[الملك_ميسان]

لقد روى لنا التأريخ الحديث والقديم عن ثورات عظيمة قامت في أنحاء المعمورة ثورات كان لبعضها الأثر في تغيير وجه التأريخ ولا مقارنة للأي ثورة ب(ثورة سيد الشهداء الأمام أبي عبد الله الحسين الشهيد صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم) فثورة عاشوراء تلك الملحمة التأريخية والمأساة التي هزمت طواغيت الأرض الذين جعلوا عباد الله خولا وماله دولا..
لا توجد ثورة على وجه الأرض منذ نزول آدم وحتى قيام الساعة من الأهمية والعظمة والمصداقية كثورة الأمام الحسين (عليه السلام)ولكن هناك ثورات إنطلقت بعد عاشوراءوعلى مر العصور وتعدد الأسباب إلا أن الثورات والأنتفاضات المتعاقبة إستمدت تلك الروح الحسينية الثائرة على الظلم والأستبداد والطغيان الأعمى الذي لايرى إلا نفسه، طغياناً قائده الشيطان ورواده المنحرفين ....وبعد أن أحكم الشر قبضته على البلاد والعباد وأخضع الناس لحكومات الباطل وصار الجبابرة يأخذون الشعوب الأسلامية من مصيبة إلى أخرى ويقودونهم من كارثة للأخرى....ظلت الشعوب في ظل تلك الحكومات والدكتاتوريات خانعة مغلوب على أمرها ...وكما نشاهد هذه الأيام أشياء لايكاد يصدقها أحد لو قيل له قبل خمس سنوات ستحصل ثورات وتسقط حكومات في دول عربية ، بسبب فرض هؤلاء الحكام سيطرتهم علىتلك الشعوب وتبرايرات المستفيدين و الأنتهازيين لتلك الحكومات الدكتاتورية...حتى صار "رؤساء" تلك الدول ملوك وسلاطين الذين زرعوا الخوف في نفوس الناس وإرعابهم وإرهابهم وخنقهم حتى أصبح الفرد يخاف أن يفكر بصوت عالى إذا ماخطر في باله تسائل حول تلك الحكوماتهكذا كان حال العراق.. العراق البلد الذي أزهقت أرواح أبنائه وأهريقت دمائهم بسبب سياسات رعناء من قبل الحاكم و باختلاق كذبة صدقها الحاكم وصادق عليها زبانيته الذين كانوا السبب الرئيس في طول بقائه ...في العراق ثار أبنائه في إنتفاضة كتب عليها أن توئد في مهدها وتذبح على مرئ ومسمع من العالم كله ....
راح ضحيتها مئات الآف من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، الأنتفاضة الشعبانية وبرأيي المتواضع من أعظم ثورات العراق والمنطقة وأكبرها وجائت في وقت حرج حاول العراقيين إستغلال ظرف معين للتخلص من حكومة ظالمة مجرمة جثمت على صدر الشعب ومزقته كل ممزق فلم يبقى بيت إلا وقامت به النوائح ونصبت به المآتم ...على هذه الحكومة
إنتفض الشعب العراقي وفي ضربة خاطفة عصفت الأنتفاضة بأجهزت النظام الأجرامي وسحقتها سواعد المنتفضين لم يخطط لها ولم يحرض عليها أحد إنها ثورة حركتها المعاناة والظلم والدمار فالأنتفاضة الشعبانية لها خصوصية فريدة لاتشبهها أي إنتفاضة أو ثورة وذلك أن الدمار الذي وقع على العراق هو الدافع الأول ..فلم يكن الدافع طائفي كما أوحى (بعض الشياطين إلى بعضهم أن الثورة كانت طائفية شيعة ضد سنة ) وكيف يكون هذا وهناك محافظات تعتبر من الغالبية السنية إنتفضت ضد الطاغية حتى صار النظام يميز بين المحافظات ....! فالمحافظة التي إنتفضت ضد نظامه وصفها بالغوغائية والتي لم تنتفض عليه "سماها بالمحافظة البيضاء كمحافظة ديالى مركز الأرهاب والبعثيين حالياً" ..! فالقمع طال أغلب محافظات العراق..إلا أن المحافظات الجنوبية هي التي وقعت فيها المأساة وكان نصيبها أكبر حملة تصفية حصلت في تاريخ العراق والمنطقة،ضحيا دفنوا في مقابر جماعية لازالت تكتشف لحد هذا اليوم، حقيقة أن الأنتفاضة الشعبانية أسقطت النظام بالرغم من أنها لم تكن على تنظيم عالي ..إلا أنها تسببت بانهار النظام البعثي وهزت أركانه..وكان على وشك الهروب لولا تدخل (الكيان الوهابي الغاصب أو ما يعرف بالسعودية)و(الدولة الماسونية الأرهابية الولايات المتحدة) حتى وصل الأمر ب(بوش الأب لعنة الله عليه) أنه قال"الشيطان الذي تعرفه خير من الشيطان الذي لاتعرفه"..! والحقيقة هي أن "بوش ومن هم ورائه" كانوا حلفاء للمقبور في حربه على الجمهورية الأسلامية في إيران ..
