|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35050
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 313
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
عجائب الربيع العربي!
بتاريخ : 19-12-2011 الساعة : 11:53 PM
عندما استلم الرئيس التونسي منصف المرزوقي مهامه في قرطاج انفجر باكيا ربما لهول وهيبة ورهبة المكان أو أنه بكى للحالة التي وصلت إليها تونس بعد بن علي! أو أنه بكى على تونس المسكينة وهي تسلم نفسها إلى المرزوقي وهو مكبل بحبال النهضة! أو ربما كان بكاء المرزوقي خلافا لهذا كله.. قد كان بكاءً بورقيبيا بحتا! فبورقيبة هو الذي كان ينفجر باكيا أثناء خطبه لاستدرار عواطف سامعي خطبه.. فقد حضرت شخصيا حالة من حالات بكاء بورقيبة في خطبة.. حيث انفجر بورقيبة باكيا في خطابه الذي ألقاه أمام المؤتمر الثامن للحزب الدستوري التونسي والذي انعقد بالمنستير في شهر سبتمبر 1971 تحت شعار مؤتمر الوضوح! وقد غطيت أشغال هذا المؤتمر لصالح الصحافة الجزائرية رفقة الزميل عيسى عجينة.
بورقيبة انفجر باكيا في المؤتمر لأن أحمد المستيري قاد حملة شرسة ضد بورقيبة داخل الحزب فبكى بورقيبة لاستدرار عطف المؤتمرين.. أي أن بكاء بورقيبة هذا كان تمثيلا سياسيا لا غير!
لقد سألت وقتها صحفيا تونسيا اسمه عمر التريكي كان يعمل في وكالة تونس للأنباء وهو ابن للمناضل المعارض الشرس لبورقيبة "التريكي كذا".. ولا أتذكر اسمه! وعندما سألت عمر التريكي عن سبب بكاء بورقيبة في المؤتمر قال لي أفضل أن آخذك إلى والدي في القيروان كي يجيبك عن السؤال! وأخذني عمر لوالده.. فقال لي رحمه الله: إنه كان ذات مرة يجلس إلى جانب بورقيبة في أحد الاجتماعات عندما أخرج بورقيبة ورقة من جيبه كتب عليها مخططا لإلقاء خطابه في الحاضرين وعندما انتهى من إلقاء كلمته نسي بورقيبة الورقة فوق المنصة فأخذها التريكي فوجد أن بورقيبة كتب فيها مخطط كلمته كالآتي: "الترحيب بالحاضرين والحديث عن أهمية الاجتماع ثم تذكر الرفاق والشهداء ثم التأثر والبكاء"! أي أن البكاء عن بورقيبة كان جزءاً من العملية السياسية في ممارسة الحكم!
ولعل المرزوقي يكون معجبا بالمدرسة السياسية البورقيبية ولذلك مارس البكاء!
الجنزولي رئيس وزراء مصر بكى أيضا عندما دخل مجلس الوزراء بصلاحيات لم يكن يحلم بها.. وربما بكى أيضا عبد الجليل في ليبيا ورئيس وزراء المغرب ورئيس وزراء اليمن.. والغليون السوري.. فالربيع العربي أدمى الحكام الديكتاتوريين مثل القذافي وعلي عبد الله صالح وبن علي ومبارك.. ولكنه أسال دموع من خلفوهم في الحكم!
فربيع العرب يبكي ولا يضحك.. وتلك مفارقة عجيبة! وليس أعجب منها سوى ضرب الأمن المصري والجيش المصري أبطال "الربيع المصري" في ميدان التحرير بالهراوات ثم اعتبار الذين يسقطون "شهداء"! ويقوم الجيش بعلاج الضحايا على نفقة الدولة لأنهم ضحايا الحرية التي يضربها الجيش بالهراوات!؟ هذه مفارقة الجيش الذي يحكم ولا يعرف من يضرب الشعب بالهراوات!؟
لكن الأطرف من هذا كله أن المرزوقي أحدث ثورة في قصر قرطاج عند دخوله بحيث امتنع عن ارتداء ربطة العنق حتى لا يتشبه بالرئيس المخلوع من قرطاج.. وأقسم بأنه لن يلبسها حتى يلبسها الغنوشي، لأنه عين رئيسا لتونس لدى الوزير الأول الجبالي النهضوي.. ويعمل على إنجاح الخلافة الراشدة السادسة لمولانا راشد السادس! إنها عجائب السياسة في الربيع العربي!
|
|
|
|
|