العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية مصـshiaaـر
مصـshiaaـر
عضو نشط
رقم العضوية : 70898
الإنتساب : Feb 2012
المشاركات : 219
بمعدل : 0.05 يوميا

مصـshiaaـر غير متصل

 عرض البوم صور مصـshiaaـر

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي الحروف المقطعة في القرآن الكريم
قديم بتاريخ : 01-05-2012 الساعة : 09:06 PM


الحروف المقطعة في القرآن الكريم

الكاتب : سماحة العلامة جعفر مرتضى العاملي
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون و رحمة الله و بركاته .
و بعد..
موضوع البحث ، هو :
( الحروف المقطعة في فواتح السور من وجهة نظر قرآنية ) .
فلقد كثر الحديث عن الحروف المقطعة الواردة في فواتح السور القرآنية ، و تعددت ، و تشعبت الأقوال و الآراء حولها . حتى عد المفسرون ما يقرب من عشرين قولاً حول المراد منها..
فقيل:
ـ هي من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله سبحانه .
ـ هي أسماء للسور التي وقعت في أوائلها .
ـ إنها أسماء لمجموع القرآن..
ـ إنها أسماء لله سبحانه فـ " ألم " معناها : أنا الله العالم .
و " ألمر " معناها : أنا الله أعلم و أرى..
ـ إنها أسماء لله مقطعة لو أحسن تأليفها لعلم اسم الله الأعظم ، فـ " ألر و حم و ن ". تصير : الرحمن . و هكذا
ـ إن هذه الحروف شريفة لكونها مباني كتبه المنزلة و أسمائه الحسنى و صفاته العليا ، و أصول لغات الأمم.. و قد أقسم الله تعالى بهذه الحروف .
ـ إنها إشارات إلى آلائه سبحانه ، و بلائه ، و مدة الأقوام و أعمارهم و آجالهم .
ـ إنها إشارة إلى بقاء هذه الأمة بحسب حساب الجمل..
ـ إنها تسكيت للكفار الذين تواصوا فيما بينهم أن : ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [1] .
فكانوا إذا سمعوا هذه الحروف استغربوها ، و تفكروا فيها ، فيقرع القرآن مسامعهم .
ـ إنها للإشارة إلى معان في السورة فكلمة ﴿ ن ... ﴾ [2] إشارة إلى ما تشتمل عليه السورة من النصر الموعود و كلمة ﴿ ق ... ﴾ [3] إشارة إلى القرآن أو إلى القهر .[4]
إلى غير ذلك من أقوال لا مجال لتتبعها...
و لعل آخر ما يمكن أن يعتبر رأياً في هذا المجال.. هو ما ذكره بعض المتأخرين ، و اعتبر بمثابة " إعجاز مدهش جديد للقرآن الكريم يكتشفه عالم مصري " .
و هو يعني : أن هذه الحروف المقطعة تدخل كعنصر هام و حاسم في موضوع الإعجاز العددي للقرآن..
و نحن لا نريد أن نسيء الظن فيما يتعلق بهذا الرأي ، على اعتبار أنه يعتمد الرقم ( 19 ) و يتخذه محوراً في مجمل استنتاجاته ، و هو الرقم المقدس عند طائفة البهائية الضالة..
كما أننا لا نريد المبالغة في التشاؤم إلى حد أن نعتبر ذلك يهدف إلى صرف الأنظار عن دقائق المعاني القرآنية الباهرة إلى الاهتمام بالظواهر و القوالب اللفظية..
لا... لا نريد ذلك... فإننا نأمل أن يكون ثمة قدر كبير من حسن النية ، و سمو الهدف.. و إنما نريد أن نؤكد على أن بعض الباحثين [5] قد تتبع هذه النظرية بالبحث و التمحيص ، حتى خرج بنتيجة حاسمة ، مفادها : الجزم بخطأ هذه النظرية ، و ذلك لعدم صحة الأرقام التي قدمتها ، و اعتبرتها أساساً صالحاً للتدليل على قيمتها العلمية .