فقامت ما يسمى "بقوات التحالف الدولي" بفتح المجال للمقبور بقمع الأنتفاضة وسحقها وبأي ثمن بل وقدموا الدعم الإعلامي للمقبور..بإدخال إيران على الخط وأن الذين إنتفضوا هم صنيعة إيرانية وإيران هي من تقود تلك الأنتفاضة من أجل تبرير دعمهم للمقبور..ونظامه...وفي تلك الظروف والأجوء المرعبة التي مرت على أبناء الجنوب خصوصاً وقفت دول الجوار والدور العربية على وجه خاص تتفرج على طريقة قتل الأبرياء وتهديم أضرحة الأمامين الحسين والعباس عليهما السلامبالإضافة إلى قيام اللإعلام الغربي بالتعتيم على الأنتفاضة حتى تتيح( للنظام البعثي أن يكمل مهمته) وكل هذا حصل لانه لم يكن (لقوى الشر والطغيان العالمية) يداً في هذه الأنتفاضة ولم تكن معدة من قبلهم ولم تكن تتحرك بتوجيهاتهم ولم يكن هناك مكان لرجالهم ..فيها..وبالمقارنة مع ما يحصل أو حصل في الدول العربية فثوراتهم أعد لها وتم تهيئة الأجواءلقيامها وتم إعداد الكوادر لقيادتها بالرغم من أني أؤمن أن البسطاء الذين خرجوا وخسر البعض أرواحهم كانوا صادقين إلا أنهم لم يفهموا أنهم أدوات من أجل تحقيق هدف رسم لهم وانساقوا ورائه من دون وعي..
لذا فالأنتفاضة الشعبانية هي عروس الأنتفاضات ومدرسة الجهاد والتضحية قبل أن تحصل الثورات العربية لأكثر من عقدين ..فاليوم نسمع عن مجازر قام بها هذا النظام أو ذاك ...والقتلى لايتعدى عددهم أصابع اليد لكن الأعلام المغرض هو الذي يضخم ويكبر في الحوادث على عكس المجزرة الكبرى التي حصلت في العراق وراح ضحيتها 250،000 أو أكثر سجون الرضوانية وتكريت ومقرات المخابرات تشهد على هذه المأساة ولم تلتفت لها أي جهة وكأنك تشعر أن العالم بأسره وقف في وجه الأنتفاضة كأنها كانت تهدد عروشهم ...!!! ونحن نعرف السبب الذي جعلهم يؤخرون سقوط المقبور للأن المسرحية فيها فصول وفصولها لم تكتمل في ذلك الوقت ولو كانت تلك المرحلة مناسبة لمصالحهم لسقط النظامثم هم أرادوا أستمرار النظام من أجل أن يسقطوه بنفس الأيادي التي وضعته..حتى يضللوا الشعب العراقي ويصبحون أبطال في نظر بعض السذج..وهذا ما حصل فعلا ...حتى صار البعض ممن يدعي التدين بتنصيب نفسه محامياً عن الأحتلال الأرهابي الماسوني الذي ذبح أنباء الأنتفاضة بوضعه السكين بيد(المقبور) ...! وهكذا حصل فسلط الله على الظالم من هو أظلم منهوإذا بها نفس اليد التي ( صنعت المقبور هي من خلعته عن عرش العراق )...!وهنا أريد أن أتطرق إلى مسألة ولا بد من ذكرها ...