[الملك_ميسان]

لقد قمت في القسم الأول وهو (هل ستكون هذه التصريحات الشرارة الأولى للإنطلاق السفياني) بطرح الفكرة حول الشرارة الأولى للإنطلاق السفياني وقارنت بين الثورات التي تحصل في العالم العربي وما يحصل في سوريا ووضعت بعد الشواهد على الشرارة الأولى التي لربما ستهيئ الأرضية المناسبة للإنطلاق تلك الحركة ،طبعاً حسب وجهة نظري القاصرة التي يمكن أن أكون مخطأً فيها أو أكون مصيب بعض الشيء لان هذه القراءة أعتمدت في على الوقائع التي تجري على الساحة السياسية والحراك الدائر
رابطاً بين الدوافع والأسباب التي تقف وراء هذا الحراك ....
أما في هذا القسم الذي سأحاول أن أعبر فيه عن مخاوف أعتبرها مشروعة خصوصاً إذا ما تعلقت بواقع العراق ومستقبله ولا أدعي أنها ستقع فعلا لكنها مجرد قراءة...وهنا يأتي سؤال ما علاقة ما يحصل في سوريا بالعراق ،وكيف سيكون للتغيير في سوريا إذا ما وقع تأثيراته على الساحة العراقية..؟
العراق كدولة مشكلته الأزلية هو موقعه الجغرافي في المنطقة وهو موقع مؤثر من الممكن أن يكون ذات تأثير فاعل وقوي إذا ما وضف بالشكل الصحيح ويمكن أن يكون
كارثي إذا ضعف هذا التأثير ..! لذا تجد العراق منذ الفجر الأول كان يتعرض للغزو والأحتلال والمؤامرات وعلى مر التأريخ نجد أنه من الصعب لأي قوة في هذه الأرض
أن تسيطر عليه وهذه النقطة جعلت من العراق نقطة صراع بين قوى عظمى وتارة بين قوى تكيد له بالخفاء للإيقاع به وإضعافه حتى لو كان الثمن الذي سيدفعوه باهضاً.
إن حقيقة المشهد السياسي المأزوم والخلافات التي لا بداية لها ويبدوا أنه لانهاية لها هي مطلب رئيسي وعامل مؤثر الذي سيلقي بظلاله على التغيير الذي سيحصل في سوريا
فالنظام في سوريا لن يسقط إذا كان هناك عراق قوي ومؤثر وبعكسه سيكون سقوط النظام السوري مدوياً وسريعاً لان وجود دولة كالعراق مستقرة سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً والأهم من ذلك كله أجتماعياً سيمثل حائط الصد الذي سيستند عليه (النظام السوري) لذا وجدنا عندما تحرك العراق ولو بصورة خفيفة بوصلة الأمور تحركت ولو بشكل طفيف نحو الأحسن ..
وعليه القوى الطغيانية المسيطرة في العالم والتي تسعى لتغيير الأنظمة بأي شكل سوف لن يرضيها تدخل العراق والعمل على إنهاء الأزمة في سوريا وطبعاً ستربط تحركات العراق بإيران وإنها طلبات إيرانية وأن الساسة العراقيين يحالون أن يطبقوا أجندات
إيرانية وهذا تجده واضح في اللأتهامات الموجة لمواقف السياسيين والأحزاب الشيعية وفي المقابل على الضفة الأخرى الأحزاب التي كانت تتنعم بميزات من قبل النظام البعثي في سوريا اليوم تقف ضده وهذه الأحزاب التي لها إرتباط بدول عربية تسعى للإطاحة بنظام بشار الأسد طمعاً في رضا سيدهم وتجنيبهم الدخول في معركة طويلة لكن هذا لن يحصل كما وضحت وأن (((قوى الطغيان العالمية ستدخل المعركة في سوريا رغماً عنها)))
وعليه فإن تلك القوى تستخدم كل الأوراق والسيناريوهات المحتملة من أجل إضعاف العراق سياسياً وجعله ضيعف وإشغاله بوضعه الداخلي المهدد او الآيل إلى السقوط
إذا ما تعرض لضغوط شديدة وأحداث من الممكن أن تهزه والتي ستؤدي إلى شرذمته
وتمزيقه وهذا ما يسعون إليه من خلال المواقف المتصلبة من أطراف وقوى سياسية
لها إرتباطات مع دول عربية و(قوى الطغيان العالمي) بالرغم من ان بعض الأحزاب الشيعية لها علاقة (بقوى الطغيان العالمي) إلا أن تلك القوى تحاول دائماً أن تبقي بيدها (بطاقة ) تشهرها متى تشاء عندما تشعر ان الأمور بدئة تخرج عن سيطرتها أو الخطط المرسومة ...وإذا ما خرجت ستشهر تلك (البطاقة) لضرب الجميع وتلهيهم عن بناء الدولة وتقويتها والعمل على إرساء دعائم الأستقرار فيها كما هو حاصل الأن من جدال سياسي في الساحة العراقية...لهذا أتوقع ان الذي سيمر به العراق خلال الأشهر القادمة لن يكون أسواء حالا من السابقة بل يمكن أن ينزلق للأسواء....! ومن أجل إتمام تهيئة الأرض وتمهيدها لسقوط النظام السوري وتنصيب من (إختارهم النظام العالمي الجديد) او (قوى الطغيان العالمي) يجب أن يحصل في العراق حدث يهز جوهر البلد ويقلبه رأساً على عقب..! ولو راجعنا الأحداث بشكل سريع سنجد أن تلك القوى الظلامية حاولت إشغال العراق بنفسه بمجرد أن تحرك على محيطه الأقليمي وذلك بإرتكاب (رئيس الوزراء نوري المالكي) خطاء إستراتيجي في( قضية الأموي طارق المشهداني ) وهذه تحتاج إلى وقفة خاصة لانه لها عواملها ولها اسبابها أيضاً ..هذا الخطاء الأستراتيجي الذي سيجعل المالكي (الحيلف للولايات المتحدة التي تمثل رأس الشر والطغيان في العالم) هدفاً صريحاً لقلب الأمور في العراق..وبالطبع هناك دول (دول عربية كدول الخليج والأردن ومصر ) تريد للعراق أن يكون دولة ضعيفة فدول الخليج تريد أن يبقى العراق
