اذهب إلى: تصفح, البحث
الإمام جعفر الصادق (ولد يوم 17 ربيع الأول80 هـ في المدينة المنورة وتوفى فيها سنة 148هـ)
هو أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين السجاد بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب. وأم جعفر هي فاطمة أو أم فروة بنت القاسم بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن قحافة, وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب.
يعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية (الإثنا عشرية) و(الإسماعيلية) وإليه انتشار مدرستهم الفقهية. ولذلك تسمى الشيعة الاثني عشرية بالجعفرية أيضا، بينما يرى أهل السنة والجماعة أن علم الإمام جعفر ومدرسته أساس لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته من الله، وروى عنه كثير من كتاب الحديث السنة والشيعة على حد سواء
استطاع أن يؤسس في عصره مدرسة فقهية وتتلمذ على يده العديد من العلماء. ويقال إنه من أوائل الرواد في علم الكيمياء حيث تتلمذ على يديه أبو الكيمياء جابر بن حيان،[1][2]
وقد كني الإمام الصادق بعدة كنى منها أبو عبد الله (وهي أشهرها) وأبو إسماعيل وأبو موسى. ولقب بالصادق، والفاضل، والطاهر، والقائم، والكامل، والمنجي. وكان يوصف بأنه ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر، جعده، أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خال أسود.
محتويات
أبوه الإمام الجليل: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤَي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أم أبيه السيدة: أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤَي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمه السيدة: أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أم أمه السيدة: أسماء بنت عبد الرحمن بن أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكان سبب وفاته في السنة المذكورة أعلاه مسمومًأعلى يد الخليفة العباسي المنصور.
[عدل] نظرة الإثنا عشرية لفقه وروايات جعفر
تؤمن الطائفة الشيعية الإثناعشرية المسلمة بعصمة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) كعصمة الرسول صلى الله عليه واله وسلم من عند الله بنص اية التطهير ,وأنه مسدد من قبل الله تعالى، وبالتالي فإن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) غير خاضع للجرح والتعديل، وكما أن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) يتم أخذ الحديث عن الرسول إسنادا متصلا بابائه وذلك لعصمتهم وصدقهم فيما يقولون، كما أن فقه الامام جعفر وتعاليمه التي تثبت عنه ويتم ثبوت صحتها عنه فلا يجوز تجاوزها أو الاعتراض عليهالانها من عند الله تعالى، « فالحديث عند الشيعة الإثناعشرية هو كلامٌ يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره، وبهذا الاعتبار ينقسم إلى الصحيح ومقابله، وبهذا عُلم أن مالا ينتهي إلى المعصوم ليس حديثاً، وأما العامة (يقصد أهل السنة والجماعة) فاكتفوا فيه بالانتهاء إلى أحد الصحابة والتابعين، ولأجل التمييز بين القسمين ربما يسمّون ما ينتهي إلى الصحابة والتابعين بالأثر.[3]».
والجدير بالذكر أن الامام جعفر هو أكثر الأئمة رواية في كتب الحديث عن الإثناعشرية، بل إن الطائفة الإثناعشرية تلقب نفسها بلقب الجعفرية نسبة لجعفر الصادق.
[عدل] نظرة أهل السنة لجعفر
يرى أهل السنة والجماعة أن جعفر الصادق إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، وأنه ثقة مأمون ولا حاجة في نقل أقوال ائمة الحديث فيه فهي طافحة في الثناء عليه والمدح فيه، ولكنه كغيره من الأئمة يأخذ منه ويرد ولا معصوم عند أهل السنة والجماعة إلا الرسول ـ ـ، ويرى أهل السنة والجماعة أنه من الطبيعي أن يسبق بعض من هم ليسوا من آل البيت من هم من آل بيت في العلم والفقه والحفظ
أبو حنيفة النعمان ولد في نفس العام الذي ولد فيه جعفر الصادق ويقول البعض أن أبو حنيفة تتلمذ على يد جعفر الصادق وهذاغير صحيح لأن أبا حنيفة عاش في الكوفة بينما عاش جعفر بن محمد في المدينة. كما أن الثابت تاريخيا هو ان جعفر بن محمد() قد تتلمذ على يد تلاميذ أبي حنيفة حيث تعلم منهم تشريع (القياس) وطبقه في أحكامه الفقهية. اما قول: لولا السنتان لهلك النعمان.فهذا القول لا يصح ولم يثبت عن الامام أبو حنيفه ()
تميز عصر الإمام الصادق بأنه عصر النمو والتفاعل العلمي والحضاري بين الثقافة والتفكير الإسلامي من جهة, وبين ثقافات الشعوب ومعارف الأمم وعقائدها من جهة أخرى. ففي عصره نمت الترجمة, ونقلت كثير من العلوم والمعارف والفلسفات من لغات أجنبية إلى اللغة العربية, وبدأ المسلمون يستقبلون هذه العلوم والمعارف وينقحّونها أو يضيفون إليها, ويعمقون أصولها, ويوسعون دائرتها. فنشأت في المجتمع الإسلامي حركة علمية وفكرية نشطة.