تتعلق بالحكومة وحقوق المظلومين والشهداء والمتضررين من إجرام المقبور وأمريكا والدول العربية حيث أننا لم نرى تلك الحكومة تقوم بواجبها إزاء الأبطال الذين وقفوا كالأسود الضواري بوجه الماكنة العسكرية البعثية المدعومة من أمريكا والعرب..! لم نرى من تلك الحكومة تقديم أي خدمة تليق بتضحيات أبناء العراق وعوائل الشهداءالذين دفن أبنائهم وأحبابهم أحياء تحت التراب...لم نرى من الحكومة سوى التسويف والمماطلة والتأخير وكأنهم متفضلين على أبناء الأنتفاضة ...وهذا ينطبق على تلك الأحزاب التي حاولت زوراً نسبة الأنتفاضة إلى نفسها وهي لم يكن لها يد فيها إطلاقاً إنما دخلت بعد أن قام الناس بإزاحة اجهزت النظام من مقراتهم...وامتنع البعض عن دخول العراق بالرغم من أنه كان مجهز بكل أنواع الأسلحة وذلك لظروف دولية "فرضت عليهم"..! اليوم ونحن نستذكر الأنتفاضة الشعبانية المباركة نطالب الحكومة والبرلمان والأحزاب بإنصاف عوائل الضحيا والشهداء وإقامة أحتفالية تليق بتلك التضحيات وبتلك المناسبة العظيمة ..للأن الشعوب تحتفل بإنجازاتها والأنتفاضة الشعبانية كانت من أكبر إنجازات الشعب العراقي وتستحق الوقوف عندها ولو لساعات...خصوصا ًوأن اغلب الأحزاب تمتلكمحطات فضائية...فما هو عذرهم ياترى..!؟ وأحب أن استذكر ثورة الشعب البحريني المجاهد وشعب القطيف والأحساء شهدائهم وأسراهم وجرحاهم
ومناضليهم والأبطال المرابطون والمراجع(حفظهم الله تعالى) والشيوخ والشباب والنساء والأطفال الصامدون في هذه المناطق المحرومة والمظلومة والتي تعاني مثل ما عانا منه شيعة العراق من المقبور وهاهم العرب يستخدمون نفس الأسلوب وطرق القمع وبتأييد من دولة الولايات المتحدة الأمريكية الماسونية وكان التأريخ يعيد نفسه لكن في بقعة أخرى ....!!! فتحية لشعبي البحرين والقطيف والأحساءوالرحمة لشهدائهم الأبرار والعار للفجار الظلمة ..وختاماً ستبقى اللأنتفاضة الشعبانية ودماء الأبرياء والشهداء شاهد على وحشية (النظام البعثي) وتآمر(أطراف دولة وأقليمة)بشكلفاضح على هذه اللأنتفاضة العظيمة التي لو كتب لها النجاح لكان الحال غير الذي نحن فيه...فالمجد لؤلائك الذين دفنوا أحياء في العراء والكرامة لؤلائك الذين واجهوا جيوش المقبور بصدرو عارية وتحية أجلال وأكبار لعوائل الشهداء والضحيا الأبرياء الذين لم يتذمروا واحتبسو حزنهم في قلوبهم..صبراً وآحتسباً لله تعالى
والعار كل العار للنظام المقبور ولمن وقف معه ذلك الموقف ولمن رضي بفعله أو أعانه عليه .

الكاتب الملك_ميسان مسلم شيعي رافضي خارج على وعن قانون الماسونية العالمية وأعوانها.