الرد على الدمشقية حول فدك وغضب الزهراء عليها السلام على أبي بكر
بتاريخ : 27-04-2012 الساعة : 04:11 PM
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
السلام عليك يا سيدة نساء العالمين
اللهم صل و سلم على محمد و آله الأطهار
الشكر الى الأخت الفاضلة العقيلة و الى أستاذنا الفاضل حيدرة على هذا الجهد الرائع
عظم الله لكم الأجر باستشهاد سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء عليها السلام
و لما للموضوع من أهمية عظيمة و مقام أعظم لبضعة سيد الأنبياء و المرسلين النبي الأعظم محمد صلى الله عليه و آله و سلم أحببت إضافة قضية تتعلق بالسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام و هي حول حديث
غضبها على عصبة النفاق و الإنقلاب و موقفها منهم
و ذلك باقتباس تعليق الحميراء الدمشقية على رواية البخاري
و التي كشف ذلك الموقف و الإحتجاج و الذي جاء في كتابه
: أحاديث يحتج بها الشيعة
المؤلف : عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية
فقال :
أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله
مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله ? قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد ? في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ? عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ? ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ? فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي ? ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله ? نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ? أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله ? يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف» (رواه البخاري).
في هذا الحديث مسائل لا تخلو من إشكالات:
1- هل يجوز لفاطمة أن تهجر أبا بكر على قطعة أرض تسببت في هجر المسلمين بعضهم لبعض طوال قرون؟
ألم يرو الشيعة أن النبي نهى عن أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام؟
فمن كان أكثر طاعة؟
أبو بكر الذي منعه حديث (وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا) أم فاطمة؟
أم أن الأمر متعلق بامتناع فاطمة عن تكليم عمر في شأن أرض فدك؟
فإن لفظ الحديث الذي رواه معمر عن الزهري الذي فيه « فهجرته فاطمة .. فوقع عند عمر بن شبه من وجه آخر عن معمر ونصه : « فلم تكلمه في ذلك المال» ليس فيه لفظ هجران ولا غضب ولا غيره.
وكذا نقل الترمذي عن بعض مشايخه أن معنى قول فاطمة لأبي بكر وعمر: « لا أكلمكما» أي في هذا الميراث. ذكر ذلك كله ابن حجر في الفتح (6/202).
2- بينت روايات خارج البخاري مثل السنن الكبرى للبيهقي (6/300) أن لفظ « فغضبت فاطمة وهجرته ولم تكلمه حتى ماتت.. إلخ الكلام الطويل« أنه مدرج من كلام الزهري وليس من نص الحديث. وقد نص البيهقي على أن الزهري أدرج في هذا الحديث 3- وذكر أن البيهقي روى من طريق الشعبي بسنده أنه قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق ، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر الصديق يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت. (في سنن الكبرى للبيهقي 6/301). قال ابن كثير رحمه الله : « وهذا إسناد جيد قوي والظاهر أن عامر الشعبي سمعه من علي أو ممن سمعه من علي» (البداية والنهاية 5/253(.
قال الحافظ ابن حجر: « إسناده إلى الشعبي صحيح، وبه يزول الاشكال في جواز تمادي فاطمة على هجر أبي بكر» (فتح الباري6/202)..
* فائدة حديثية: اتفق المحدثون على أن مراسيل الزهري واهية شبه الريح (تدريب الرواي1/205 )، وباتفاقهم أن مراسيل الشعبي أقوى من ذلك، فمن أراد أن يحتج بمرسل الزهري لزمه الاحتجاج بمرسل الشعبي من باب الأولى، مع أن مرسل الزهري لم يثبت أصلاً.
وحديث عائشة في البخاري أن فاطمة ماتت وهي غاضبة عليه لا ينافي هذا الحديث فإن عائشة رضي الله عنها حدثت بما علمت وبحسب علمها ومعرفتها وفي رواية الشعبي زيادة علم وثبوت زيارة ابي بكر لها وكلامها له ورضاها عنه
وهنا قاعدة مهمة عن اهل الأصول
وهي أن عائشة نفت والشعبي اثبت والقول المثبت مقدم على القول المنفي لأن احتمال الثبوت حصل بغير علم النافي وكذلك كيف يغيب عن فاطمة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. ولذلك قال القرطبي :ثم إنها أي فاطمة لم تلتق بأبي بكر لشغلها بمصيبتها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولملازمتها بيتها فعبر الراوي عن ذلك بالهجران. (المفهم على مسلم 12/73(. و هناك أمر مهم - يفضل تذكره- وهو أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان في خلافته يحمل على كتفه الحسن رضي الله عنه، وهو يضحك ويقول: بأبي شبيه النبيّ وليس شبيها بعليّ، وكان علي يراهما ويضحك سروراً. ولا يعقل أن يستطيب عليٌُ هذا من أبي بكر وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غاضبة من أبي بكر وساخطة عليه.
فوائد الحديث:
ثبات أبي بكر طاعة رسول الله وقد كان ذلك من أثقل الفتن عليه.
فإن فاطمة كانت أحب إليه من ولده. ولكن طاعة أبيها أولى.
نعم إن قبر فاطمة غير معروف وليس في النص علاقة بموقف أبي بكر منها.
ولعلها حكمة من الله حتى لا يعبد قبرها من وصفوها بأنها إله ظهر بصورة امرأة. (قاله الخميني في كتابه منزلة المرأة في الاسلام).
*** إذا قلتم إن فاطمة كانت تعلم باحتجاج أبي بكر عليها بحديث (لا نورث، ما تركناه فهو صدقة) فقد طعنتم فيها بأنها جاءت تطلب ما كانت تعلم أنه لا حق لها فيه. وإن قلتم أنها لا تعلم. فقد أبطلتم عقيدة العصمة لأنه يشترط في المعصوم أن يعلم كل شيء وأن لا يخفى عليه شيء. ولكن كان علي يعلم بهذا الحديث الذي أبو بكر به. ففي صحيح مسلم أن عمر قال لعلي والعباس (فقال عمر: اتئدا. أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون أن رسول الله ( قال) لا نورث. ما تركنا صدقة (قالوا: نعم. ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمان أن رسول الله ? قال لا نورث. ما تركناه صدقة (قالا: نعم) انتهى.
وقد نصت كتب الشيعة على أن ميراث علي من النبي هو الكتاب والسنة. فقد أسند الصدوق إلى عبد الله بن أوفى قوله «آخى رسول الله ( بين أصحابه وترك عليا فقال له: آخيتَ بين أصحابك وتركتني؟ فقال: والذي نفسي بيده ما أبقيتك إلا لنفسي، أنت أخي ووصيي ووارثي. قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما أورث النبيون قبلي: كتاب ربهم وسنة نبيهم» (الأمالي للصدوق346 تفسير الميزان8/117 للطباطبائي كتاب الأربعين للماحوزي ص236).