شرح الباري لصحيح البخاري كتاب الأدب باب ما يكره من النميمة
قوله : ( باب ما يكره من النميمة ) كأنه أشار بهذه الترجمة إلى بعض القول المنقول على جهة الإفساد يجوز إذا كان المقول فيه كافرا مثلا ، كما يجوز التجسس في بلاد الكفار ونقل ما يضرهم .
قوله : ( وقوله - تعالى - : هماز مشاء بنميم ) قال الراغب همز الإنسان اغتيابه ، والنم إظهار الحديث بالوشاية ، وأصل النميمة الهمس والحركة .
قوله : ( ويل لكل همزة لمزة ، يهمز ويلمز ويعيب واحد ) كذا للأكثر بكسر العين المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة ، ووقع في رواية الكشميهني ويغتاب بغين معجمة ساكنة ثم مثناة وأظنه تصحيفا ، والهمزة الذي يكثر منه الهمز وكذا اللمزة ، واللمز تتبع المعايب . ونقل ابن التين أن اللمز العيب في الوجه والهمز في القفا ، وقيل : بالعكس ، وقيل : الهمز الكسر واللمز الطعن ، فعلى هذا هما بمعنى واحد ; لأن المراد بالكسر الكسر من الأعراض وبالطعن الطعن فيها ، وحكي في ميم يهمز ويلمز الضم والكسر ، وأسند البيهقي عن ابن جريج قال : الهمز بالعين والشدق واليد ، واللمز باللسان .
قوله : ( سفيان ) هو الثوري ، ومنصور هو ابن معتمر ، وإبراهيم هو النخعي ، وهمام هو ابن الحارث ، والسند كله كوفيون .
- ص 488 - قوله : ( إن رجلا يرفع الحديث ) لم أقف على اسمه ، وعثمان هو ابن عفان أمير المؤمنين .
قوله : ( فقال حذيفة ) في رواية المستملي " فقال له حذيفة " ولمسلم من رواية الأعمش عن إبراهيم " فقال حذيفة وأراده أن يسمعه " .
قوله : ( لا يدخل الجنة ) أي في أول وهلة كما في نظائره .
قوله : ( قتات ) بقاف ومثناة ثقيلة وبعد الألف مثناة أخرى هو النمام ، ووقع بلفظ نمام في رواية أبي وائل عن حذيفة عند مسلم ، وقيل : الفرق بين القتات والنمام أن النمام الذي يحضر فينقلها والقتات الذي يتسمع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه . قال الغزالي ما ملخصه : ينبغي لمن حملت إليه نميمة أن لا يصدق من نم له ولا يظن بمن نم عنه ما نقل عنه ولا يبحث عن تحقيق ما ذكر له وأن ينهاه ويقبح له فعله وأن يبغضه إن لم ينزجر وأن لا يرضى لنفسه ما نهي النمام عنه فينم هو على النمام فيصير نماما ، قال النووي : وهذا كله إذا لم يكن في النقل مصلحة شرعية وإلا فهي مستحبة أو واجبة ، كمن اطلع من شخص أنه يريد أن يؤذي شخصا ظلما فحذره منه ، وكذا من أخبر الإمام أو من له ولاية بسيرة نائبه مثلا فلا منع من ذلك ، وقال الغزالي ما ملخصه : النميمة في الأصل نقل القول إلى المقول فيه ، ولا اختصاص لها بذلك بل ضابطها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو غيرهما ، وسواء كان المنقول قولا أم فعلا ، وسواء كان عيبا أم لا ، حتى لو رأى شخصا يخفي ما له فأفشى كان نميمة . واختلف في الغيبة والنميمة هل هما متغايرتان أو متحدتان ، والراجح التغاير ، وأن بينهما عموما وخصوصا وجهيا ، وذلك لأن النميمة نقل حال الشخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه سواء كان بعلمه أم بغير علمه ، والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه ، فامتازت النميمة بقصد الإفساد ، ولا يشترط ذلك في الغيبة ، وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه ، واشتركتا فيما عدا ذلك . ومن العلماء من يشترط في الغيبة أن يكون المقول فيه غائبا ، والله أعلم .
