المحور الثالث: - في رد بعض الشبهات التي يوردها البعض حول مظلومية الصديقة الطاهرة الشهيدة روحي فداها
الشبهة الاولى :- اين شجاعة علي عليه السلام
حيث نرى ان البعض يقول (( اين هي شجاعة امير المؤمنين عليه السلام الذي دوخ الابطال هل يمكن ان يسكت على ضرب زوجته امامه دون ان يحرك ساكنا والانكى من ذلك ان البعض من داخل الوسط الشيعي يقول ان وصية الرسول لعلي كانت حول الصبر على غصب الخلافة وليس بالصبر على كسر ظلع امراته امامه ))
ونقول لمثل هولاء هل ان ضرب السيدة الزهراء عليها السلام كان مجرد قضية شخصية ام كان محور تلك الحادثة يدور حول مسالة غصب الخلافة
القوم الذين هجموا على الدار كان همهم الاول والاخير اخراج علي عليه السلام لكي ييايع الخليفة الغاصب ابو بكر خصوصا وان دار امير المؤمنين عليه السلام اصبح يمثل واجهة لمعارضة السلطة المنحرفة فلجا اليه كل من لم يقبل بهذا الوضع الجديد ...
وامير المؤمنين عليه السلام كان يعيش حالة الوحدة المفرطة في تلك الايام حيث انساق الكل مع الباطل وصفقوا له ولم يبقى معه سوى الثلة الخلص المقداد وعمار وسلمان وابو ذر الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد ...فهل من الصحيح ان يقوم عليه السلام بعمل مسلح يؤدي الى استئصال تلك الثلة المؤمنة وهو ما كانت تطمح اليه سلطة الانحراف التي سحقت معارضيها بدون رحمة متهمة اياهم بالارتداد عن الدين ...
ورغم استبعاد الامام عليه السلام لخيار المعارضة المسلحة الا انه قام بدور فضح انحراف السلطة واعلان عدم رضاه بالوضع القائم يومها ودعوته الناس الى تغيير الوضع والانتصار له عليه السلام حيث طاف بالسيدة الزهراء على بيوت الانصار داعيا اياهم للأنتفاض ضد سلطة الجور والبغي ....
ولكن الامة في يومها كانت تغط في توم عميق ولم تعي عظم ما اقترفته من جرم بتنحية الوصي من مقامه الالهي واجلاس حفنة من الجهلة على منبر رسول الله صلى الله عليه واله ....
كانت الامة بحاجة الى صعقة كهربائية لو صح التعبير لتفيق من نومها وترجع الى رشدها فكانت السيدة الزهراء هي من قدمت دمها المبارك في خطى ذلك الطريق فما عظيم حقها على الامة وهي اختارت ان ترحل شهيدة صابرة مظلومة ملطومة الخد مكسورة الظلع ومحمرة العين وهي في عمر الورود ...كانت سرا اليها لم تفهمه الامة وانى لها ان تفهم ذلك السر الالهي المصون اما تقرء في التوسل بها وفي حديث الكساء وغيره (( والسر المستودع فيها )) .
بقي ان نشير ان هناك رواية واردة في كتاب سليم بن قيس ذلك الاصل الاصيل من اصول المذهب العقدية تروي احداث الهجوم على الدار بالتفصيل تشير الى ان الامير عليه السلام حين ما راى عمر اللعين يضرب الزهراء جلد به الارض وامسكه من تلابيبه وقال له ما مضمونه لولا الوصية يا ابن صهاك ما كنت تجرء دخول داري
والوصية لم تكن مختصة بالصبر عن غصب الخلافة بل ان هناك روايات تؤكد ان الرسول قد اخبر الامير عليه السلام بما سيجري عليه وعلى الصديقة الشهيدة من بعده وامره بالصبر على ذلك الامر احتسابا لله جل وعلا .
الشبهة الثانية :- لماذا الزهراء تفتح الباب ولا يفتحه علي واي احد من الموجودين في الدار حيث ذكرت الروايات لجوء عدد ممن رفضوا السلطة القائمة الى بيت امير المؤمنين عليه السلام .
فنقول هنا ان القوم لم يهجموا على الدار الالهية مرة واحدة فقط بل عدة مرات كما تدل على ذلك بعض مضامين الروايات الناقلة لهذا الحدث الجلل , وان في احدى تلك الهجمات تم اخراج من كان في الدار ممن لجا اليه مثل الزبير وغيره او انهم انصرفوا من تلقاء انفسهم وفي المرة التي تمت فيها الجريمة الشنعاء لم يكن في الدار سوى علي وفاطمة عليها السلام ...
ولقد اجاب امير المؤمنين عليه السلام من جاء من القوم بنفسه ثلاث مرات حينما طلبوا منه البيعة وفي المرة الرابعة كانت الزهراء من اجاب القوم من وراء الباب لتثير في انفسهم الحياء وتنبههم على عظيم جرمهم وانتهاكم لحرمة بيت الرسول المصطفى ولما يجف تراب قبره الشريف طبعا هذا في ظاهر الامر اما باطنه فقد اوضحنا بان الزهراء عليها السلام هي من نذرت نفسها المباركة دفاعا عن الامامة واثارة لضمير الامة الميت , وهناك من يميل الى وجود باب خلفي في البيت تم من خلاله تنفيذ القوم للجرم الشنيع .
واذا تنزلنا عن ذلك كله فليس في اجابة الزهراء للقوم اي محذور شرعي او اخلاقي خصوصا وان المستشكل لا يلتزم بحرمة الاختلاط بين الرجال والنساء كما هو معروف ويشكك في حديث الزهراء خير للمراة ان لا ترى رجل ولا رجل يراها ,,,
اللهم صلي على الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والعن من اذى نبيك فيها عدد ما احصاه علمك واحاط به كتابك