستحيل عن أدق أجهزة الرصد والأستكشاف والتجسس التي تملكها أميريكا\
ولقيطتها إسرآئيل بل وهذه تمثل مهانة حقيقية لمن يدعي أنه قد تمكن من أستكشاف
الأرض وأقطارها , ولازال هذه الأعداد المهولة منهم طلقاء في أرض الله الواسعة
فأين تلك الأقوام يأميريكا ,,,؟
فهنا نرى القدرة الألهية العظيمة على خلق هؤلاء الأقوام وعظمة خلقهم....
وتصاحبهم القدرة الألهية العظيمة على أخفائهم عن أنظارنا على كثرتهم
وكثرتنا نحن أيضا ً فقبل ايام قليلة وبولادة طفل آسيوي يكون قد أكتمل
عدد سكان الكرة الأرضية
7 مليار أنسان
هذا العدد المهول لم يستطع أحدا ً منهم أن يرصد واحدا ً من هذه الأقوام منذ
خلقهم الله تعالى إلى يومنا هذا
فأي عظمة هذه تظاف لإلى عظمة خلقهم
فسبحانك ربي من عظيم ماأعظمك
ونلتقيكم في الحلقة القادمة انشآء الله تعالى
وهي عن الجن