----------------- صحيح مسلم كتاب الإيمان » باب بيان غلظ تحريم النميمة
105 حدثنا علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم قال إسحق أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال كان رجل ينقل الحديث إلى الأمير فكنا جلوسا في المسجدفقال القوم هذا ممن ينقل الحديث إلى الأمير قال فجاء حتى جلس إلينا فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قتات
--------------- صحيح مسلم كتاب الإيمان باب بيان غلظ تحريم النميمة
105 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي واللفظ له أخبرنا ابن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال كنا جلوسا مع حذيفة في المسجد فجاء رجل حتى جلس إلينا فقيل لحذيفة إن هذا يرفع إلى السلطان أشياء فقال حذيفة إرادة أن يسمعه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قتات .
...................... انتهى
و القتات هو النمام الذي ينقل كلام الناس بغية الفساد
-----
و أقول :
1 - النميمة و التجسس منهي عنهم في الدين الإسلامي و قد
كيف سمح بذلك عثمان بن عفان ..؟؟
أين هو من هذه الآية .. ؟؟ هل عمل بها ..؟؟
وفقاً للآية الكريمة فعثمان أكل لحوم إخوانه المسلمين كحذيفة و غيره ..
2 - يقول العسقلاني في شرح الباري :
(( : ( باب ما يكره من النميمة ) كأنه أشار بهذه الترجمة إلى بعض القول المنقول على جهة الإفساد يجوز إذا كان المقول فيه كافرا مثلا ، كما يجوز التجسس في بلاد الكفار ونقل ما يضرهم . ))
و أقول و لكن هذا الجاسوس كان يجلس بين المسلمين في المسجد فأين هو هذا الكافر و أين هي بلاد الكفر هذه ..؟؟
و يقول النووي : (( وهذا كله إذا لم يكن في النقل مصلحة شرعية وإلا فهي مستحبة أو واجبة ، كمن اطلع من شخص أنه يريد أن يؤذي شخصا ظلما فحذره منه ، وكذا من أخبر الإمام أو من له ولاية بسيرة نائبه مثلا فلا منع من ذلك ))
و أقول : هل حذيفة بن اليمان و من معه بالمسجد يمثلون خطراً أو يريدون ايذاء أحد أم كانوا نواب لعثمان لكي يكون لا مانع من هذا التجسس ..؟؟
3 - الجاسوس كان معروف و هو يجلس بين المسلمين و الصحابة و لكن تعتم على إسمه ... !!
قال العسقلاني : قوله : ( إن رجلا يرفع الحديث ) لم أقف على اسمه ، وعثمان هو ابن عفان أمير المؤمنين .
لماذا أخفي اسم هذا الرجل ..؟؟!!
4 - عثمان بن عفان كان راضٍ عن هذا الجاسوس و أنه كان ينقل له الأخبار باستمرار و إلا لما قال الصحابة أنه ينقل الأخبار لعثمان ( السلطان الأمير ) ...
و قد تكرر منه الفعل بنقل المعلومات لعثمان و لازال يرفع التقارير لعثمان ..
الفعل بالرواية مضارع يفيد الاستمرار (( يَرْفَعُ - ينقل ))
فلو كان يرده و لا يسمع منه لعاقبه و لما عرفه الناس بأنه جاسوس لعثمان
على أقل تقدير لكانوا قالوا هذا الرجل كان ينقل أخباراً لعثمان و لكنه ردعه و لم يسمع منه ..
5 - ما هو الشيء الذي كان يخشاه عثمان حتى بعث جواسيسه ينقلوا له الأقوال و الأخبار و لماذا يتجسس عثمان على حذيفة ابن اليمان في المسجد و بماذا يحدث الناس ...؟؟
هل لهذا علاقة بأن حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه كان عنده علم بالمنافقين و أسمائهم التي أخبرها بها رسول الله ..؟؟
ما حكم عثمان الذي يتجسس على الصحابة و المسلمين و يرسل عيونه و جواسيسه بينهم ..؟؟