فقد قال هذا المحقق الذي رمز لنفسه بـ ( أبو محمد ) :
قولهم : كلمة ( اسم ) تتكرر 19 مرة بالضبط . أقول : ذكر في المعجم المفهرس عدد 19 تحت كلمة اسم . و ذكر أن كلمة ( بسم ) تكررت ثلاث مرات في قوله تعالى: ﴿ ... بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا ... ﴾ [6] و ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [7] و ﴿الحمد﴾ و ﴿ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [8] .
و ذكر كلمة " اسمه " و قال إنها تكررت خمس مرات .
قولهم : إن كلمة ( الرحيم ) تتكرر 114 مرة . و نقول : بل تتكرر 115 مرة بالضبط .
و قالوا : إن حرف ﴿ ن ... ﴾ [9] قد تكرر في سورة القلم 133 أي 19 × 7 .
و نقول : بل يتكرر 129 مرة فقط . و لو كررنا المشددات مثل أن ، فإن المجموع يصير أكثر من ذلك بكثير..
و قالوا : إن حرف ( ص ) يتكرر في كل من : سورة الأعراف التي أولها ﴿ المص ﴾ [10] و سورة ( ص ) و سورة مريم التي أولها ﴿ كهيعص ﴾ [11]152 أي 19 × 8 .
و نقول : إن عدد الصادات في سورة الأعراف ( 90 ) صاداً ، و لعله قد اشتبه على واحد أو اثنان . و في سورة مريم ( 24 ) و في سورة ص ( 27 ) مرة فليس المجموع 152 و لا في كل واحدة منها 152 أيضاً .[12]
أما العلامة الطباطبائي ( قُدِّسَ سِرُّه ) ، فقد أورد على الأقوال التي سلفت باستثناء هذا الأخير ، حيث لم يذكره ... بأن :
دعوى كون الحروف المقطعة من المتشابهات لا يصح ، و ذلك لأن التشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية على مداليلها ، و ليست الحروف المقطعة من هذا القبيل .
و أما سائر الأقوال ، فإنما هي تصويرات لا تتعدى الاحتمال ، و لا دليل يدل على شيء منها ، و أما الروايات التي ربما يستظهر منها بعض التأييد لبعض تلك الأقوال ، فقد ردها رحمه الله تعالى لضعف السند تارة و لضعف الدلالة أخرى ، حيث لا يوجد فيها تقرير من النبي ( صلى الله عليه و أله ) لما فهمه الآخرون منها... أو لأن مفاد الرواية أن هذه الحروف من قبيل الرمز لمعان تكرر بيانها ، و لا حاجة لاستعمال الرمز في التعبير عنها .
ثم استظهر رحمه الله تعالى : أن هذه الحروف هي رمز بين الله سبحانه و بين رسوله ، خفية عنا ، لا سبيل لأفهامنا العادية إليها إلا بمقدار أن نستشعر أن بينها و بين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً ، حيث وجد رحمه الله تشابهاً في سياق و في مضامين السور التي اشتركت حروف معينة في فواتحها ، كالطواسين و الحواميم ، و الميمات و الراءات و نحو ذلك .
و نحن لا نستطيع الموافقة على ما ذكره رحمه الله تعالى ، فإن القرآن ليس كتاب ألغاز ، أو أحاجي ، و إنما أنزله الله تعالى : ﴿ ... هُدًى لِّلنَّاسِ ... ﴾ [13] ، ﴿ ... لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ... ﴾ [14] ، ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ [15] ، ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [16] ، ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [17] .
و قد لاحظ بعض المحققين : أن تعقيب هذه الأحرف بأن هذا الكتاب مبين و واضح ، و أنه قرآن عربي لقوم يعلمون ، أو لعلكم تعقلون ، لا يناسب كون تلك الألفاظ رموزاً ، أو من قبيل الألغاز و الأحاجي ، قال تعالى في سورة يوسف : ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [18] .