وسط هذه الأجواء والتيارات والمذاهب والنشاط العلمي والثقافي, عاش الإمام الصادق ومارس مهماته ومسؤولياته العلمية والعقائدية كإمام وأستاذ, وعالم فذّ لا يدانيه أحد من العلماء, ولا ينافسه أستاذ أو صاحب معرفة, فقد كان قمة شامخة ومجدا فريدا فجّر ينابيع المعرفة, وأفاض العلوم والمعارف على علماء عصره وأساتذة زمانه فكانت أساسا وقاعدة علمية وعقائدية متينة ثبت عليها البناء الإسلامي, واتسعت من حولها آفاقه ومداراته. وقد اشتهر الإمام الصادق بغزارة العلوم ولا سيما في الطب والكيمياء وخلف آثارا عجيبة من ذلك (طب الصادق) و(أماليه). هذا بالإضافة إلى علم الكلام والفقه والحديث وقد روى جابر بن حيان الكيمياوي العربي الشهير الشيء الكثير من الآراء الكيمياوية في مؤلفاته عن الإمام جعفر الصادق.
و في (حليه الأولياء) لأبي نعيم بعد ما جاء بأسماء أعلام الإسلام روايتهم عنه قال, واخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه, وكان مالك بن انس إذا حدث عنه قال "حدثني الثقة بعينه" و"ما رأت عين, ولا سمعت أذن, ولا خطر على قلب بشر, أفضل من جعفر الصادق, فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً".
[عدل] مناظرات جعفر الصادق الدينية والعلمية
لقد كان للإمام جعفرالصادق كثير من المناظرات مع العلماء وغيرهم في الدين والعلوم الإنسانية المختلفة، وقد اتبع الإمام الصادق منهجاً منطقيا تسلسليا في المناظرة والنقاش وهو أسلوب علمي يبرز مكانته العلمية وقدرته على استحضار كافة جوانب الموضوع وحضور البديهة في الرد ,ويمكننا الإشارة إلى لمحة سريعة إلى عناوين بعض المناظرات التي حدثت مع الامام جعفر بن محمد الصادق حيث انه من الطبيعي ان يتعرض شخص بهذا المستوى الكبير من الفهم والعلم والمكانة لاسئلة المستفسرين وانكار الملحدين ومكابرة كثير من الفئات المتاثرة بالعلوم المستقدمة من هنا وهناكومن تلك المناظرات: 1ـ مناظرة الامام الصادق مع الملحدين 2ـ مناظرة الامام الصادق مع ابي حنيفة في القياس 3ـ مناظرة الامام الصادق مع رؤساء المعتزلة 4ـ مناظرة الامام الصادق مع طبيب هندي 5ـ مناظرة الامام الصادق مع عبد الله بن الفضل الهاشمي 6ـ مناظرة الإمام جعفر الصادق (ع) مع الزنادقة، الملاحدة، المشككين بقدرة الله تعالى، 7ـ مناظرة الامام الصادق مع ابن ابي العوجاء 8ـ مناظرة الامام الصادق مع ابي حنيفة في حكم التوسل بالنبي(ص) 9ـ مناظرة الامام الصادق في الحكمة من الغيبة. وغيرها الكثير من المناظرات المهمة والمفيدة جدا
[عدل] أصحابه وتلاميذه
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني اسند عنه.
وقال مصعب، عن الدراوردى قال : لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بنى العباس.
قال مصعب ابن عبد الله : كان مالك لا يروى عن جعفر حتى يضمه إلى أحد.
وروى عباس عن يحيى قال : جعفر ثقة مأمون.
وقال أبو حاتم : ثقة لا يسأل عن مثله.
2* (تهذيب الكمال - المزي ج 5 ص 76):
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي ابن المديني : سئل يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد فقال : في نفسي منه شيء، قلت : فمجالد ؟ قال : مجالد أحب إلي منه.
