اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخاطب بموضوعي هذا ثوار الشارع العربي و بالأخص ليبيا و سوريا تحديدا ... بما أنّ الأخيرة هي الأكثر عداءاً و بغضاً للشيعة ...
دائما ما يُنسبُ للشيعة الخيانة و الغدر و أنّ هذا في دمهم و قد توارثوه جيلاً بعد جيل و التاريخ يشهد بهذا حين غدر ابن العلقمي بالمسلمين و مكّن للتتار من بغداد ...
لستُ بصدد الدفاع عن ابن العلقمي ( رحمه الله ) في هذا الموضوع ... فالتهمة لم تثبت عليه من مؤرخي السنة أنفسهم ... و ما لفِّقَ له إنّما من أشخاص عُرِفوا بحقدهم على الشيعة و تلفيق الأكاذيب عليهم ...
لكن ... تصورا الآتي ...
في بلدتكم طائفتان اختلفتا في أمرٍ معيّن ... أنت من إحدى هذه الطوائف ... و الطائفة الأخرى هي نفس الطائفة التي ينتمي لها الحاكم ... فماذا كان من المقربين من الحاكم أن فعلوا ؟؟؟
كان أن انتصروا لطائفتهم ...
لكن ... كيف ؟؟؟
بأن شنّوا هجوما شرساً على أهلكم ... فقتلوا و شنّعوا ... و لم يميزوا بين رجل و امرأة ....و بين طفل و عجوز ...
نهبوا بيوتكم و أسواقكم ...
أخرجوا نساءكم و طافوا بهنّ في الشوارع سافراتٍ حفاة ...
حاولوا بيعهم في أسواق الرقيق ...
ماذا كنتم ستفعلون ؟؟؟
ما جرى أعلاه ... هو بعض ما جرى لشيعة الكرخ أيام المستعصم آخر الخلفاء العباسيين ... راجع أحداث الفتن الطائفية الكامل لابن أثر 9 / 83 & 205 & 213
لأصحح نبرة السؤال أعلاه ... ماذا فعلتم بعد أن وجدتم الظلم من حكامكم ؟؟؟
استنجدتم بمن ينصركم على ظلمهم ... أيّاً يكن ... مجتمع دولي ... أميركا ... فرنسا ... بريطانيا ... أيّا يكن ... لا يهم مدى عدائه و بغضه للإسلام و المسلمين ... و مدى أثر تدخله ... المهم أن تجدوا من ينصركم في ظلمكم ...
الآن ... أنتم ثبت عليكم ما لم يثبت على ابن العلقمي ... فهل ما فعلتموه خيانة و غدر ؟؟؟
....................
ملاحظة (1) : لم أذكر اختلاف اقوال المؤرخين بحق ابن العلقمي ( رحمه الله ) لعدم الإطالة حاليا ... و لاقتصار هدف الموضع على المقارنة ...
ملاحظة (2) : لست بصدد نقاش الثورات العربية ... ما جرى و ما يجري ... إنّما فقط المقارنة بين اتهامكم لابن العلقمي ( رحمه الله ) و ما قمتم به ...