و مهما يكن من أمر : فإن لدينا من الشواهد و الدلائل ما يكفي لإعطاء فكرة عن المراد من هذه الحروف . و نستطيع بيان ذلك في ضمن النقاط التالية :
1 ـ إننا في نفس الوقت الذي نعتبر فيه أن ما سنذهب إليه ليس هو المقصود الأول من هذه الأحرف ، فإننا نؤكد على أننا لا نستبعد إرادة سائر المعاني ، مما ذكر أو لم يذكر منها ، إذا دل الدليل على إرادتها أيضاً ، فإن للقرآن ظهراً و بطناً ، و لعل لاختلاف الأزمنة ، و تقدم الفكر و العلم ، تأثير كبير في فهم الكثير من المعاني الأخرى ، التي يمكن أن تكون هذه الأحرف مشيرة إليها ، أو دالة عليها ، بنحو من أنحاء الإشارة و الدلالة...
2 ـ إننا نلاحظ : أننا لم نجد في التاريخ ما يشير إلى أن أياً من الصحابة أو من غيرهم من المشركين أو من أعداء الإسلام قد تصدى للسؤال أو الاستفهام عن معاني هذه الأحرف ، و عما ترمي إليه... و لو سلمنا جدلاً أن سكوت الصحابة يمكن أن يكون ناشئاً عن إيمانهم العميق ، و عن وصولهم إلى درجة التسليم و الخضوع لكل ما يأتي به النبي ( صلى الله عليه و أله ) نتيجة لما رأوه من الآيات الباهرة ، و المعجزات القاهرة ـ رغم أن ذلك لا ينطبق على كثيرين غيرهم... و رغم عدم منافاة ذلك للسؤال الاستفهامي عن أمر كهذا ـ فإننا لا نستطيع أن نفسر سكوت المشركين و غيرهم من أعداء الإسلام عن أمر كهذا ، و هم في موقع التحدي و المجابهة ، و يحاولون التشبث و لو بالطحلب للطعن في الإسلام و النبوة و القرآن .
فسكوتهم هذا ـ و الحالة هذه ـ لا يعني إلا أنهم قد فهموا منها معنى قريباً إلى أذهانهم و ان ذلك المعنى الذي فهموه كان يكفي للإجابة عما يمكن أن يراود أذهانهم من تساؤلات..
3 ـ إننا نجد : أن هذه الحروف قد وردت في تسع و عشرين سورة ، ستة و عشرون منها نزلت في مكة ، و ثلاث منها نزلت في المدينة . و حتى هذه السور التي نزلت في المدينة يلاحظ : أن اثنتين منها قد نزلتا في أوائل الهجرة ، حيث كان الوضع الديني و الإيماني فيها لا يختلف كثيراً عنه في مكة ، و لاسيما مع وجود اليهود و شبهاتهم و مؤامراتهم إلى جانب المشركين فيها...
و واحدة منها و هي سورة الرعد قد نزلت بعد أن كثر الداخلون في الإسلام رغباً أو رهباً ، و كثر المنافقون حتى ليرجع ابن أبي بثلث الجيش في غزوة أحد.. و أصبح اليهود و غيرهم ممن وترهم الإسلام يهتمون بالكيد للإسلام من الداخل ، بعد أن عجزوا عن مقاومته عسكرياً و فكرياً ، و عقائدياً بشكل سافر.. فجاءت سورة الرعد لتكرر التحدي بهذه المعجزة : القرآن ، كأسلوب أمثل لبعث عمق عقيدي و إيماني جديد في المسلمين ، و مواجهة غيرهم بالواقع الذي لا يجدون لمواجهته سبيلاً إلا بالتسليم و البخوع و الانقياد له .
و هذا ما يفسر لنا السر في أننا نجد أسلوب و أجواء سورة الرعد لا تختلف كثيراً عن أجواء و أسلوب غيرها من السور المكية ، و أن هناك توافقاً فيما بينها في إدانة و ضرب كل أساليب التضليل أو التزوير ، و الصدود عن الحق...