وقال أحمد بن سلمة النسيابوري، عن إسحاق بن راهويه، قلت للشافعي : كيف جعفر بن محمد عندك ؟ فقال : ثقة في مناظرة جرت بينهما.
وقال أبو العباس بن عقدة : حدثنا جعفر بن محمد بن هشام قال : حدثنا محمد بن حفص بن راشد قال : حدثنا أبي، عن عمرو بن أبي المقدام، قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.
وقال أيضا : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قال : حدثنا محمد بن حماد بن زيد الحارثي، قال : حدثنا عمرو بن ثابت، قال : رأيت جعفر بن محمد واقفا عند الجمرة العظمى، وهو يقول : سلوني، سلوني.
وقال أيضا : حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم، قال : حدثني إبراهيم بن محمد الرماني، أبو نجيح قال : سمعت حسن بن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت ؟ فقال : ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصورالحيرة، بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيئ له من مسائلك الصعاب، قال : فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبي جعفر، فسلمت، وأذن لي، فجلست، ثم التفت إلى جعفر، فقال : يا أبا عبد الله تعرف هذا ؟ قال : نعم، هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها : قد أتانا، ثم قال : يا أبا حنيفة ؟ هات من مسائلك، نسأل أبا عبد الله، وابتدأت أسأله، وكان يقول في المسألة : أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة، ثم قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟.
(وجعفر الصادق من خيار أهل العلم والدين كذب عليه أكثر مما كذب على من قبله، فالآفة وقعت من الكذابين لا منه، ؤلهذا نسبت إليه أنواع من الأكاذيب مثل كتاب البطاقة والجفر والهفت والكلام عن النجوم حتى نقل عنه أبو عبد الرحمان (السلمي) في حقائق التفسير من الأكاذيب ما نزه الله جعفرا منها)
وقال أبو حنيفة النعمان (ما رأيت أفقه من جعفر)
وقال ابن حبان (هو سيد من سادات أهل البيت, وعباد أتباع التابعين, وعلماء أهل المدينة)
روي أنه لما سئل عن تحريم الربا وعلته قال (لأن لا يتمانع الناس المعروف)
(ان قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل، فان عليك في خروجك ان لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن، ثم قال : نعم صومعة المسلم، بيته، يكفُّ فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه.)
قال لحمران يا حمران انظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فان ذلك أقنع لك بما قسم لك، واحرى ان تستوجب الزيادة من ربك، واعلم ان العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللّه من العمل الكثير على غير يقين واعلم انه لا ورع أولى من تجنب محارم اللّه والكف عن اذى المؤمنين واغتيابهم، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق، ولا مال انفع من القنوع باليسير المجزي، ولا جهل اضر من العجب.)
وقيل له : على ماذا بنيت أمرك، فقال : (على أربعة أشياءعلمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت، وعلمت أن اللّه عز وجل مطلع عليّ فاستحييت، وعلمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت، وعلمت أن آخر أمري الموت فاستعددت.)
من أنصف الناس من نفسه رُضي به حكما لغيره
(لا تسخطوا الله برضى أحد من خلقه, ولا تتقربوا إلى الناس بتباعد من الله)
(أحب أخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي).
الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض.
(من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا، من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكّل أعطي الكفاية)
(هل الإيمان إلا الحب والبغض).
(سأل عن تفسير الاية " اهدنا الصراط المستقيم " فقال : يعنى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه).
إيّاكم والكذب المفترع. قيل له: وما الكذب المفترع ؟ قال: أن يحدّثك الرجل بالحديث فتتركه وترويه عن الذي حدّثك عنه.
كان للصادق عشرة أولاد هم إسماعيل (و إليه ينسب المذهب الإسماعيلي) وعبد الله وأم فروة -وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب-، وموسى بن جعفر وإسحاق ومحمد -وأمهم أم ولد اسمها حميدة، والعباس وعلي (المعروف بالعريضي) وأسماء وفاطمة لأمهات شتى.
[عدل] المراجع
<LI id=cite_note-0>^روائع الحضارة الإسلامية، للدكتور علي عبد الله الدفاع. <LI id=cite_note-1>^موسوعة العلماء الكيميائيين، للدكتور موريس شربل.
^ العلامة المُحقق آية الله الشيخ السبحاني : أصول الحديث وأحكامه ص 19