عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال : (إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ).
لست بصدد الدخول في معنى كلام المولى إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام ..وكلامه عليه السلام واضح لايحتاج لتعقيدات الآراء ولشرح الشراح..على عظمته وروعته ودقته ...وفيه نصيحة للحكام لايعدلها نصائح مستشارين الثقلين ..
إنما وضعت هذا القول للمقارنة بما هو حاصل في الساحة السياسية العراقية، التي لو دققنا النظر فيها سنجد أنها عبارة على "عراك" سياسي تتطاير منه شضايا الإتهامات والتخوين والتسقيط في كل اتجاه وإلقاء الائمة على هذا الطرف أو ذاك.. ماهو إلا "لعب سياسة" ..!
وكيف يكون لعب السياسة بغير تسقيط وكيل الإتهامات وكيف يقتنع "الشارع" ويركض وراء السياسيين وبنجذب لهم بدون هذا اللعب..!
ومن خلال المتابعة المستمرة لما يجري من صراع بين الكتل والأحزاب السياسية الذي يحاول كل منهم جر "النار لقرصه" ويجعل من نفسه المحامي عن "المستضعفين" وهم من يستغل مخاوفهم لينفذ مآربه وطموحاته...لأن الإنتخابات على الأبواب...!
في الأشهر المنصرمة ماكنا ننفك عن سماع زعيق كل من "رئيس الوزراء" و"نائبه الملطك المدلل" بتوجيه الإتهامات لبعضهم البعض حتى وصلت الأمور إلى القطيعة وقيام رئيس الحكومة بتوجيه وحث كتلته والقوى التي تتحالف معه على حجب الثقة عن نائبه"المدلل"..."الذي اتى بصورة غير شرعية وبموافقته" على مقررات أربيل .!
نائبه مدلل سفارة الدولة الإرهابية الماسونية الذي اجتث من الإنتخابات بقرار من لجنة اجتثاث البعث وأعيد للعملية السياسية بإرادة "رئيس الحكومة " وبنصيحة من تلك السفارة ..! بالرغم من أن "المدلل المطلك"منع من الترشيح ولم يُنتَخَب إلا أنه إستطاع أن يحصل على كرسي نائب رئيس الوزراء..!
و المضحك لحد البكاء هي تصريحات رئيس الوزراء صاحب مشروع إجتثاث " المشروع العروبي البعثي الطائفي"...! والذي يردده دائماً ويذكر العراقيين به بمناسبة أو بدون مناسبة...!
ولكي يقنع رئيس الوزراء الناس بهذا المشروع "الوهمي" قام رئيس الوزراء ونائبه بالتراشق إعلامياً بسبب إعتقال بعض "المحسوبين على المطلك" ومن تلك اللحظة لم تهدأ التصريحات ولا الصيحات..وانقلبت الأمور إلا أن هناك أمر يثير السخرية وهو علاقة "رئيس الوزراء" و"نائبه المدلل" هذه العلاقة الغريبة فالأول يصر والثاني يزعل ويدير ظهره ويرجع الأول ليسترضي الثاني إلا أن الثاني يدير كتفه زيادةً في الدلال..!
مع علم "رئيس الوزراء " بأن "الملطك" (((بعثي حتى النخاع )))) ولم يتخلى عن تصريحاته بل أن كل تصريحاته طائفية قومجية ودائماً ما تسبب مشاكل للحكومة إلا أن رئيس الوزراء ومستشاريه "الفطاحلة" وأنصاره الذين صدعوا رؤوسنا بأغنيته المشهورة "المشروع البعثي العروبي الطائفي"...وكيف أنه قتله وقضى عليه..!
يعود "رئيس الوزراء" اليوم ويصفع من صدق هذه "الطرفة" ويجلس "مدلـــــلــه" بجانبه وكأن شيء لم يكن في بادرة من "رئيس الحكومة" لكي يضمن بقائه في منصبه وعدم سحب الثقة عنه..لكن ما كان الثمن ..ماهو الثمن الحقيقي لرجوع "المدلل المطلك"..!
لماذا لم يقم رئيس الوزراء بهذه المبادرة منذ البداية بدلاً من جر الأمور لهذه الدرجة ..وإلى متى ستبقى العملية السياسية مرهونة بمزاجية "رئيس الوزراء" و"المدلل المطلك"..فإن رضي المطلك اليوم فهل سيرضا غداً..؟
وإذا ما كان هذا التحالف هو تحالف "منقطع" أم "دائمي" ...؟
وماذا سيفعل "رئيس الوزراء" لو لوى "المدلل" رأسه يريد إصلاح العملية السياسية "على مزاجه" ، خصوصاً مع تطور موقف "المدلل" الذي أعلن فيه أن "رئيس الوزراء ليس (دكتاتور) وأنه مهني"....أقول هل هذا التصريح جاء بعد صحوة ضمير "المدلل" أم أن هناك ثمناً لهذا التصريح أو بالأحرى الموقف ..!
الحقيقة وكما ذكرت في موضوع سابق بأن المشكلة ليست بسبب (البعثيين ولامشاريعهم) إنما بسبب سياسة معاوية التي يظهر أنها طغت على سياسة كتلة رئيس الوزراء ومستشاريه "الأفذاذ"...
و سترون كيف سيأتي غداً وهو يجالس من هو في صراع معهم ...في معركة الخاسر فيها...هو الشعب العراقي للأن الخدمات سبقى كما هي...
لكني سأبقي أسئلتي قائمة .... أليس أن "رئيس الوزراء" وكتلته ومستشاريه "الأباطرة" وأنصاره...الأن بعد تحالف "رئيس الوزراء" و"نائبه المدلل" قد دخلوا في "المشروع العروبي الطائفي"..! أم أن حرب "رئيس الحكومة" المزعومة ضد هذا المشروع ذهبت أدراج الرياح.
خصوصاً بعد أن رأينا هذا التقارب والتعاطف بين "البعثيين" وكتلة دولة القانون ومستشارين "رئيس الوزراء" ...مع كل من "مشعان الجبوري ، وأصيل طبرة ، والرفيق عضو مجلس الشعب السابق البطيخ، وأخيرهم وليس آخرهم "المطلك" ولربما يكون "الرعاش" غداً، هل يحتاج الشارع العراقي أدلة أكثر على أن مشروع البعثيين العروبيين الطائفي ماهو إلا((وهم)) يستخدمه "رئيس الوزراء" وانه لعب سياسية من أجل المكاسب السياسية وقد كسب "رئيس الوزراء" عدم رفع الثقة عنه بعد أن توسل بنائبه "المدلل المطلك"..وهل لهذا التخبط من نهاية أم أن مسلسل اللعب سيبقى على حاله...
مواضيع ذات صلة ..لاتوجد نار من دون دخان....!
مصدر في العراقية: ائتلاف المالكي يقدم عرضاً على المطلك للعودة الى مهامه والاخير يرفض "الدخان"