و نستطيع بعد كل ما تقدم أن نصل إلى النتيجة التالية ، و هي :
أن ورود هذه الحروف في خصوص السور المدنية ، و في ثلاث سور نزلت في أجواء لا تختلف كثيراً عن أجواء مكة ليدل دلالة قاطعة على أنها إنما جاءت في مقام التحدي للمشركين ، و لأعداء الإسلام... و إن عدم اعتراض هؤلاء ، أو حتى عدم سؤالهم ، و كذلك عدم سؤال أي من الصحابة المؤمنين عن معاني هذه الحروف إنما يشير إلى أنهم إنما فهموا منها معان قريبة إلى أذهانهم ، كافية للإجابة على ما ربما يختلج في نفوسهم من أسئلة حولها . و ليس ذلك إلا ما ذكرنا من التحدي بهذا القرآن ، المركب من أمثال هذه الحروف التي هي تحت اختيار الجميع ، مع أنه يعجز عن مجاراته و الإتيان بمثله و حتى بسورة من مثله الجميع .
4 ـ إننا إذا راجعنا الآيات التي وقعت بعد هذه الحروف ، فإننا نجد :
أ ـ إن جميع السور التي وقعت الحروف المقطعة في فواتحها باستثناء سورتين أو ثلاث نجد الآيات التي وقعت بعد هذه الحروف تتحدث عن الكتاب و آياته ، أو القلم أو القرآن ، أو نحو ذلك ، كقوله تعالى :
﴿ المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [19] .
﴿ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [20] .
﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [21] .
﴿ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [22] .
﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴾ [23] .
﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾ [24] .
﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [25] .
وحتى تلك السور الاثنتان أو الثلاث يمكن أن يكون في تلك القصة ، أو التنبؤات ، أو الحكم التي تذكر بعد هذه الحروف ـ فيها ـ من الإعجاز ما يكفي لأن يجعل تركيبها من أمثال تلك الحروف المذكورة ، و عجز الغير عن الإتيان بمثلها كافياً عن التصريح في ذلك...
ب ـ إننا نجد أن بعض الآيات التي وقعت بعد الأحرف المقطعة قد جاءت باسم الإشارة ليكون خبراً عن الحروف المقطعة ، لأنه إشارة لما قبله . و لا يصح أن يكون إشارة لما بعده لأن ما بعده ليس فيه الألف و اللام ليكون بدلاً أو عطف بيان له.. و ذلك مثل قوله تعالى:
﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [26] .
﴿ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ ﴾ [27] .
﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴾ [28] .
و كذلك الحال بالنسبة لسورة الرعد ، و الحجر و غيرها من السور .
أما مثل قوله تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ [29] ، فالكتاب بدل أو عطف بيان .
ج ـ ما هو من قبيل قوله تعالى :
﴿ حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [30] . فإن قوله تنزيل خبر لقوله : ﴿ حم ﴾ [31] كما قاله الفراء ، و كما هو الظاهر... و جعل كتاب خبراً لتنزيل لا يستسيغه الذوق السليم ، و لا ينسجم مع المعنى المقصود ، و لاسيما مع تنوين كلمة تنزيل و تنكيرها و كذلك الحال في قوله تعالى :
﴿ الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [32] .
﴿ حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [33] .
و كذا الحال فيما ورد في أول سورة الجاثية و الأحقاف..
و قد أعرب المفسرون ، و غيرهم هذه الموارد على أن كلمة تنزيل خبر لمبتدأ محذوف ، أو نحو ذلك من أن إعرابها على النحو الذي ذكرناه هو الأنسب و الأظهر ، و إن كان إعرابهم لا ينافي ما ذكرناه أيضاً ، فإن تقدير كلمة ( هو ) أو كلمة : ( هذا ) المقدرة مبتدأ ظاهرها الإشارة إلى ما قبلها أيضاً..
د ـ قوله تعالى :
﴿ حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [34] .
فإن قوله {كذلك} يشار بها في القرآن عادة إلى ما قبلها . أي كتلك الحروف التي سبقت يوحي إليك الله تعالى . أي أن آيات الله هي من جنس هذه الأحرف .