بلد ممزق ولا يلتفت لتطوير منشئاته الصناعية في مجال النفط خصوصا للأن العراق إن زاد حصة أنتاجه يعني انه سيقوم بتحييد (الكيان الوهابي الغاصب السعودية ) وعدد من دول الخليج التي تتمتع بما تتمتع به بسبب الأنتاج النفطي و فضلا عن التبعية للغرب لذا من مصلحة هذه الدول ان يبقى العراق يعيش حالة الا إستقرار....! وكذلك الأردن ومصر وتركيا ودول الخليج التي إنتعشت تجارتها بشكل كبير على حاجات العراق وفي نفس الوقت حتى لايكون للعراق أي تأثير سياسي فيها وهذا كله بسبب العمق التأريخي والحضاري للعراق خوف لايمكن أن يبرحهم أبداً ...وعليه ((لربما سيكون هناك سيناريو)) لتوسيع الخلاف ونقله للشارع العراقي الذي على ما يبدوا لحد الأن محصن من التهديد الطائفي
وكما قلت أن هذا الموقف من الشعب العراقي غير مرضي ولا مريح لهؤلاء (الظلاميين) الذين يتربصون بالعراق من أجل تنفيذ خططهم..لذا فهم يحتاجون شيء أكبر ضربة أقوى من الهجمات على المواطنين الأبرياء وزوار الأمام الحسين (عليه السلام) ...شيء يخرج كل هؤلاء من مكانهم ويخرج الجميع عن أطوارهم...هذا السيناريو المحتمل توجد له بذور بحسب رؤيتي خصوصاً الجدال القائم بين العراقية التي أصبحت معروفة وبين القوى الشيعية ،وستتدخل قوى خفية لها أياد في العراق على إفتعال شيء سيحدث إنقسام حاد وستكبر المشكلة وتتضخم ككرة الثلج عند وقوعها...العراق الأن مقسم سياسياً بين ثلاث قوى ، القوى والأحزاب الشيعية ،والعراقية التي لاتمثل كل السنة بل تمثل من هو يعمل باجندة خارجية ، والأكراد الذين تحكمهم الأنانية والمصحلة وتلك الأيادي الخفية،سيما أنهم حصلواعلى تطمينات بأنه لن يمس نظامهم السياسي الفتي بشيء وسيكونوا تحت حماية (النظام العالمي الجديد)..! لذا ستستعى تلك الأيادي الخفية لخلق حدث تقوم هذه الأطراف بالتراشق فيما بينها وإلقاء اللوم على بعضهم البعض ولكن الحقيقة هي أن (العراقية ومن يرتبط بها والأكراد الذين يرتبطون معهم بعلاقة قوية ومن ورائهم القوى الظلامية ) يعلمون جيداً من هو الجاني ..! السيناريو هو لربما يكون (((إغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي))) في مخطط محكم....ومن المعلوم ان هناك أخبار عديدة تسربت عن تعرض رئيس الوزراء لمحاولات أغتيال.وبما أن قوى الظلام لها القدرة على الدخول للمنطقة المحصنة ولها رجالها الذين بثتهم في تلك المنطقة ومفاصل الحساسة في الدول فمسألة (((إغتيال نوري المالكي))) مسألة وقت ليس إلا وبهذا ستشتعل النار بين القوى السياسية الشيعية المتحالفة مع المالكي وبين (الأكراد والعراقية) ويكون قد دخل العراق أخطر مرحلة ستؤدي به إلى أن يكون مجزء وقوى صغير متصارعة وبهذا ستهيئ الأرض لسقوط النظام السوري وبشكل مفاجئ لايتوقعه أحد وفي ذلك الوقت ستنتبه أو لربما لاتنتبه (القوى الشيعية لذلك) سنجد أن سوريا ستأخذ الدور الذي طالما حلمت به الدول العربية من خلال تنسيق (القوى السورية التي ستسولي على السلطة والتي هي مدعومة من قبل قوى الظلم والطغيان) مع (القوى التي تآمرت على تنفيذ مخطط أغتيال المالكي كالعراقية والأكراد) ليكونوا كياناً سياسياً خاضع كليا للنظام العالمي الجديد....وهذا سينقلنا لمرحلة ضرب إيران والدخول معها في معركة ستكون حاسمة للبقاء الشيعي في المنطقة والعراق بشكل خاص ..لربما يتهمني بعض القراء بأني لا أمتلك أي أمل في المستقبل وأن نظرتي سوداوية جداً أقول هي مجرد (فرضيات ) وقراءة يصح الحكم عليها بناء على ما سيجري والمعطيات التي ستنتج عن الصراع الدائر في العراق وسوريا هي التي ستحكم....

تقبلوا خالص تحياتي ودعواتي

كاتب المقال (الملك_ميسان) خارج على وعن قانون الماسونية العالمية وأعوانها.