الثامن من شهر صفر ذكرى رحيل سلمان المحمدي رضوان الله عليه
بتاريخ : 03-01-2012 الساعة : 01:25 AM
الثامن من شهر صفر ذكرى رحيل سلمان المحمدي
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد في نشأة سلمان:
قال سلمان رضوان الله عليه وأرضاه: « كنت ابن دهقان قرية جي من أصبهان، وبلغ من حب أبي لي ان حبسني في البيت كما تحبس الجارية فاجتهدت في المجوسية حتى صرت قطن بيت النار... ».
الذي يبدو من هذا النص أن سلمان اعتنق المجوسية في بادىء أمره عندما كان يعيش في ظل أبويه شأن إنسان يعتنق دين أبائه وأجداده حين لا يجد مندوحةً عن ذلك وحين يفتقد المرشد والموجه ويعيش بعيداً عن آفاق المعرفة ومع هذا فان ذلك لا يمكن جعله خدشةً في نقاء الذات التي كان يحملها سلمان ولا وصمةً في طهرها سيما بعد أن يتضح لنا أن إرتباطه بالمجوسية كان شكلياً صورياً غير مستند إلى شيءٍ من قناعاته كما سيأتي.
وقبل البحث في هذه الناحية لا بد لنا من المرور في تأريخ«المجوسية» بشكل عابر سريع نظراً لارتباط سلمان بها تأريخياً، ومن ثم إيقاف القارئ على حقيقتها، إذ ان للمجوسية في أذهاننا صورة لم تشأ الذاكرة أن تحتفظ منها بأكثر من بيوت النيران وتقديس المجوس أو عبادتهم له حيث لم يوفوا لأنفسهم من هذا الدين سوى طابع الوثنية وتأطيرهم أنفسهم به عبر العصور، إذن طبيعة البحث تتطلب منا معرفة: ماهي المجوسية؟
المعروف عن المجوسية انهم المؤمنون بزر ادشت، وكتابهم المقدس (أوستا) غير أن تاريخ حياته وزمان ظهوره مبهم جداً كالمنقطع خبره، وقد افتقدوا الكتاب باستيلاء الإسكندر على إيران، ثم جددت كتابته في زمن ملوك ساسان، فأشكل بذلك الحصول على حاق مذهبهم.
والمسلّم انهم يثبتون لتدبير العالم مبدأين، مبدأ الخير ومبدأ الشر «يزدان وأهريمن» أو «ويقدسون الملائكة ويتقربون إليهم من غير أن يتخذوا لهم أصناماً كما يفعل الوثنيون، وهم يقدسون البسائط العنصرية وخاصةً النار، وكانت لهم بيوت نيران بإيران، والصين، والهند، وغيرها، وينهون الجميع إلى «أهورا مزدا» موجد الكل».
هل اعتنق سلمان المجوسية ...؟
إلا أنه من المقطوع به أن سلمان لم يعتنق المجوسية حتى في صباه، بل كان موحداً الله سبحانه، نعم حكمت عليه بيئته التي عاش فيها أن يرتبط بالمجوسية ارتباطاً شكلياً، كما ورد ذلك في الأحاديث المأثورة عن النبي الكريم وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
من ذلك ما رواه الصدوق عن ابن نباتة عن علي عليه السلام عليه في حديث جاء فيه: «حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان بين يديه فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه. فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه ثم قال: يا أعرابي أتنحي رجلاً يحبه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الأرض ... إلى أن قال: إن سلمان ما كان مجوسياً، ولكنه كان مظهراً للشرك مبطناً للإيمان.»
وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام: «إن سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين».
قال الصدوق: إن سلمان ما سجد قط لمطلع الشمس، إنما كان يسجد الله عزوجل، وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقيةٌ، وكان أبواه يظنّان أنه إنما يسجد للشمس كهيئتهم».
أجل، إن من يتتبع قصة إيمان هذا الرجل يلمس فيها شواهد على ذلك، أعماق نفسه: «قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ*إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ» الأنعام:78و79
التعديل الأخير تم بواسطة كربلائية حسينية ; 03-01-2012 الساعة 01:27 AM.