هـ ـ و بعد فلقد جاء في رواية عن الإمام العسكري صلوات الله و سلامه عليه أنه قال : " كذبت قريش و اليهود بالقرآن ، و قالوا : سحر مبين تقوله . فقال الله : ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ [35] أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها ( ألف ، لام ، ميم ) و هو بلغتكم و حروف هجائكم ، فائتوا بمثله إن كنتم صادقين ، و استعينوا على ذلك بسائر شهدائكم . ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله : ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [36] . [37] و ضعف هذه الرواية لا يضر ما دامت مؤيدة بما قدمناه من الشواهد و الدلائل... هذا على الرغم من أننا نجد في كلام المجلسي ما يشير إلى إمكان الاعتماد على روايات تفسير العسكري... مع أننا لا نجد ما يبرر الوضع و الجعل في أمر كهذا...
و الحمد لله و صلاته و سلامه على عباده الذين اصطفى محمد و آله الطيبين الطاهرين .[38]
[1] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 26 ، الصفحة : 479 .
[2] القران الكريم : سورة القلم ( 68 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 564 .
[3] القران الكريم : سورة ق ( 50 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 518 .
[4] تفسير الميزان : 18 / 6 و 7 .
[5] هو العلامة المحقق السيد مهدي الروحاني .
[6] القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 41 ، الصفحة : 226 .
[7] القران الكريم : سورة الفاتحة ( 1 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 1 .
[8] القران الكريم : سورة النمل ( 27 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 379 .
[9] القران الكريم : سورة القلم ( 68 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 564 .
[10] القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 151 .
[11] القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 305 .
[12] راجع : مجلة المنطلق اللبنانية سنة 1399ه العدد الخامس ص82 .
[13] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 185 ، الصفحة : 28 .
[14] القران الكريم : سورة صاد ( 38 ) ، الآية : 29 ، الصفحة : 455 .
[15] القران الكريم : سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية : 195 ، الصفحة : 375 .
[16] القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 2 ، الصفحة : 235 .
[17] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 477 .
[18] القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 235 .
[19] القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 151 .
[20] القران الكريم : سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 255 .
[21] القران الكريم : سورة الزخرف ( 43 ) ، الآيات : 1 - 3 ، الصفحة : 489 .
[22] القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 221 .
[23] القران الكريم : سورة الدخان ( 44 ) ، الآيات : 1 - 3 ، الصفحة : 496 .
[24] القران الكريم : سورة صاد ( 38 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 453 .
[25] القران الكريم : سورة القلم ( 68 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 564 .
[26] القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 235 .
[27] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 262 .
[28] القران الكريم : سورة يونس ( 10 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 208 .
[29] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 2 .
[30] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآيات : 1 - 3 ، الصفحة : 477 .
[31] القران الكريم : سورة فصلت ( 41 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 477 .
[32] القران الكريم : سورة السجدة ( 32 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 415 .
[33] القران الكريم : سورة غافر ( 40 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 467 .
[34] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآيات : 1 - 3 ، الصفحة : 483 .
[35] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 2 .
[36] القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 88 ، الصفحة : 291 .
[37] معاني الأخبار : 22 ؛ تفسير البرهان : 1 / 54 ؛ تفسير نور الثقلين : 1 / 43 ؛ بحار الانوار : 92 / 377 و تفسير الميزان : 18 / 16 .
[38] ألقي هذا البحث في مؤتمر الفكر الإسلامي الذي انعقد في طهران بتاريخ الجمعة 9 / 4 / 1404 ه . ق


توقيع : مصـshiaaـر
من مواضيع : مصـshiaaـر 0 صور الطبيعة أكثر من سبعين صورة رائعة جدا
0 شيعة مصر وشيعة العراق
0 لطميات شهادة الامام الكاظم عليه السلام
0 تصميم لسيدي ومولاي الامام الكاظم عليه السلام
0 هل ابنك واثق من نفسه؟
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:04 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية